الأديبة الروائية رجاء محمد عالم، وبعد عقود من العطاء الإبداعي المتمثل في العمل الروائي، يحق لنا أن نفاخر بمشروعها المعبر دائماً عن هوية الإنسان (المكي) ذلك الذي لا نتردد في أن نسميه عمق الكون؛ فمسير أعمال رجال عالم يأتي الآن على هيئة ملحمة روائية سردية متكاملة غاصت في أعماق البيئة المكية؛ حيث سترى هذه (الأعمال الكاملة) النور قريباً من منبر ثقافي يعنى بالوعي والمعرفة.
(المسير إلى عمق الكون) هذا هو العنوان الذي يمكن لنا أن نطلقه على تجربة رجاء العالم بعد اكتمال عقدها الروائي الفريد في تجربة ثرة تجسدت في المسير إلى عمق الكون في المكان (مكة المكرمة)، وفي الضمير الوجداني للإنسان، وفي تخوم وتضاعيف البرازخ حيث تقبع الحقيقة هناك كجوهرة غالية المنال.
نضج المسير في تجربة رجاء عالم تكلل بتقديم عدد من الطروحات العلمية حول عطائها الروائي على نحو ما عرضته ميرال الطحاوي في رسالتها العلمية (الدكتوراه) حول تجاربها التي انشغلت كثيراً في تدوين التاريخ على نحو ما ورد في روايتها (حبي) التي تضمنت الكثير من المنقولات الشفاهية عن البيئة المكية لرسم تفاصيل المدينة القديمة التي تقبع في الذاكرة بوصفها مثالاً جمالياً لحالة الألق الإنساني البسيط.