رغم أن صانعي الأفلام بيتر وبوبي فاريللي قد فعلا ما يكفي على مر السنين من أجل الحفاظ على ما حققه عملهما المشترك في السينما من نجاحات وتفوق، لكن الذي ينبغي التنبيه إليه هو أنهما لن يستطيعا الوصول إلى تكرار النجاح الهائل الذي حققاه من خلال فيلم (شيء بخصوص ماري) إنتاج عام 1998.
وربما أن التقاء الممثل بن ستيللر أحيا قليلا من نجاح فارييلي حيث إن فيلم (الطفل البائس) الذي يعد علامة كوميدية لتشارلز جرودين سيبيل شيفرد منذ عام 1972 والذي يعتبر أقصى جهد بذله الإخوان من أجل إعادة النجاح الساحق لفيلم (شيء بخصوص ماري).
ويوافق بن ستيللر مرة أخرى على تمثيل دور يقوم فيه بالارتحال من مدينته التي يسكن بها إلى مكان ناءٍ هو كابو سان لوكاس (بدلاً من ميامي موطن ماري في الفيلم الآخر الذي قام ستيللر ببطولته) وذلك للبحث عن فتاة أحلامه. تماماً مثل ما فعل في فيلم الأخوين فاريللي.
ليست فتاة الأحلام
يقوم ستيللر الكوميدي بلعب دور رجل بلغ سن الأربعين دون أن يتزوج، ولكن عندما يلتقي مصادفة بالفتاة ليلي الجميلة التي تجسد دورها (مالين اكيرمان)، يقنعه والده (جيري ستيللر) وصديقه الحميم ماك (روب كوردرى) أن يودع حياة العزوبية أخيراً. يتشجع بن ستيللر في نهاية الأمر على خوض التجربة ويقوم بلقاء ليلي أكثر من مرة محاولاً إقناع نفسه بفكرة الزواج. يبدأ ستيللر بالشعور ببعض الرومانسيات في حياته بعد هذه اللقاءات المتكررة ولكن ليس بالمستوى الذي يصل إلى حد الاقتناع بالزواج. في النهاية تضطره الأحداث إلى إتمام الزواج في أسرع وقت قبل سفر ليلي لألمانيا بأمر من عملها. حيث تخبره ليلي أن إدارة عملها تطلب منها السفر ولكنها لا يمكن أن تجبرها على الانتقال إذا كانت متزوجة. يتم الأمر بأسرع مما يتصور إيدي (ستيللر) ويتزوج بالفعل رغم أنه لا يشعر بالسعادة فهو لم يحبها وليست هي فتاة أحلامه.
لا تتزوج في الصباح
تنطلق السيارة بالعروسين لقضاء شهر عسل في أحد المنتجعات الساحلية ليلتقي بصديقه القديم لاعب كرة القدم بول روديتو هورنانج الذي يجسد جانب التشاؤم في الفيلم، إذ كان يتبع حكمة صنعها لنفسه تقول: (لا تتزوج في الصباح، لأنك لا تعرف بمن ستلتقى في المساء). تلك الحكمة التي زاد تشبع ستيللر بها بعد زواجه.
فكلما كان يقضى ايدى وقتاً أطول مع ليلى، كلما كان يدرك أنهما لا يصلحان لبعضهما معللاً ذلك بأنها شديدة العدوانية في حياتها الخاصة وهي لا تستمع لنصائحه، كما أنها تتميز بحب الامتلاك المفرط.
وبعد أن استمتعت ليلي بأشعة الشمس الدافئة لعدة أيام انتقل الاثنان إلى المنتجع المكسيكي ليكملا شهر العسل، وهناك يحدث ما لم يكن في الحسبان حيث التقى هناك بأول فتاة يحبها في حياته. لقد أحس ذلك الشعور الغريب الذي ينتاب العاشقين فجأة.
كانت الفتاة هي ميراندا أو الممثلة (ميشيل موناجان) تتمتع بكل ما يحلم به ستيللر ويريده في شريكة حياته.
في هذه النقطة من سير الدراما يتلاشى التشابه بين هذه النسخه من القصة التي أنتجت سنة 1972 والنسخة الحديثة، ويبدأ الأخوان فاريللى بتطبيق العلامة التجارية الكوميدية المميزة لهما.
الكوميديا المجازية كتب قصة الفيلم الأخوان فاريللى، حيث استخدما النجم ستيللر، مرة أخرى، كأداة لإضفاء روح الكوميديا المجازية. فقد شاهدنا ستيللر معلقاً على الخطاف مرات لا حصر لها من قبل، ولكن الطاقة التي تنطلق من ستيللر عندما يتم دفعه أمام جدار يجعل أي وضع عادي يبدو وكأنه جاء بشيء جديد، ولكن ستيللر ليس مجرد عمل رجل واحد، فقد حدد اكيرمان زوايا الخلل النفسي لليلى حتى أثناء نومها. وتأتي موناجان بشخصية فتاة مسترجلة حيث تحقق ما لم ينجح فيه أي شاب من الجمهور. ويستمتع الثلاثي بالألفاظ الصريحة في السيناريو والمواقف المتضاربة الذكية في النص.