باتت السياحة في العصر الحديث أحد أهم مصادر الدخل للعديد من الدول، بل إنها تشكل المصدر الوحيد لبعض الدول مثل جزر سيشيل على سبيل المثال لا الحصر. والسياحة صناعة تسهم بشكل فعّال في إنعاش قطاعات كثيرة تقوم عليها مثل الفنادق والطرق والمواصلات البرية والجوية والبحرية والاتصالات، وكذلك تعد ترويجا حقيقيا للمنتجات المحلية، بالإضافة إلى إظهارها البُعدين الثقافي والحضاري والتعريف المميز والراقي للبلد الذي يحتويها ويهتم بها وينميها ويدعمها فتكون أقوى معبر على نهضته ورقيه.
هذا، وتستوعب السياحة أعدادا كبيرة من الأيدي العاملة؛ ما يجعلها حلا أكيدا وفعال للقضاء على مشكلة البطالة التي تعاني منها معظم المجتمعات في العالم. كما يعد العمل في هذا القطاع - السياحة - من الأعمال المشوقة والمثيرة التي تستهوي الشباب السريع الملل والضجر، وأيضا تكون مقصدا لهؤلاء الباحثين عن أعمال غير تقليدية بالمعنى المتعارف عليه (مكتب وساعات عمل معروفة وثقافة مهنية محدودة)؛ لذلك يجدون ضالتهم ومتعتهم في السياحة حيث لا مركزية وتغيير وحركة وسفر وكذلك دائرة معارف أوسع وثقافة أكبر؛ ما يرسخ قاعدة التميز لديهم فيزدادوا نشاطا وسعيا ووعيا نظرا لاحتكاكهم المباشر بالوفود والأفواج وتعرفهم على تقاليد وثقافات وطباع أمم وشعوب عديدة.
هكذا يكون القطاع السياحي خليطا من العمل والمتعة والثقافة، كما أنه مستودع حلول للعديد من المشكلات الاقتصادية، والاجتماعية، وفي الوقت نفسه مرآة سليمة تعكس للأمم حضارة الوطن والمواطن.