* إعداد - د.نهاد ربيع البحيري

حب الشباب من المشكلات التي تؤرق الشباب من الجنسين في سن المراهقة وما فوقها، وأكثر ما يخيف البعض أنها تظهر في الوجه ويلي ذلك الصدر والظهر، وتحدث هذه الحالة نتيجة زيادة في إفراز الدهون من الخلايا المسئولة التي تزيد بصفة خاصة في الذكور عند زيادة مستويات الهرمونات لديهم، ويرتبط هذا الأمر بمرحلة معينة من العمر لكنه يلقى الاهتمام من الطب مثلما يجده من قلق الشباب. ولا شك أن الكثير من الحلول تلوح في الأفق لتخفيف وطأة حب الشباب الذي ظل يشكل هاجسا يؤرق الكثيرين منذ زمن بعيد.

متى يحدث حب الشباب؟

تحدث هذه البثور، وما يطلق عليه حب الشباب عند احتجاز المادة الدهنية في الخلية نفسها ويتغير لونها مكونا رؤوسا سوداء مما يجذب البكتريا التي بدورها تتراكم تدريجيا حتى تصبح المنطقة المحيطة بالخلية الدهنية ملتهبة ومتورمة لتكون بثورا ذات شكل أحمر مميز وقمة صفراء، وتختفي تلك البثور الصغيرة خلال أيام قليلة إلا أن البثور ذات الحجم الكبير قد تترك حفرا وندبا واضحة على البشرة.

أسبابه

تزداد حالة حب الشباب سوءا مع زيادة العرق أو مع استخدام أنواع معينة من العقاقير مثل الاسترويدية وعقاقير منع الحمل وبعض كريمات البشرة وبعض مستحضرات التجميل الدهنية، وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى كون حب الشباب حالة وراثية حيث تحدث لبعض الناس ولا تحدث للبعض الآخر.

عوامل مساعدة على العلاج

- يساعد التعرض لضوء الشمس أو للأشعة الفوق بنفسجية على تحسن الحالة.

- تساعد الكريمات أو المرطبات المحتوية على بيروكسيد البنزويل على عدم انسداد المسام كما تساعد على إزالة المادة الدهنية المحتجزة داخل الخلايا مما يساعد على التقليل من تكون الرؤوس السوداء.

- لحمض الريتينويك نفس التأثير من حيث إزالة الدهون وتقليل الرؤوس السوداء مع ضرورة عدم استخدامه أثناء الحمل.

- قد تتطلب حالات حب الشباب المصحوبة بالحساسية استخدام المضادات الحيوية لفترات طويلة من أجل العلاج سواء في صورة أقراص أو مرطبات ولكن لا يوجد دليل على قدرتها الفعالة في الحد من كمية الحبوب المتكونة على البشرة التي تتسبب في تجمعها البكتريا.

- ترى بعض النساء أن حبوب منع الحمل التي تنظم مستويات الهرمونات قد تساعد في الحد من حب الشباب، وقد يفيدهن كذلك تغيير نوع الأقراص نفسها حيث تختلف في مستوى تأثيرها, لذا يفضل مناقشة ذلك مع الطبيب المختص.

- يمكن التقليل من الآثار الخفيفة غير المستحبة التي تتركها الحبوب على البشرة بإجراء صنفرة للبشرة وذلك بإزالة الطبقة الخارجية للبشرة، كما يفيد العلاج باستخدام مادة الكولاجين في محيط المناطق الغائرة بالبشرة.

