(1)
ولو
حين عرضت أعمال الحارة القديمة أدمن مشاهدتها بولع، فصار يعشق باب الحارة، ويشتاق ليالي الصالحة، ويتمنى لو كان شامياً لا تبرح زوجة تناديه: ابن عمي - تئبرني - يبعت لي حمى!
بعد رمضان أحس بفراغ يسكن روحه، أمسى يقلب القنوات الفضائية بحثا عن شيء منها، ذات ظهيرة وقبل أن يجد بغيته.. كانت زوجه تدعوه لغدائه، سألها:
- ما هذا كبسة.. ألا تعرفين غيرها؟!
- بلى.. اطلب!!
- هاه.. أريد مجدرة!!
حتى اللحظة لم يكن يعرف عن المجدرة سوى أنها أكلة شامية!
في الغد عملتها له، وقربتها إليه، فغاص بيده في صفحة أرز أبيض، أدمه عدس أخضر، تناوله بلهفة، اجتره بشوق، فلما تذوقه عافه، ثم تركه وقام وهو يدعو للكبسة!!
(2)
التقرير
هدوءه اللافت يستفز مشاعري، أحسه ماء يسكب على حماستي، أنذرته مرات ليغير سلوكه، أفهمته أن عملنا يحتاج إلى المزيد من النشاط.. فيجيبني بكل برود: وهل قصرت في شيء؟!
ما يغيظني بحق أنه لم يقصر قط!
وفي كل مرة أكتب تقريره الوظيفي أقول: يتصف ببطء وبرود يحدان من إنتاجيته، أما رئيسه الذي جاء بعدي فيكتب: يتصف بهدوء وتأن يساعدانه على اتخاذ قراراته بحكمة واقتدار!