هذا اسم مفعول من الفعل (حسب) والاستعمال الفصيح المعروف هو بفتح الميم أوله وإسكان الفاء منه أي الحاء في هذا الاسم، ولكن هذه الطريقة استعمال لهجي قديم في بعض لهجات الجزيرة وما زال مسموعًا إلى اليوم وبخاصة على ألسنة كبار السنّ منا أما غيرهم فتأثروا باستعمال العربية الفصيحة ففتحوا الميم وسكنوا الفاء (مَحْسوب)، ومثال هذا اللفظ: مَهْبول، مَهْجوج، مَهْجور، مَعْروف، مَعْمور، مَحْفور، مَحْروث، مَخْبوز، مَخْبون، مَغْبون، مَغْسول، وليس هذا الاستعمال اللهجي ببعيد عن أصله الفصيح إذ نجد ابن جني ذكره في كتابه المحتسب (1: 84)، عند قراءة قوله تعالى {حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} (55) سورة البقرة، وقراءة قوله تعالى {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا} (131) سورة طه، قال: (ومن ذلك قراءة سهل بن شعيب النّهمي: (جَهَرَة) و(زَهَرَة)، كل شيء في القرآن محركًا. قال أبو الفتح: مذهب أصحابنا (البصريين) في كل شيء من هذا النحو مما فيه حرف حلقي ساكن بعد حرف مفتوح: أنه لا يحرك إلا على أنه لغة فيه، كالزَّهْرة والزهَرَة، والنَّهْر والنهَر، والشَّعْر والشعَر، فهذه لغات عندهم كالنشْر والنشَر، والحلْب والحلَب، والطَّرْد والطَّرَد. ومذهب الكوفيين فيه أنه يحرك الثاني لكونه حرفًا حلقيًّا، فيجيزون فيه الفتح وإن لم يسمعوه؛ كالبَحْر والبحَر والصَّخْر والصَّخَر. وما أرى القول من بَعدُ إلاَّ معهم، والحقَّ فيه إلاَّ في أيديهم. وذلك أنني سمعت عامة عُقَيْل تقول ذلك ولا تقف فيه سائغًا غير مستكره، حتى لسمعت الشجري يقول: أنا محَموم بفتح الحاء. وليس أحد يدعي أنّ في الكلام مَفَعول بفتح الفاء. وقال ابن منظور في المادة (نعل): فأَما قول كثيِّر:
له نَعَلٌ لا تَطَّبِي الكَلْب رِيحُها وإِن وُضِعَتْ وَسْطَ المجَالس شُمَّت
فإِنه حرَّك حرف الحلق لانفتاح ما قبله كما قال بعضهم: يَغَدُو وهو مَحَمُوم، في يَغْدو وهو مَحْموم، وهذا لا يعدّ لغة إِنما هو مُتْبَع ما قبله، ولو سئل رجل عن وزن يَغَدُو وهو مَحَموم لم يقل إِنه يَفَعَل ولا مَفَعُول). ولأن هذا اللفظ بدأ بساكن عمدت بعض اللهجات في الجزيرة العربية وبخاصة في المنطقة الشرقية منها إلى إدخال همزة الوصل فأنت تسمع الألفاظ السابقة: امْهَبول، امْهَجوج، امْهَجور، امْعَروف، امْعَمور، امْحَفور، امْحَروث، امْخَبوز، امْخَبون، امْغَبون، امْغَسول. والملاحظ أن هذا الضرب من التغير اللغوي خاص بما فاؤه حرف حلقي حسب تحديد القدماء وهي ستة الأحرف (الهمزة والهاء، والعين والغين، والحاء والخاء)، وكل هذه الأحرف مثلنا لها أعلاه باستثناء حرف الهمزة فله معاملة مختلفة؛ لأنه يثقل بعد التسكين، ولذلك تخلصوا منه بحذفه ومطل الفتحة تعويضًا، وإن شئت التعبير بطريقة القدماء قلت سهلت الهمزة، مثال ذلك (مَأْمور) صارت: مامور، (مَأْكول) صارت: ماكول، (مَأْمون) صارت: مامون، (مَأْخوذ) صارت: ماخوذ. ولأن هذا التغير خاص بما فيه حرف حلقي نجد أن ما جاء على (مَفْعول) من سواها بقي مفتوح الميم ساكن الفاء، مثل: مَجْحود، مَلْقوف، مَرْعُوب، مِرْهون.