حب الشباب

وعلاقته بالغذاء

يرفض معظم الأطباء في وقتنا هذا التسليم بأن تناول الشيكولاتة والأغذية الدهنية من أسباب ظهور حب الشباب على الرغم من أن الوجبة الغذائية التي تتكون بشكل رئيسي من الأغذية القليلة القيمة الغذائية تزيد من المشكلة سوءا, ومع هذا فإن لدى الكثيرين قناعة بأن هناك أغذية معينة يكون لها أثر عكسي على بشرتهم وخاصة الشيكولاته والجبن والأغذية المصنوعة من الدقيق الأبيض مثل الخبز والمكرونة وبعض أنواع حبوب الإفطار المصنعة واللوز أو الفول السوداني, فإذا تأكدت من شيء كهذا فعليك أن تمتنع عن تناول كل نوع منها على حدة لتتأكد من تأثيرها الفعلي على بشرتك وأن الامتناع عن غذاء بعينه يساعد على تحسن حالة البشرة وحالة الحبوب التي بها، ولا ينصح بالابتعاد عن كل الأغذية التي تشك فيها معا في وقت واحد بل يفضل الامتناع عنها واحدا تلو الآخر لمعرفة أيها أسوأ تأثيرا على البشرة من غيره حتى نبتعد عنه تماماً.

المقاومة بالغذاء السليم

لكي تجد بشرتك الفرصة لمقاومة حب الشباب ينصح باتباع الآتي:

- تناول وجبة غذائية ترتكز أساسا على الكثير من الكربوهيدرات المعقدة مثل الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة والمكرونة والأرز البني.

- تناول كمية كافية من الخضروات الطازجة والسلطة والفاكهة.

- يفضل عدم تناول الأغذية عالية التجهيز إلا في أضيق الحدود.

- يفضل الابتعاد عن الأغذية التي يدخل في صناعتها الدهون المشبعة أي المضاف إليها دهونا من مصادر حيوانية مثل القشدة والسمن البلدي.

- يفضل أن تكون الدهون المستخدمة في غذاك من الدهون الأحادية التشبع والدهون العديدة التشبع أي تلك الدهون ذات المصادر النباتية مثل زيوت الذرة وزيت زهرة دوار الشمس وزيت بذرة القطن وزيت السمسم وغيرها. ينصح بتضمين الزيوت المصنوعة من الأحماض الدهنية الأساسية, ومن أفضل مصادرها الأسماك الدهنية مثل المكاريل والرنجة والسلامون والسردين.

- ينصح بالحصول على معظم احتياجات الجسم الضرورية من البروتين من مصادر غير حيوانية مثل العدس والصويا والبذور. تعتبر الفيتامينات المضادة للأكسدة غاية في الأهمية في حالات حب الشباب لزيادة مقاومة الجسم وخاصة البيتاكاروتين الذي يحوله الجسم إلى فيتامين (أ) وللحصول على مثل هذا الفيتامين الهام ينصح بتناول الفواكه والخضراوات ذات اللون الأحمر والبرتقالي.

نصائح غذائية

1- تساعد الأغذية الغنية بعنصر الكبريت على تحسين البشرة لذا ينصح بإضافة كل من البصل والثوم إلى الأغذية المختلفة والسلطة، كما يعد البيض مصدرا ممتازا لعنصر الكبريت الذي يفيد البشرة كثيرا.

2- إذا وجدت أن من الصعب تناول تنوع من الخضراوات والفاكهة يوميا يمكنك تناول العناصر الهامة الموجودة بهما في العصائر المصنوعة من مزيج من الفاكهة المتنوعة.

3- ينصح بالحفاظ على كمية كافية من السوائل بتناول أكبر قدر من الماء.

4- تأكد من أن وجبتك الغذائية غنية بكل من الفيتامينات والمعادن المختلفة وخاصة عنصر الزنك الموجود بوفرة في الأسماك والمحار والحبوب الكاملة والبذور فكلها مصادر جيدة لعنصر الزنك الهام.

5- ينصح بالإكثار من تناول الجزر وإضافته للسلطة حيث يمد الجسم بالفيتامين الضروري المضاد للأكسدة وهو البيتاكاروتين كما سبق ذكره.

6- ينصح بتناول الكرنب في صورته الطازجة غير المطهوة لاحتوائه على عنصر الكبريت المفيد للبشرة.

7- ينصح بإضافة البروكلي والفلفل الأحمر بصفة خاصة للسلطة أو تناولهما ضمن الخضار المطهو على البخار لاحتوائهما على تركيز فعال من فيتامين (ج) وعنصر الحديد.