* إعداد - مشاعل محمد العيدان(*)
تبدو الحياة في تجدد دائم وتطور مستمر، فالإنسان بفطرته يحب التجديد والتغيير الايجابي باعتباره ظاهرة صحية تبعث النشاط والحيوية، فالنفس البشرية بطبعها متجددة فمع إشراقه كل صباح جديد تتجدد طاقة الإنسان ويكون مفعما بالحيوية والأمل والتفاؤل. ويعتبر تغيير المكان احد الطرق لتوليد الأفكار الإبداعية فعندما يصعب إيجاد حل لمشكلة معينة أو إيجاد فكرة جديدة فإن تغيير المكان بأجواء مختلفة يقوم بتحفيز الذهن وإثارة الأفكار الجديدة وإيجاد الحلول المناسبة بشكل إبداعي وغير متوقع.
وفي التصميم الداخلي كثيراً ما يشعر بعض الناس بالملل من الأجواء الداخلية في المنزل والتصميم الداخلي له وذلك لتكرار مشاهدة تلك الأماكن والألوان بصفة يومية، ويرجع ذلك لعدة أسباب فبعضها يكون لأسباب نفسية إذ إن بعض الناس يرغب في استمرار التجديد والتغيير بصفة دائمة، وهناك أسباب أخرى ترجع إلى وجود خلل في التصميم الداخلي للفراغ ومدى تحقيق الوظيفة له، أو من الشكل الجمالي لذلك الفراغ.
ويظن البعض انه عند الرغبة في عمل تجديد للفراغ الداخلي سوف يضطر إلى تغيرات جذرية كاستبدال الأرضية أو إعادة دهان الحوائط أو ربما تغيير الأثاث بالكامل، وهذا بدوره قد يكبد العائلة خسائر في الجهد والمال وهم في غنى عن ذلك، وقد ورد إلي كثير من التساؤلات بهذا الشأن.
إنه من الممكن جدا تحقيق أجواء متجددة تبعث الحيوية بشكل جمالي وصحي وذلك بأقل جهد وتكلفة بعمل تعديلات بسيطة بحيث تتناسب وتتناغم مع الشكل العام ولكن قبل تقديم الحلول يفترض البحث عن السبب فمثلا:
أولا: حب التغيير والتجديد:
توجد شخصيات لديها الشعور بسرعة الملل وحب التغيير، فيفضل في هذه الحالة التالي:
* اختيار أجواء التصاميم البسيطة أي التي لا تحمل خطوط طراز معين مثل (طرز العصور الأوربية الوسطى، الطراز الإسلامي، خط من خطوط التصميم الحديث) ذلك أنها طرز تحمل طابعا خاصا متميزا يصعب تغيير أجوائه.
* يفضل استعمال المخططات اللونية المحايدة والتي تتمثل في (الأرضية، الحوائط، التنجيد) فمثلا استخدام أقمشة التنجيد في العناصر الثابتة مثل الكنب، الستائر أقمشة سادة حيث انه من السهولة إحداث تغييرات في الشكل العام مثل إضافة مثل (الكوشنات، مفارش THROW SHEET) تحمل ألوان وخطوط تصميم مختلفة من السهولة استبدالها.
ثانيا: بسبب استهلاك العنصر الداخلي:
وهذا يرجع لعدم ملاءمة المواصفات للوظيفة الفعلية فنلاحظ مثلا:
* شدة استهلاك الموكيت.
* تمزق بعض أجزاء أقمشة التنجيد (الكنب) في المناطق الأكثر استعمال.
* بهتان ألوان في أقمشة الستائر.
وفي مثل هذه الحالات يفترض الأخذ بعين الاعتبار أن يتم التغيير بمواصفات تخدم الاحتياج الفعلي بصفة أساسية ويتناسب ذلك جماليا مع بقية العناصر الداخلية بصورة متناسقة ومتناغمة.
وبصفة عامة توجد بعض اللمسات الجمالية المتجددة والتي تضفي على المكان جواً من الشاعرية دون الحاجة لبذل جهد كبير وإنفاق أموال طائلة مثل:
إبراز النواحي الجمالية في المنزل
مثل وجود (نافذة مطلة على حديقة) فيفضل توجيه النظر إليها وذلك بعدم حجب منظر الحديقة بستائر ثقيلة والاكتفاء بستائر بسيطة ناعمة التفاصيل تسمح بالاستمتاع بالطبيعة المزدانة بأجمل الأزهار والأشجار ثم موازنة النافذة أو أي عنصر جمالي آخر كالمدخنة (FIRE PLACE) فيتم موازنته في الجهتين اليمنى واليسرى بلوحات بنفس المقاس والارتفاع ويفضل تسليط الإنارة الموجهة على هذه الواجهة فسوف تعكس شكلا خلابا لا يمل.
أهمية تأثير النباتات الطبيعية الإيجابي
فاللجوء إلى الطبيعة يعتبر أفضل شيء على الإطلاق لبعث البهجة والسرور تحت الضغوط النفسية اليومية وذلك بتوزيعها في أماكن لها تهوية وإنارة طبيعية جيدة.
التنويع بأشكال اتجاهات وحدة الإنارة
فإن الإنارة تعمل على تغيير الأجواء الداخلية بشكل إبداعي فهناك (إنارة شاملة، موجهة، مخفية) وتكون إما جدارية أو سقفية أو إنارة طاولات TABLE LAMP أو أرضية FLOORLAMP.
فاستخدام الإنارة الموجهة يكون موجها على قطع الإكسسوارات والتحف واللوحات الجمالية، أما الإنارة المخفية فتوضع كخلفية مثلا للنباتات الطبيعية لتعطي أجواء خيالية ويهدف التنويع بأشكال واتجاهات الإنارة إلى سهولة التحكم في تغيير الأجواء الداخلية حسب الحاجة.
ختاما إن مجال التغيير والتطوير في الفراغ الداخلي كبير وهو يختلف باختلاف طبيعة المكان وطريقة المعيشة ومن المفترض البحث عن الطريقة التي تتناسب ماديا ووظيفيا قبل الإقدام على أي خطوة وتصور تناسب الشكل النهائي لكي يكون التصميم بعد تطويره يتسم بالانسجام والتناغم الذي يبعث البهجة والسرور وهو الهدف الرئيسي من ذلك التغيير.
(*) مهندسة ديكور
Meshaelworld@gmail.com