أين يذهب الغمام والسحاب الذي لا يمطر؟ ربما أكون سألت نفسي هذا السؤال في طفولتي، وربما حين مر بي ذات قراءة في كتب التراث: (أمطري حيث شئت فخراجك لي) ملأتني نشوة الثقة بمعرفة مآل السحاب والغمام، لكن حينما مر السحاب تبخر السؤال، ولم أشغل نفسي بمصيره!! لكن الآن، كلما تجهّمت روحي وامتلأت بالسحاب الثقال، تلك التي لم تجد طريقها لتمطر في الدموع أو في الجنون أو في الشعر، كلما تحجر السحاب فيّ واثقلتني الجبال عرفت لماذا تمتلئ الأرض بالراسيات من الجبال!! تلك السلاسل على الأرض دموع تحجرت في عزتها، ولم يليّن صلابتها سؤال أو جواب!!.
ياربي، ياالله: سلاسلك هذه على الأرض أو في البشر مَنْ دفق تجوالها الغض إلى كارثة اليباس؟ من ألهمها أنَفَتَها الحرون إذ تأبى أن تمطر في آفاقها البيض؟ من ألهمها أن تحجب ماءها، أن تعلن ركضها الحر نازلة بحجارتها إلى القاع دافنةً ماءها فيما تيبس منها، صاعدة على سفح ذاتها متنقلة على قِمَمٍ تخصها وحدها: سحائب كانت لأحد ولم تعد سوى لها!!!
استدراك:
(لئلا ينحدر مع مطر التوهم أحد: أمطرتْ حيث شاءتْ، نعم، ولكن خراجها لي!!)
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7845» ثم أرسلها إلى الكود 82244
- الرياض
Rafef_fa@maktoob.com