مشكلتي تكمن في رغبتي الشديدة في أن أحفظ كتاب الله وأن أصبح داعية ولكنني ابتليت بداء التسويف والأيام تجري وكثيراً ما أعاتب نفسي وألومها وأجدني كثيراً من الأوقات عاجزة عن ترويض وقتي ونفسي لهذه الأمنية فهل من حل؟
***
أختكم ميرال
الأخت الكريمة ميرال.. حياك الله.. لكم أثمن أمنيتك واحيي هدفك السامي في أن تتمي حفظ كتاب الله وأن تكوني داعية للخير... فأهنئك يا صاحبة الهمة ويا ذات الطموح العالي.
إن أمر التسويف قد انتشر للأسف وقد تفشى وتغلغل في نفوس الكثير وبات يشكل إزعاجاً وألما لهم ولكن لا مشكلة إلا ولها حلول ولله الحمد والمنّة وحل مشكلتك ميسر وما يحفزني ويجعلني متفائلا هو ما لمسته من صدق ورغبة في التمييز ونشر الخير بين حروفك فأبشرك انك قاب قوسين أو أدنى من النجاح وإليك ما أراه:
1- أولاً وقبل أي شيء اخلصي النية لله واجعلي عملك هذا خالصاً لوجهه الكريم وابشري بالإعانة والتوفيق.
2-اعلمي أختي الكريمة أن من أهم أدوات النجاح هي أن نمتلك صورة ذهنية جيدة عن ذاتك وانك إنسانة قادرة على صناعة فارق والتأثير وأن قدراتك وطاقاتك لاحد لها.
3- اكتبي أهدافك وعلى رأسها (حفظ كتاب الله) ويجب أن تكون مكتوبة في موقع بارزة.
4- ضعي خطة عملية وباشري الممكن وعليك بالانتصارات الصغيرة وهناك كتاب جميل سيعينك بإذن الله على إتمام الحفظ للدكتور يحيى الغوثاني بعنوان (كيف تحفظ القرآن الكريم) واعلمي أن ما كان مستحيلا اليوم سيصبح حقيقة بعد وقت ليس بالطويل حال مشيناها خطوات صغيرة وباشرنا ما هو ممكن, فحفظ كتاب الله في أسبوع متعذر ومستحيل لكن حفظ نصف جزء كل أسبوع ممكن وهو سيجعل ما كان مستحيلا حقيقة.
5-لا تحملين نفسك ما لا تستطيع واعملي بحسب قدراتك وإمكانياتك وتذكري أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
6-أحيطي نفسك بالايجابيين المحفزين أصحاب الانجازات فلا شك أن عدوى العطاء والتفوق ستنتقل إليك وتشحذ همتك.
7-اعملي على إصلاح نفسك وتطوير شخصيتك واستدراك أخطائك ولاتتواني عن فعل الخير واعملي ما في وسعك وتأكدي أختي الكريمة أن الكمال لله وان البشر جبلوا على الزلل فلا تجعلي من تقصيرك في بعض الأمور حاجزاً يحول بينك وبين الخير.
اسأل الله أن يوفقك وأن يبارك لك في عملك ويرزقك الإخلاص ويجعلك من الدعاة للخير.
فمن يعظ العاصين بعد محمد
ومن لم يعظ في الناس من هو مذنبٌ