{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (105) سورة التوبة.
لو تتبعت سير معاملة وراقبت دورة حياتها من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى
في معظم الأجهزة الحكومية ستجد تفسيرا لمعضلة تنموية ظلت عصية على التفسير وهي النسبة المتدنية من تحقيق التنمية على الرغم من وجود الموارد المالية الباهظة!
تمر المعاملة من أعلى إلى أسفل بالإجراءات التالية:
- يمهر الوزير أو الرئيس بتوقيعه على إحالتها إلى الوكلاء.
- الوكلاء يحيلونها بدورهم إلى المديرين.
- المديرون يحيلونها بدورهم إلى رؤساء الأقسام.
- رؤساء الأقسام يحيلونها بدورهم إلى صغار الموظفين للدراسة وإبداء الرأي.
- فيكتب الموظف الصغير رأيه وهو المحروم من التطوير والتدريب والتحفيز مثخنا بالإحباط تصله المعاملة في مكتبه الصغير القديم.
- فتعود المعاملة تصعد من أسفل إلى أعلى كل يدون عليها خطاب رفع لمن هو أعلى منه! - حتى تصل الوزير أو الرئيس مرة أخرى فيعتمد ما ورد فيها ظنا منه أنها وجدت ما تستحقه من عناية!
لذلك نحن لا نتطور لا نتغير إلا بقدر طفيف وجهودنا تبدو غير متسقة وكأن كل جهة تعمل منفردة!
لأن من يبدي الرأي في جل معاملاتنا هم صغار الموظفين الذين لا يطالهم التغيير أو التطوير أو التدريب!
حيث إن المشاركات والدورات والورش والترقيات تذهب للمناصب العليا ينشغلون بها طوال العام فلا يملكون وقتا لدراسة معاملة أو إبداء الرأي فيها!
آلاف المعاملات تمر هكذا وتمضي دورة حياتها بهذا الشكل.. يتغير الوزير والرئيس، لكن من يبدي رأيه فيها ويدرسها باق في مكتبه القديم بلا تطوير ولا تدريب ولا ترقية منذ عشرات السنين!!!