خلال احتفال مجموعة mbc ببرنامج (الثامنة) تم استعراض نشاطه وطريقة التحضير له عبر ما يقارب ثلاثمائة حلقة تطرقت لمواضيع اجتماعية ووطنية وإنسانية وصحية وسياسية.
يؤكد داوود الشريان أن سبب نجاح برنامجه جماهيريًّا هو أنه معجون بالناس، ولقربه من نبض الشارع وملامسته إحساس المواطن وهمومه. والحق أن البرنامج حقق جماهيرية واسعة نتيجة للكاريزما التي يمتلكها الشريان فضلاً عن العفوية التي ميَّزته عمّن سواه.
فلطالما أبكانا في عدة حلقات عرضت مآسي العنف التي تواجهها المرأة على وجه التحديد ووقوفه معها حتى حصولها على حقها ورفع الإيذاء عنها ولو تطلب الأمر الاستعانة بأمراء المناطق. فضلاً عن القيام مع الضعفاء والمكسورين، وسعيه لتوظيف المهمشين الذين حصلوا على شهادات علمية ولم يجدوا أبوابًا مفتوحة لتوظيفهم، وكذلك مناقشته لهموم المعلمات ومشاكلهن العديدة.
وكثيرًا ما أسعدنا بنجاحه في القضاء على السلبيات وتجاوزات بعض المستشفيات ودور الرعاية الاجتماعية وتسليط الضوء على القصور والتسيب. كما أوقد الحماس في نفوسنا ونحن نراه يتابع أوضاع المطاعم السيئة والبوفيهات التي لا تطبق المعايير الصحية عبر التقارير الميدانية التي يبذلها فريق البرنامج، بل إنه استنهض همم بعض المسؤولين الحكوميين، وعزّز مبدأ المساءلة، وقد شهد له أحد رؤساء البلديات بأن الحملات الرقابية المباركة على المطاعم من حسنات برنامج الثامنة الذي كشف عن الإهمال والتلاعب بصحة الناس. بالإضافة لمساهمته الفعَّالة في القضاء على العمالة السائبة واستنفار الجوازات لملاحقتهم وإصلاح أوضاع إقامتهم.
وقف البرنامج بشهامة مع الأسر المنتجة وتم استضافة سيدات منتجات سواء بإعداد الأغذية أو التصنيع الأسري، وعَرض أطعمتهن وتذوقها وشجعهن وطالب بدعمهن واستجاب له الكثير من رجال الأعمال وبعض البنوك وبذلك فتحت لهن أبواب من الرزق.
كان للبرنامج دورٌ تثقيفيٌّ في الوقاية من الأمراض حين استضاف أطباء متخصصين، وحارب الطب الخرافي والرقية الوهمية، وسخر من ممارسيه وحذّر من تلاعبهم بصحة الناس.
كان داوود لطيفًا ودودًا مع ذوي الاحتياجات الخاصة حين استضافهم في برنامجه، كما كان ظريفًا مع المفحطين الذين استجابوا لدعوته بترك التفحيط بعد أن أغراهم بالانخراط في سباق السيارات النظامي وهادنهم حتى أصرّ على الكشف عن شخصياتهم أمام الناس وإماطة اللثام عن وجوههم!
ولعلَّ في ذلك ردًّا على من يدعي أن البرنامج مجرّد مسكن أو تنفيس اجتماعي، غير مدرك سطوة الإعلام وهيمنته وتأثيره بصنع القرارات، بل وتنفيذها.
هذا ما فعله داوود، فأروني ما فعل غيره!!