خلال الشهر الماضي، وقبل أن يصطدم العالم بقضية تطبيق الإغلاق الجزئي في الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية لأول مرة منذ حوالي 17 عاماً، ثم المسألة الأخطر، وهي اقتراب بلوغ سقف الدين العام بحلول 17 من أكتوبر، كان مؤشر الداو جونز يتفنن في تسجيل مستوى قياسي جديد جلسة بعد جلسة، ووصل إلى مستويات فوق الـ15.700 نقطة، وسجل بالتحديد 15.709 نقطة كأعلى مستوى تاريخي على الإطلاق، وذلك في جلسة يوم 18 سبتمبر، دخل بعدها في موجة هابطة بالجلسات العشر الأخيرة، بينها جلستان فقط انتهت على ارتفاع. أودت هذه الموجة بالمؤشر إلى مستويات كسر بها حاجز الـ15 ألف نقطة، فاقدًا حوالي 800 نقطة أو ما يقارب 5% من مستواه التاريخي قبل أن يعود وينهي الأسبوع الماضي فوق هذا الحاجز، ومترقبًا ماذا سيحدث في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة التي يتابعها العالم.
حسب الدراسة التي أجريت في السنوات الـ60 الأخيرة، كان للربع الأول أو ما يرمز إلى كيفية افتتاح السنة للمؤشر وأدائه، أهمية كبرى وترابط قوي مع كيف سينهي السنة وعند أي مستويات سيغلق؟
بداية هذه العام كانت قوية، واختتم الربع الأول على ارتفاع بـ11.25% وهو الأفضل منذ سنة 1998م، وهذا يعني أنه منذ 15 عاماً لم يشهد هذه القوة والاندفاع، والتي جاءت في أول أيام تداول مع خبر تفادي الولايات المتحدة ما يسمى الهاوية المالية. ومنذ سنة 1950 فقط 12 مرة استطاع الداو جونز أن ينهي الربع الأول على ارتفاع بأكثر من 8%، وفي 8 مرات من الـ12، أنهى الربع الثاني على ارتفاع على الأقل بأكثر من 1%.
وفي السنوات العشرين الأخيرة كان شهر أبريل/ نيسان هو أفضل شهر للداو جونز مسجلاً معدل ارتفاع بـ2.7%، و1.97% في السنوات الـ63 الأخيرة.
وحسب الدراسة كان شهر إبريل من العام 2005م هي آخر مرة سجل فيها المؤشر انخفاضًا في شهر ابريل. وتاريخيًّا تظهر الأرقام أن الربع الأول قوي يؤدي إلى سنة قوية بالمكاسب، وفي الـ12 مرة السابقة منذ سنة 1954 يكون الداو جونز مرتفعًا بأكثر من 8% في الربع الأول، لدينا 10 مرات من الـ12 مرة يغلق السنة بارتفاع بأكثر من 15%. الجدول التالي يظهر كيف يغلق المؤشر نهاية السنة كل مرة ينهي ربعه الأول على مكاسب بأكثر من 8%. الخلاصة: نحن في عام 2013 والمؤشر أغلق الربع الأول على ارتفاع بأكثر من 11.25%، ماذا سيحصل نهاية العام؟ هل سيشذ الداو جونز عن القاعدة أم لا؟ خلال أقل من ثلاثة أشهر نعرف الجواب.