في اليوم التالي
الذي يأتي دائماً هكذا
أصحو هادئة
وبي تهذيب مُغالى
ألقي على الصخور القريبة السلام
وأصافح الغبار العابر في الطريق
أواصل الحياة راضية
طالعة من رحيق الأرض
أبني الأغصان بلا غضب
أزور الطيور في أعشاشها
الشبيهة بجنة القصائد المغيّبة
أسرّ إليها فوضى تقاسمني وريدي
حقلاً تجنّ فيه السنابل
وتقطع رؤوس بعضها
أعبر بينها
موارية أجسادها الميتة التراب
لأني لا أغضب أحداً!
ألتصق بأجنحة الطيور النامية
من ورد ورمان
أشرب من مناقيرها فجراً يُعاد
وأسكت كمن به مسٌّ من عتاب!
رعد في خفق النور يقصف
وكلام قادم من بقايا أثر صوتي على الرمل
أعود إلى بيتي في صمت
أغلق الباب خلفي جيداً
وأنجز واجباتي المنزلية
متجنبة الشجار والمشاحنات المعتادة
لأني لا أغضب أحداً!!