أرجع بذاكرتي إلى سنوات مضت.. كانت الأروع بحياتي ملأتني بهجة وسعادة غامرة
عندما كنت طفلاً تحاكيني وتسامريني تقصين لي قصص الأطفال وتسخرين منه تارة
وتتوددين إليه مراراً وتكراراً
تلاحقينه بنظراتك كالحارسة الأمينة
تجولين بليلي وتهمسين لي أنني نجم حياتك بليلة من ليالي أيامي الخوالي
فحبي لكِ كفصول السنة يكون يوماً دافئاً عندما أقترب منك ويصبح يوماً جافاً
عندما يحل برد صقيع شتاء قارص تبتعدين.
كرياح خريف هبت وانتشلت رتابة أيامي كربيع أيامي المورقة كزهرة أينعت بشعور لم أدركه يوماً..
ولم أعرف معناه دوماً..
بنظراتك التي سرحت بي إلى حيث تقطن أمنياتي بقربك وبين حنايا شوقي..
الآن بعدما مر الزمن بي.. بعدما أيقنت أنه لا مجال
لن أسمح بذلك سأرحل سأجمع أمتعتي
سأملئها بذكرياتي معك وأيامي وحبي وشذا عطرك الساحر
سأفتحها كلما اجتحت خيالي وسرحت بأفكاري ورسيت على ضفاف نهر أحلامي
ورب الكون سأشتاق إلى كلماتك وصوتك ولمساتك
ونظرة من نظرات عينك ستغنيني عمراً أقضيه بعيداً عنكِ
الرحيل قدري فأنا أهرب منكِ وإليكِ
ولا أملك خياراً آخر سوى المضي في دربي وأن أتجاهلكِ