عيد الأضحى وارتفاع الأسعار!!

ترتفع الأسعار سنوياً، وفي موسم الحج على وجه التحديد، وتشمل المواشي والخضار، وتمتد حتى للمعلبات والحلويات والمخبوزات، ولا تتوقف عند الدواجن بل وتشمل حتى الأسماك. ولا أدرك سبباً لذلك إلا إذا كان استغلالاً لموسم الحج وتوافد ضيوف الرحمن، أو بسبب إهمال فرق الرقابة في وزارة التجارة المختصة بمراقبة الأسعار، برغم وصول أخبار تفيد بكشفها عن نقص وزن الخبز لدى أحد محلات تصنيعه وتم التشهير بها واتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة لحفظ حقوق المستهلكين. وللمعلومية فإن أوزان الخبز تتناقص منذ زمن بعيد حيث وصل عدد الأرغفة لأربعة بدلاً من ثمانية!! وللأمانة فإنه قد تم وضع ملصقات على جميع المحلات تحمل الآية الكريمة: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}، كما تضمنت رقماً للتبليغ عن المخالفات، ويبقى دور المواطن حاضراً!

وبرغم الشكوى السنوية من ارتفاع الأسعار بهذا الموسم بالتحديد؛ إلا أننا لم نلمس تصرفاً مضاداً لكبح الأسعار استناداً على نظرية العرض والطلب. وأجدادنا يقولون: (دواء الغالي تركه) وقد يكون الاستعانة بالبدائل مجدياً، وأقصد الطماطم بالذات التي وصل سعر الكيلو منها خمسة عشر ريالاً، هذا عدا المواشي حيث وصل سعر الخروف إلى ألفين وخمسمائة ريال، وربما يتجاوز ذلك طالما ليس لدينا أمن غذائي وتربية للمواشي في ظل استمرار الحروب في الدول المجاورة التي نستورد منها، وديمومة الإسراف في الذبح الجائر للأضاحي، حيث لا يكتفى بأضحية واحدة للأسرة كلها، بل إن الأب ينحر أضحيته، والأم والجد والجدة عدا الوصايا والوقف!! ولا يتم توزيعها بحسب الهدي النبوي، بل تقام المآدب اليومية ليلاً ونهاراً طيلة أيام العيد، ومن ثم يشكو الناس من ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب والسمنة والنقرس وغيرها من الأمراض المرتبطة بتناول اللحوم الحمراء.

وفي حين يحمّل بعض الناس أنفسهم عبئاً عندما يلجؤون للاقتراض أو التذمر من غلاء الأضاحي والدعاء بالويل والثبور على الغلاء! فإننا لم نتوقف قط ونراجع ثقافتنا الاستهلاكية لأنها مرتبطة بأمور شرعية قد تكون مغلوطة حيث الأضحية سنّة مؤكدة وليست واجباً أو فرضاً، ويذبحها رب الأسرة في يوم النحر إحياء لسنة نبوية لم يلزم بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أحداً من أمته رفقاً بهم وتيسيراً عليهم.

كل عام، وكل عيد أضحى والأمة الإسلامية، بل العالم كله بخير وأمن وسلام!!

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny