الجزيرة أولى القنوات الإخبارية المتخصصة في المنطقة وهذه حقيقة لا جدال فيها.
هذا ما أعطاها مكانتها إذ إنها في ذلك الوقت سدت فراغاً إعلامياً مهماً كانت تعانيه المنطقة كإحدى أسخن المناطق في العالم.
بدأت القناة تستأثر بالاهتمام منذ ذلك الوقت، وأصبحت إحدى أكثر القنوات إثارة للجدل وكسباً للمؤيدين والمعارضين على حد سواء.
وعلى الرغم من اتهام الكثيرين لها بتأجيج الصراعات إلا أن تواجدها في قلب الحدث جعلها الملاذ للمتعطشين للمتابعة وهذا ما نريده منها ومن سواها من القنوات الإخبارية التي نشأت بعدها، كذلك نريد منها جميعاً الوصول إلى المسؤولين في شتى بقاع الأرض واستنطاقهم، لكن عندما يكون هؤلاء من الإسرائيليين فإن الأمر جدير بالتوقف عنده، لا نريد أن نقول ما فائدة نقل وجهات نظر هؤلاء الذين لا يؤمنون إلا بلغة القوة والسلاح ولا يقيمون وزناً للرأي الآخر الذي ترفعه الجزيرة شعاراً، وسؤالنا هو فقط: كيف تسنى للجزيرة هذا التواصل السهل مع المسؤولين الإسرائيليين والناطقين باسم عدد من الجهات الرسمية الإسرائيلية، الذين يجملون منطقهم بمحاولة التسلق على أكتاف اللغة العربية؟
أخشى ما نخشاه أن يتمكن هؤلاء من أن يكونوا من الوجوه المألوفة لدينا، نسمعها وربما نقتنع ببعض ما يقولون...
الجزيرة تعاني من مشاكل كبيرة ولكن هذه المشكلة بالذات لها أبعاد أخرى لا بد أن ننتبه إليها.
تركي البسام
tb787@hotmail.com