* استطلاع - وضحى العجمي
في ضوء ما وفرته التقنية من وسائل اتصال بالآخرين والتي يأتي الجوال في مقدمتها ومن أكثرها انتشاراً وسهولة استعمال، مع إبقائه لدى كثيرين في قبضة اليد بشكل دائم، الأمر الذي أعطى البعض الحق في توجيهه كالرصاصة على رؤوس الآخرين بإزعاجهم وإقلاق راحتهم سواء أكانوا في عملهم أو وسط عائلاتهم بداع وبدون داع، فقط للحديث الذي قد لا يكون مكانه هذه الأوقات!!
إلى أي حد نضبط استخدامنا لهذا الجهاز الموجود في متناول اليد، باستعماله فقط في تيسير أعمالنا وفي خدمة ضروراتنا؟ وما مدى محافظتنا على خصوصية الآخرين في اختيار الأوقات الملائمة لهم للحديث وبدون إلحاح من طرفنا؟.. من لا ترغب في استقبال مكالمته، ولا ترغب في الاستماع إليه، بينما هو يصر على الحديث معك، وإزعاجك دائماً.. كيف تتصرف معه؟ هل ستتركه يستمر في ذلك تجاهلاً منك؟ أم تراعي مشاعره؟ ماذا لو كان ذلك الشخص زميلاً لك، هل ستخبره بأنه غير مرغوب به؟ وكيف؟!
في الاستطلاع التالي نلقي الضوء على مدى مراعاة خصوصية الآخرين في استخدامنا للهاتف الجوال وردود أفعالنا حيال ذلك؟!
الشرع يرفض ذلك
* حسن العجمي - مدرس تربية إسلامية، أكد على أن الدين الإسلامي الحنيف يحثنا على التعامل بالحسني مع إخواننا وإن حصل وأثر شخص على حياتي الشخصية بتماديه في الاتصال بدون سبب وتعمد إزعاجي، فسأقولها صراحة.. لا! وقد ألجأ إلى السلطات لإيقافه، وحينها لن أخشى زمالة عمل أو أخضع لأي اعتبارات قد تؤذي مشاعري لأنه سيكون في نظري إنسانا ثقيلاً، ولا بد له من الكف عن إزعاجي.
* عبدالله القرني - مهندس كيميائي.. أشار إلى أننا قد نعطي البعض الذريعة للقيام بمثل هكذا أعمال، وكثيراً ما نسمح لأشخاص بالاقتراب منا واقتحام حياتنا الخاصة وهم لا يستحقون ذلك، عندها يصعب علينا إخراجهم، فهم بشر وعلينا أن نتنبه لأفعالنا وأقوالنا، فلربما ندفع بأحدهم للخطر جراء استعمال العنف أوالتأنيب.
للمشاعر قيمة
* سيدة فضلت عدم ذكر اسمها، قالت: إنها سوف تتركه يستمر في ذلك خوفاً على مشاعره.
* أمل العيثان - مترجمة إدارية، أشارت إلى أن أي من هذه الافتراضات قد لا تنطبق على جميع الأشخاص، وأعتقد أن تعيين حدوداً للآخرين بلباقة وصراحة قد تجنبني مثل هذه المواقف أو التعامل مع مثل هؤلاء الأشخاص، لكن وإن حصل وتركته يتمادى وكان زميلاً في العمل، أو شخصاً ألتقيه دائماً، حينها لن أقبل بالإزعاج على حساب نفسي، وقد أخبره وجهاً لوجه ليكف عن هذا التصرف، حفاظاً على ما تبقى من احترام للزمالة داخل إطار العمل، وبصراحة سوف أخبره بأنه إنسان غير مرغوب فيه.
هشام بوطوبية - موظف - أكد أن مثل هؤلاء الناس لا بد من إيقافهم عن أفعالهم هذه، وأضاف: حتماً سأستخدم كل الطرق لأفهمه بأنه غير مرغوب به وأن تصرفاته مرفوضة.
أبغض الحلال
* مناور العتيبي - موظف خدمات مرضى، أوضح أن هذه المشكلة تتعلق بنفسية الشخص الذي تصدر عنه هذه التصرفات، ويصعب قياسها على الجميع، فالبعض لديه القدرة على الصد والبعض الآخر قد تدمر حياته بسبب الخوف على مشاعر من لا يخاف على مشاعر الآخرين.
وأضاف: أذكر أنه قد حدث لي حادثة أمع أحد الزملاء كان قد أكثر عليّ الاتصالات وألح لإنجاز معاملة له، وقد أخبرته مراراً أنني لست الشخص المخول بذلك، وقد أحرجني كثيراً، وأحرج نفسه.
* مها الحارثي - مصممة ديكور - نفت قطعياً بأن تقبل على نفسها الاستسلام لأي من هذه التصرفات، وأضافت: لقد حصل مع صديقة لي أن طُلقت بسبب مضايقات أحد زملائها في العمل جراء تكرار اتصالاته بحجة السؤال عن أمور تخص العمل.
انتحار عاشقة
* أحلام الشعبان -مساعدة مدير عام- قالت: برأيي أن الدين المعاملة، بمعنى لا يجب تجاهله وبالعكس أكلمه، ولكن لوقت قصير جداً، وأختلق أعذاراً للانسحاب من حديثة، ونستطيع من خلال التقنية الحديثة في جوالاتنا بأن نرفض أي رقم لا نرغب في مهاتفته، وعندها سيشعر بأنه إنسان غير مرغوب به، ولكن لا أتعامل معه بالجدية، لما يترتب على ذلك من ردود فعل نفسية.
وفي هذا الصدد ذكرت حكاية طفلة في المرحلة المتوسطة، أعجبت بمعلمتها، وعندما صارحتها بما تشعر به، انهالت عليها المعلمة بالتوبيخ والكلام القاسي والجارح، وكانت ردة فعل تلك الطالبة أن أقدمت على الانتحار جراء تلك الحادثة.
حدود اللياقة
* رافع العويد -منسق تمريض- بين بأن الأمر في غاية التعقيد، وقال: ربما أن المشكلة لا تكمن في عدم استيعابي لمكالمته، ولكن حين أشعر أنه تجاوز حدود أنا شخصياً لا أريد له أن يتجاوزها، وخرج عن حدود اللياقة وشعرت بعدم احترامه لمشاعري، فلماذا الخوف على مشاعره؟ وإذا كان زميلاً لي في العمل، فهنا تكمن المشكلة! فقد يكرهك بعضهم، ولكن لن أعامله بنفس الأسلوب، فلربما تكشف له الأيام خطأه.
* بدور المغربي - مخططة أولى - تقول بكل بساطة لن أرد على اتصالاته، وسأتجاهل وجود اتصال صادر منه أصلاً، عندها سيعرف بأن لا فائدة ترجى من تكراره لهذه التصرفات وسيكف عن إزعاجي.