قبل أكثر من أربعين عاماً كانت الظهران على موعد مع شاب عائد إلى المملكة وقد أنهى دراسة الفن التشكيلي من أكاديمية الفنون الجميلة بروما ذلك هو عبدالحليم رضوي الذي كان مجيئه إلى المنطقة الشرقية بناء على دعوة تلقاها من الشركة لرسم لوحات عن النفط حيث استضافته أرامكو وسهلت له زيارة بعض مناطق البترول.
كان الغرض رسم لوحات لوضعها على غلاف (استعراض الأعمال لعام 1965م). كانت الشركة اغتنمت وجوده لتحكيم مسابقة واختيار أعمال أربعة طلاب كرمتهم أرامكو، لم يقتصر الأمر على ذلك فمجلة قافلة الزيت نشرت حواراً وعرفت بالفنان رضوي في أحد أعدادها الستينية، وهو من دون شك اهتمام مبكر مسبوق باهتمامها بخط المجلة من خطاطين كبار مثل اللبناني كامل البابا ثم استقطابها رسامين لقصص أو أشعار أو مواد المجلة التي استقطبت كبار الأدباء العرب مثل طه حسين والعقاد والزيات وغيرهم كثيرون.
في الثمانينيات أطلقت أرامكو السعودية مسابقة لرسوم الأطفال ويبدو أن الإرهاصات الأولى لها كانت مسابقة الستينيات لطلبة مدارس الشرقية لكنها اتسعت لتشمل طلاب وأطفال المملكة وبالتالي كانت الاستجابة كبيرة فكلفت فنانين تشكيليين أو معلمي تربية فنية لتحكيم المسابقة، وسرعان ما اتجهت إلى خارج المنطقة لتحكيم المسابقة فاتسعت الدائرة وازداد التجاوب والجوائز بل إنها نظمت قبل عشرة أعوام تقريباً معرضاً تمثل فيه مختارات من أعمال المسابقة لعدد من السنوات. هذا المعرض أقيم لدورة واحدة.
في الستينيات كانت هناك في الظهران مجموعة فنية عرفتها من الكلمة التي وقعها مدير إدارة العلاقات العامة بالنيابة -حينها- السيد ج. في .نايت وفيها إشارة إلى جماعة الفنون في الظهران التي ساعدت في المعرض وحفل تكريم رضوي وبالتأكيد كانت من الجالية الأجنبية التي تعمل في أرامكو وبالفعل كان الاهتمام حاضراً ببعض النشاطات الفنية والدورات والعروض المشتركة التي لم أعد أسمع عنها في السنوات الأخيرة، فقد نشطت في الظهران وداخل الحي السكني للشركة جماعة الظهران التي كانت تقيم معارض لأعضائها وبمشاركة بعض السعوديين ولفترات محدودة.
أرامكو السعودية في مقرها بالظهران كانت تستضيف في العقود الماضية عروضاً متفرقة أو متباعدة ليوم واحد وأحياناً ليومين ذلك لفنانين تشكيليين سعوديين أو أجانب لكن هذه العادة الحميدة أيضاً توقفت لكن أنشطة مجموعة الظهران لم تزل نشطة وأقامت قبل شهر تقريباً معرضاً كبيراً ككل معارض المجموعة في الظهران بين المشاركين فيه سعوديات وسعوديون بجانب هواة ومحترفين من عدد من الجنسيات العربية والأجنبية.
لا شك أن أرامكو السعودية لم تزل داعماً مهماً في بعض الأنشطة المحلية فعرف دعمها مثلاً لمسابقة السفير الأولى للفنون التشكيلية ولبعض برامج جمعية الثقافة والفنون بالدمام وبالتأكيد غيرها، لكني أتساءل لماذا لا تضع ضمن اهتماماتها وقد اهتمت برسوم الأطفال اهتماماً مماثلاً بأعمال الفنانين التشكيليين؟ لكن لا نغفل حرصها ومن خلال بعض الممثلين على تجميل بعض مرافقها بأعمال فنية.
أتذكر أن بعض توصيات لجان تحكيم رسوم الأطفال ارتأت قيام عروض للكبار. وحسب اعتقادي قد يكون تنظيمها لمعرض للفنانين السعوديين مجالاً لانتقائها الأعمال الفنية الأكثر مناسبة وملاءمة فالأعمال تقدم في معرض كبير لأيام عدة تحقق من خلاله دعم الفنان نفسه وليس انتهاء بالساحة التشكيلية السعودية التي تدعمها في العديد من الأوجه، ودون شك سيكون عملاً متكاملاً كما هي كل جهود ومشروعات أرامكو السعودية في الثقافة وخدمة المجتمع، لا شك أن الاهتمام الذي توليه هذه الشركة الكبيرة لأصحاب العقول المبدعة يعكس تفكيراً مبدعاً أيضاً وليس احتفائها بمجموعات من أصحاب الفكر والثقافة من السعوديين واستضافتهم لتعريفهم عن قرب لأعمال الشركة في مناطق أعمالها في الظهران ورأس تنورة وغيرهما، لدلالة تؤكد اهتماماتها المتعددة.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244
- الدمام
aalsoliman@hotmail.com