تعرض الشعراء في العصر العباسي للسرقات ولم تكن هناك (إدارة قانونية) تحمي إبداعاتهم وربما شاركهم في الاحتفاء ب(اللص المبدع) بعض النقاد الذين يسوغون لهم ما يأخذونه بشمالهم تحت دعاوى (الاقتباس) و(التناص) و(توارد الأفكار) وربما نال بعض الشعراء المزيفين المنح والأعطيات والجوائز على (قصائد مسروقة) وتتعدد التعريفات لمفهوم مصطلح (السرقات العلمية) من ناحية صك ألفاظها والكتب النقدية غرقى بتلك التصنيفات إلا أن الجميع يتفقون على لب معناها وبلغة بسيطة بعيدة عن تقعر النقاد فإن (السرقات العلمية) تعني (السرقة) و(السطو) على حقوق الآخرين وأكل أفكارهم بغير وجه حق وقد تعرض بعض المبدعين على مر التاريخ لتلك السرقات فتعرضوا للتهميش والبعد عن الأضواء واستفحل شر هذا المصطلح في هذا العصر وما نراه ونشاهده في شبكات المعلومات بفضل ما توفره المنتديات من أسماء وأقنعة مستعارة وربما لجأ أحدهم إلى سرقة سطرين من مقالة منشورة وقد يسطو عليها كاملة (في وضح النهار عياناً بياناً) بحجة تدعيم موضوعه الأساس في غير مبالاة ولا مراعاة للأمانة العلمية ويهمل وضع علامتي التنصيص حول الكلمات المقتبسة والإشارة للمصدر الحقيقي والمواقع الإلكترونية تعج بالكثير من تلك النماذج ومن المخجل أن محركات البحث ك(جوجل) وأخواتها تفضح أعمالهم المشينة.