Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
الثالثة
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 

العنقري يحتضنها.. والناصر يديرها
الثقافية اللندنية... هل تصدر من الرياض؟

 

 

الثقافية - عبدالمحسن الحقيل

أيام قليلة ويعود الأستاذ عبدالله الناصر إلى الرياض.. الناصر الملحق الثقافي السعودي في لندن، رئيس تحرير (المجلة الثقافية) التي تصدر في لندن يعود محملاً بإرث نبيل وتجربة ثرية نحتاجها نحن هنا ونتطلع لاستمرارها.. فالناصر والثقافية يظهران اسمين لمسمى واحد هو «الثقافية»..من هنا فإننا نتمنى أن يعود وأن ترافقه (المجلة الثقافية) فتصدر من هنا من الرياض وتحت إشراف وزارة التعليم العالي، لاسيما الدكتور خالد العنقري عالم له اهتمامات حقيقية بالثقافة المحلية والعربية، وهو رجل يملك مكتبة ضخمة مليئة بالمخطوطات والدراسات العلمية، فهو الأجدر برعاية مجلة ك(الثقافية) وهي جديرة باهتمام رجل بحجم العنقري خصوصاً أنه لا توجد مجلة تصدر عن وزارة التعليم العالي، ونحن بهذا نعتقد أن اقتران (الثقافية) بوزارة التعليم العالي يعد مكسباً للوسط العلمي والثقافي وليس غريباً أن تصدر المجلة من المكان الأولى بها. وتحت إشراف رجلها الأول الأستاذ عبدالله الناصر كما أدارها هناك في لندن، وستسهم في إثراء المشهد الثقافي. أبو عبدالعزيز الناصر كتب مقالاً وداعياً مؤثراً في العدد الأخير الصادر من المجلة الثقافية« اللندنية»

قال فيه:

بالحرف الأبيض

وداعاً ؟؟ لكل شيء بدايته، ولكل شيء نهايته، ولا يدوم إلا وجه الحي القيوم..

وكما تعود الطيور المهاجرة إلى مواطنها.. وكما يعود البحارة إلى موانئهم، وكما تتعب الخيول من سروجها وأعنتها.. فقد قررت أن ألقي عصا التسيار والعودة إلى موطني، بعد أكثر من ربع قرن من الرحيل والاغتراب، كانت حافلة بالإثارة، والعمل، والتجربة، والخبرة. كانت ممتزجة بالفرح، والعناء، والسعادة والتعب، والسفر والسهر.. فلم تكن رحلة ربع قرن من عمري رحلة استمتاع، واستجمام، بل أقول وبكل فخر أنها كانت رحلة كفاح، وعناء، وربما مرارات في بعض الأحيان..!!

تَعِبتْ من السفر الطويل، ركائبي، وحقائبي.. وتناثر غبار الدنيا على أهدابي، وتناثر ريش أجنحتي من التحليق والطيران.. من أمريكا إلى الجزائر، إلى بريطانيا وإيرلندا... في بريطانيا تعب الكرسي مني وتعبت منه، عشرون عاماً قضيتها على هذا الكرسي حتى مللت من الحروف وملت مني، تعبت من الأوراق وتعبت مني. مرت علي آلاف الوجوه، وآلاف القضايا والمشكلات.. لا يمكن أن أحصي كم مشكلة تلقيت، ولا كم حديث تحدثت.. ولا كم من عمل أنجزت، ولا كم من مرة أصبت، ولا كم مرة أخطأت.. ولكن الشيء الوحيد الذي سأظل أفخر به ما حييت أنني لم أظلم بحمد الله أحداً، ولم أحاول أن أسيء إلى أحد، ولم يخط قلمي حرفاً واحداً فيه أذى لأحد.. بل كنت أدعو الله كل صباح وأنا في طريقي إلى عملي أن يساعدني على مشكلة أحلها، أو حاجة أقضيها..

***

كانت الوجوه تتبدل.. والقاعات تتبدل.. والزمن يتبدل خلال عشرين سنة مضت.. إلا الحديث عن الوطن فقد كان دائم الحضور. ويشهد الله أنني وجدت كثيراً من الطلبة ومن رؤساء الأندية وفروعها، ومديري مدارسها جنوداً يدافعون عن الوطن ببسالة وغيرة، ويظهرون من الحماسة، والمثالية العلمية والسلوكية ما يرفع الرأس ويدعو إلى الفخر..

وهكذا ظلت العجلة تدور، والأيام تدور، والأحوال تتغير وتتبدل.. وكان هاجس العودة يراودني منذ زمن بعيد. وذات مرة ولأسباب سوف أذكرها يوماً ما بحول الله حملت حقائبي وأمتعتي وسافرت وقلت لن أعود..!!

ولكن الرجل النادر الفذ الذي لا يحب الإطراء، ولا الثناء، ولا المديح، معالي الدكتور خالد العنقري.. رفض عودتي رفضاً، لم يقبل معه حواراً ولا نقاشاً، واستسلمت لإصراره وأنا لا أستطيع له رداً، لأنه كان يخجلني بمواقفه النبيلة.. وإذا كان الرجل لا يحب الثناء، ولا الإطراء، فيجوز لي اليوم وأنا على وشك العودة أن أقول: إن التعليم العالي سيظل بخير، وأن المكاتب الثقافية ستظل بخير، وأنها مقبلة على خير.. وأن المبتعثين سوف يجدون كثيراً من الخير ما دام هذا الرجل يديرها، وأني لأعلم أكثر من غيري كم يبذل الرجل، وكم يواجه في سبيل التطوير والتحديث رغم الصعوبات، والتحديات.. ويعلم الله أنني ما رفعت له شيئاً يخص المبتعثين إلا بادر بلا تردد في الاستجابة وعمل المستطاع.. كل ذلك بطبيعة الحال بدعم وتوجيه من ولاة الأمر..


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة