سيطرت حالة من الرضا العام لدى الأدباء والمثقفين على ما شهده العام المنصرم 2007 من أحداث ثقافية مؤكدين أن الحصاد الثقافي بمصر وإن خلا من أحداث كبرى إلا أنه حمل حراكا وغلب عليه التفاؤل لاحداث تطور مرتقب في العام الجديد واعتبروا أن هناك أحداثا تستحق التوقف عندها نظرا لأهميتها في دفع حال الثقافة إلى الأمام ومنها حركة الإصدارات الإبداعية والفكرية واهداءات الكتب التي احتلت فيها المملكة العربية السعودية مكان الصدارة حيث أهدت المملكة متمثلة في سفارة خادم الحرمين الشريفين مئات من الكتب في فروع العلم المختلفة إلى مكتبة الإسكندرية.
كذلك شهد العام كماً كبيراً من الندوات والمؤتمرات التي تم تنظيمها لمناقشة العديد من قضايا الفكر والأدب ومنها المؤتمر الموسع الذي أقامه صالون غازي عوض الله الثقافي وكرم فيه نخبة كبيرة من رواد الفكر والأدب في العالم العربي وكان من بينهم الكاتب إبراهيم التركي، وأكد المثقفون والأدباء ان الصالون كان من أبرز أوجه التفاؤل في العام الماضي واحدث حالة من الرضا لدى المثقفين على ان الثقافة العربية ما تزال بخير.
الحصاد في عيون الأدباء والمثقفين:
يقول الأديب جمال الغيطاني أن رؤية الحصاد الثقافي للعام المنصرم تغلب عليها طابع التفاؤل بالفعل ولكن الرؤية لا تكتمل إلا بإلقاء نظرة شاملة على أحداث خلفت جراحا مثل قضايا الحجز على أثاث منزل الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي بسبب حكم قضائي لصالح الشيخ يوسف البدري بسبب قضية سب وقذف بينهما وقضية منع قصيدة الشاعر حلمي سالم التي اتهمت بالإساءة إلى الذات الإلهية ومصادرة عدد مجلة إبداع، ومن أهم الأحداث أيضا رفض المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب الذي عقد اجتماعاته في العاصمة البحرينية المنامة لعودة عضوية العراق التي جمدت عام 2003 إثر الاحتلال الأميركي، أما عن أفضل الكتب فيختار الغيطاني روايتي جوع لمحمد البساطي ورواية واحة الغروب التي صدرت قبل بداية العام الحالي بيومين في حين يرى الأديب علاء الاسواني أن تنظيم عدد من الفعاليات سواء كانت ندوات أو مؤتمرات ثقافية في العالم العربي من وقت لآخر يعد من الأحداث المهمة، وكثرة هذه المؤتمرات يثري واقع الثقافة أما عن أفضلية الكتب فقال الاسواني لا أريد ولا أحبذ صيغة التفضيل ولكن هناك عدة كتب قرأتها واستحوذت على اهتماماتي منها كتاب مسيو إبراهيم وظهور القران للفرنسي ايمي نويل سميث من ترجمة محمد سلماوي وأعدت قراءة كتب جمال الغيطاني التجليات, الأعمال الكاملة لأحمد فؤاد نجم الأعمال الكاملة لمسحراتي العرب فؤاد حداد.
الأديب يوسف أبو رية يرى أن عام 2007 شهد العديد من الفعاليات التي تتفاوت في تقدير أهميتها لدى الأدباء ويضيف ان فوز كل من الشاعر احمد السيد غراب والناقد الدكتور حامد أبو أحمد بجائزتي مؤسسة يماني الثقافية لهذا العام، التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع جامعة القاهرة بمناسبة مئوية الجامعة يعد حدثا مهما لكن لم تلق عليه الأضواء كثيرا، وكذلك فوز الاديب علاء الاسواني بجائزة جرينزاني كافور الإيطالية التي شهدت حصول كاتب مصري للعام الثاني على التوالي، على الجائزة وكان الكاتب جمال الغيطاني قد حصل على نفس الجائزة العام الماضي، وعن أبرز الكتب التي صدرت هذا العام قال روايتي صمت الطواحين ورواية جوع لمحمد البساطي.
الناقد المعروف الدكتور حامد أبو أحمد عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر: يعتبر أن إنشاء المركز القومي للترجمة الذي يتبناه حالياً المجلس الأعلى للثقافة في مصر ويقترب من إصدار الكتاب الألف المترجم هو من أبرز الأحداث الثقافية نظراً لأهمية الترجمة، أما عن أهم الكتب من وجة نظره فيقول (رحلة إلى الجذور) لمؤلفه جابريال ماركيز، ويعتبر أن من أبرز الأحداث الثقافية في مصر تدشين كتاب ابن خلدون بمكتبة الإسكندرية وذلك في إطار احتفالاتها بالعيد الخامس وكتاب (ابن خلدون البحر المتوسط في القرن الرابع عشر: قيام وسقوط إمبراطوريات) صدر بالاشتراك مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بقطر، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) ومؤسسة التراث الأندلسي بغرناطة. أما عن السلبيات التي أثرت على الواقع الثقافي بشكل عام فتتمثل في عدم صدور بعض المجلات المتخصصة في الشأن الثقافي العربي فضلاً عن عدم اعتناء كثير من الصحف بالقضايا الثقافية العربية.
أما الشاعر أحمد سويلم فيرى أن ما وقع من أنشطة ثقافية في العالم العربي كانت أنشطة محدودة للغاية لا ترقى إلى مستوى الأحداث الكبرى لطغيان طبول السياسة، وقدم عدد من المبدعات شهادات عن تجاربهن، وتم تكريم الكاتبة (وفية خيري)، والكاتب خيري شلبي. كذلك المؤتمر الذي عقدته جمعية لسان العرب تحت عنوان (جهود وزراء التربية والتعليم في النهوض باللغة العربية) وذلك في مقر الجامعة العربية برعاية الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى.