* إعداد - صلاح شنكل
العيد فرحة تعقب شهراً من الصيام في كل عام، فرحة ترتسم في كل وجوه الصغار والكبار، فرحة تلقائية غير مفتعلة يحسها كل مسلم في وجه أخيه دون أن يبحث عنها، لكن هل كل قيمة العيد أن يفرح الإنسان مع من حوله فقط أم أن هناك قيماً أخرى يجب أن تُراعى، ما هو مفهوم العيد؟ وكيف يعيش الناس فرحته؟ وكيف يتذوقون حلاوة سعادته في ظل قطع صلة الرحم بين الناس؟ ولماذا نجد الكثير من المسلمين (في كل البلدان الإسلامية) يهاجرون من أجل قضاء العيد مع الأهل والأقارب؟ وحتى داخل المدينة أو القرية، نجد الأهل يجتمعون في صعيد واحد يحتفلون بالعيد السعيد، هؤلاء هم الذين يجدون سعادتهم في صلة الأرحام، ويدركون عظمة هذه الشعيرة (صلة الرحم) ومكانتها عند الله، فهل استحضرنا ذلك ونحن نفرح بالعيد؟ وهل وصلنا الأرحام لكي نجد تلك السعادة ونعايشها؟ وكيف ننظر إلى فرحة العيد، ومفهوم العيد، وصلة الأرحام؟ هذه التساؤلات طرحناها من خلال محور هذا الأسبوع على أصدقاء منتدى الهاتف للوقوف على كيفية تعامل الناس في العيد مع (صلة الرحم) والسعادة، وفرحة العيد.
تجديد أواصر المحبة
( حمد بن عبد الله بن خنين - الدلم
العيد مزيج من الفرح والسرور ولا شك أنه يغمر القلوب بالفرحة وتوافق أفراحه واقع أخلاقنا الاجتماعية وما يضفيه من بهجة وراحة للأبدان وما يدعو إليه من تجديد أواصر المحبة يؤسس للتراحم بين الأقرباء والتواصل بينهم ذلك الترابط الوثيق والتفاعل المتبادل بين المجتمع وبذلك يهدف الإسلام من فرحة العيد إلى تكوين مجتمع سعيد جذوره العميقة تمتد من الإيمان بالله وقيمه ومعاييره تقوم على الأخلاق الكريمة ونبذ الخلاف وصفاء القلوب من الحقد والكراهية.. وفي العيد سعادة لواصل الرحم لأن في العيد يتناسى ذوو النفوس الطيبة أضغانهم ويحبون لإخوانهم كل خير ويقومون بالدعاء لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان والمجتمع الحصيف يدعو لهم، فالعيد المغزى الاجتماعي لإصلاح ذات البين، فالعيد فرصة ينتهزها المحبوب لإصلاح ذات البين، إنها دعوة في هذه المناسبة وعبر منبر مجلة الجزيرة أدعو دعوة للحب مفادها الصلح الخير دعوة إلى كل الناس لا يُستثنى فيها صغير ولا كبير ولا يمنع من حملها ذكر أو أنثى وليست مرتبطة بوقت أو مربوطة بالزمان وإن كان العيد قد حل علينا ضيفاً فما رأيكم أن نسارع جميعاً إلى تفعيل هذه الدعوة، فكم من أشخاص باعدت بينهم المسافات لا لشيء إلا أن الجميع شغل نفسه بدون شغل فانقطعت صلات الرحم وكم من أزواج متخاصمين لا لشيء إلا أن الشيطان أفسد الأجواء وكم من إخوة فرقهم المال والتحاسد واختلاف الآراء وكان بإمكانهم التقارب والعيش بجوار بعضهم البعض والتفاهم على كل الأمور لأن الدنيا سترحل كما سنرحل، والحب أيها الإخوة كلمة بسيطة، لكن لها مفعول السحر عندما ينثر عبيرها ويصافح النفوس ويشرح الصدور الحب من تعاليم الإسلام وقيمه، الحب أيها الإخوة كلمة بسيطة فنستقلها في هذا العيد السعيد لأنها تجلي القلوب مما يعلق بها من أرزان الحياة وتجدد للمرء حياته، وهذه تباشيره تزين حياتنا فرصة للمتخاصمين أتمنى وأقدم هذه الدعوة إلى جميع الناس أن يحاولوا تنفس الحب بدلاً من الكراهية ليعيشوا بقلوب مفعمة ولينثروا عطرهم في كل الأجواء، إلى من باعدته الآلام وغيبته الأحزان إلى من فهم خطأ.
سقى الله أيام التواصل بيننا
ورد إلى الأوطان كل غريب
فلا خير في دنيا بغير تواصل
ولا خير في عيش بدون حبيب
نشكر ل(الجزيرة) إتاحتها هذا المجال الذي جعلنا نعبر عن مشاعرنا في مناسبة جميلة.. مناسبة يسعد بها الجميع.. إنها مناسبة العيد ولا عيد لنا ولا سعادة إلا بتواصل الأرحام.
رحمة بالفقراء
( صالح اللحيدان :
نهنئ نحن إخواننا والأمة الإسلامية بالعيد السعيد ونهنئ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ونشدد على جهة التواصل بين الأرحام، والرحمة بين المسلمين عامة والتصدق للفقراء والمحتاجين، فهذه أهم مغازي العيد السعيد، بحيث يكون الناس سعداء فيه ومحبين لبعضهم ومتسامحين فيما بينهم.
( نورة إبراهيم الدهش التويجري :
في كل عيد أسعد برؤية أقاربي وأشقائي الذين يأتون من شتى مناطق المملكة، لكن تهتز مشاعري عندما أتذكر أطفالاً لا يوجد لهم أقارب أو خلان، في يوم العيد يفتقدون حنان أسرهم أولئك، هم الأيتام الذين ليس لديهم من يبتسم في وجههم يوم العيد، ومن يقول لهم قبل طلوع الشمس كل عام وأنتم بخير، هؤلاء نحن أملهم بعد الله ويجب علينا مساعدتهم بالزكاة والصدقة، والوقوف معهم في مثل هذا اليوم الذي يفرح فيه الجميع، علينا أن نواسيهم قبل أن نتواصل مع بقية الأقارب ممن لهم آباء وأمهات على قيد الحياة.
( سياف بن ناصر السياف :
منّ علينا الله بشهر رمضان شهر العبادة وأتى بعده العيد وتكتمل فرحة العيد بوصل الأرحام وبما أنه عبادة وفرحة ما أجمل أن نواصل من قطعنا وأن نمد له يد المحبة والتصافح وقبل العيد بيوم أو بيومين قدمنا زكاة الفطر قربة لله فما أجمل أن نواصل فرحة العيد بوصل الرحم وهي عبادة تستحق أن نتأملها وأن نسعى إلى الجمع بين المتحابين نرى أن أهل الرأي من واجبهم الجمع بين الإخوان الذين يكون بينهم مشاكل وعدم تواصل أن نضع حداً لهذه القطيعة بأن نجمعهم وأن يكون السعي لإرضاء الله أولاً ثم بث المحبة بين الإخوان وأهل الحي وصلة الرحم لأن من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله وهذا أمر عظيم.. من منا يريد أن يقطعه الله ..؟ لا أحد.
موسم التصافي
(عمرو بن إبراهيم العمرو :
تحلو الاجتماعات العائلية والزيارات التواصلية واللقاءات الأسرية في كل الأوقات وفي كل المناسبات ولا أظن أن هناك مناسبة هي أعظم وأكبر وأجمل من العيد وفرحة هذا العيد فهي مناسبة عامة وفرحة للجميع وليست خاصة لذا كان على الجميع أن يحيوا هذه الفرحة في نفوسهم وفي تواصلهم وفي تعاملهم كيف لا وهو عيد المسلمين وكيف لا وشارعنا الحكيم قد أمرنا أن نفرح وأن نظهر الفرح في هذين اليومين عيد الفطر والأضحى لذا هما فرحتان تعبديتان، لكن حقيقة ما نشاهده على أرض الواقع حالياً من البعض يخالف هذا الأمر والتوجيه فنجد بعض الناس حقيقة - هداهم الله - ربما يمر العيد كغيره من الأيام لا يتواصل مع جيرانه فيعايدهم ولا أقاربه فهو يعتقد أن هذا العيد هو للراحة والنوم، لكنه ليس كذلك بل هي فرحة يجب أن تظهر على أرض الواقع فإذا أمكن أن تخرج أبناءك لصلاة العيد حتى يحسوا بطعم هذا اليوم وربما نجد أسراً كثيرة لا تجتمع في هذا اليوم فهي لا تعير هذا اليوم أي اهتمام، وأشكر حكومة خادم الحرمين الشريفين لاهتمامها بالعيد والاهتمام بمظاهر العيد من احتفالات وتنسيق وتزيين وهي تظهر مدى حبنا وتواصلنا الاجتماعي الرائع الذي يميز بلدنا ونتميز به أيضاً كمسلمين، كذلك أشكر الأمانات ووزارة الداخلية التي أتاحت للأحياء أن تقيم الاحتفالات، شاكراً لكم في الختام اختياركم هذا الموضوع المهم، وأتمنى لكم التوفيق - بإذن الله -.
التآلف وجمع الكلمة
( فيصل بن زيد :
لا فرحة في العيد لقاطع الرحم، ولقاطع الصلة مع الأهل والجيران والمجتمع، لأن أروع ما في العيد فرحة الناس، وتناسي الأحزان، والتسامح والمحبة التي تظهر على وجوه الصغار والكبار، وفرحة العيد لا تعادلها أي فرحة أبداً لأنها نابعة من القلوب فقد أوجدها الله في قلوب المسلمين، وهي فرحة تلقائية لا تحتاج إلى جهد أو انفعال أو تصنع، وكأنها تحط على النفوس ليلة العيد وتصبح في نفوس الجميع تعبيراً عن السعادة في هذا اليوم الذي يفطر الناس فيه بعد صيام عن شهوات البطن والفرج لمدة شهر كامل تقرباً إلى الله وطاعة له، وأعتقد أن أهم شيء يوم العيد أن يتصدق القادرون على الضعفاء والفقراء والأيتام والأرامل وذوي الحاجات، فهذا يغرس الفرح في نفوسهم ويجعل الحب في قلوبهم ويقربهم من الله جل وعلا، وأتمنى من الله أن يعود العيد على الجميع بالفرح والسعادة وعلى المسلمين بالوحدة والتآلف وجمع الكلمة ووحدة الصف إنه سميع قريب مجيب.
وقفة مع النفس
( صفاء الأحمدي :
الكل يعرف أن فرحة العيد لا تعدلها فرحة، والجميع يدرك أن هذا اليوم جعله الله للفرح والتوسعة في الرزق والتعبير عن المحبة وزيارات الأرحام والتواصل بين الناس، والشكر لله على رمضان وسؤاله القبول والرضا، لكن القليل جداً من يعي ذلك ويقوم به على الوجه المطلوب، صحيح أن أغلبية الناس يذهبون إلى الاستراحات والقصور ويتوسعون في الأكل والشرب وإقامة المناسبات، والبعض يذهبون إلى حيث المنتزهات والملاهي، غير أن البعض يمر عليه العيد ولا يغير ما في نفسه من أضغان وخلافات وخصومات، إذن ما فائدة احتفالنا بالعيد إن لم يزل مثل هذه الأشياء؟ لا بد لنا من وقفة نقيم فيها أنفسنا، ومدى توافقنا مع الشرع في هذه الأمور، وخصوصاً صلة الرحم.
شعيرة عظيمة
( خالد بن عبد الله الشهراني :
صلة الرحم من الأمور التي شدد عليها الشرع، وأوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم، هذا في غير العيد.. أما فرحة العيد الكبرى فهي أن يجتمع الأهل، ولا يعزل منهم أحد، وأن يصل المسلم أهله دون أن يستثني أحداً، ولا يقول الإنسان: فلان لا يواصلني فلماذا أواصله؟ هذا خطأ لأن هناك حديثاً يقول: (ليس المكافئ بالواصل) أي ليس من يكافئ أحداً على صلته هو واصل الرحم بل الواصل هو من يصل من قطعه، وقد وفق الإخوة في مجلة الجزيرة - كعادتهم - في اختيار هذا المحور، وكم كنت أتمنى أن ينشر الموضوع قبل العيد حتى يستفيد منه الناس، وبالفعل العيد سعادة لواصل الرحم، لأن من يقطع رحمه في مثل هذا اليوم، لن يذوق طعم السعادة ولن يتذوق طعم العيد، ونسأل الله أن يوحد قلوب المسلمين، ويصلح بين الأهل والأقارب، ويجعلنا ممن يصلون الأرحام في الأعياد وفي غيرها.