* إعداد - د. نهاد ربيع البحيري
يبتلع الإنسان عادة طعامه على شكل كريات تسمى كل منها البلعة الغذائية التي تتحرك بدورها من المريء إلى المعدة بواسطة انقباضات عضلية في جدار المريء، وتحتوى المعدة على حمض يساعد أنزيماتها على هضم الطعام. ويفصل بين المريء والمعدة صمام عاصر يمنع ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء مرة أخرى.. ولكن تفشل هذه الحركة الميكانيكية باستمرار مع كل هذا ونتيجة لهذا يحدث ارتجاع شديد لحامض المعدة إلى المريء مسبباً حالة تسمى حرقان القلب.
الأعراض
تتميز حالات حرقان القلب بالشعور بحرقان شديد يمتد خلال الجزء الأمامي من الصدر وخلف عظام الصدر في وقت يلي تناول الطعام بفترة وجيزة, ويصاحب هذه الحالات تجشؤ ورجوع الحامض المعدي إلى الفم ولهذا الحامض مذاق حار ولاذع, ويعانى حوالي 25% من البريطانيين من حالات حرقان القلب.
و من الأمور الهامة جداً التفرقة بين الألم الناجم عن حرقان القلب والألم الناجم عن حالات أخرى مثل الاختناق أو الذبحات الصدرية، ففي حالة كبار السن يكون من الصعب التفرقة في الأعراض التي يشعر بها المريض بين حرقان القلب والذبحات الصدرية لذا قد يتطلب الأمر عمل رسم قلب للتأكد من الحالة، ولكن يمكن التفرقة بينهما بصفة عامة لارتباط ألم حرقان القلب بتناول الطعام. وقد يحدث في الحالات الشديدة التهاب تلقائي في جدار المريء ويحدث ألم لمجرد البلع.
علاج حالات حرقان القلب
- من أشهر الأمور الوقائية لمثل هذه الحالة هي تجنب تناول الأطعمة التي تسبب حدوث حرقان القلب مثل الأطعمة الحمضية كالموالح والطماطم حيث تثير المريء وتتسبب في حدوث نوبات حرقان القلب.
- تجنب تناول الطعام في عجلة وتناوله بانتظام بدلاً من ذلك.
- ينصح بتناول عدة وجبات صغيرة خلال اليوم بدلاً من وجبتين أو ثلاث وجبات ثقيلة.
- في حالة عدم القدرة على التغلب على عادة تناول الطعام في ساعة متأخرة لظروف العمل مثلاً ينصح باستخدام وسادة إضافية أو وسادتين للنوم لرفع الرأس والصدر إلى حد ما أثناء النوم مما يساعد على التقليل من حدوث مثل هذه المشكلة في الكثير من الناس.
- يمكن التخفيف من حدة حالات حرقان القلب بتناول مضادات الحموضة البسيطة المتعارف عليها بين الناس، فهي تحتوى على مادة قلوية تعادل من حموضة محتويات المعدة وتعمل كطبقة واقية لجدار المريء.
- أما في الحالات الشديدة فيلزم العلاج بالأدوية التي تسد الطريق على الحامض المعدي وتمنعه من الحركة لأعلى.
الحرقان والغذاء
- لسوء الحظ أنه لتجنب أو للتقليل من الأعراض غير المستحبة لحرقان القلب لابد من التوقف عن بعض الأطعمة التي تعودنا الاستمتاع بها، هذا بالإضافة إلى تغيير الروتين المعتاد في تناول الوجبات الغذائية, فقد يجد الكثير من الناس أنهم يعانون من مشكلات أقل وهؤلاء يكمن حل مشكلتهم بصورة كبيرة في تناول عدة وجبات خفيفة بدلاً من وجبات قليلة وثقيلة كالمعتاد كما يفيدهم تناول الوجبات في وقت مبكر عماً اعتادوا بحيث يتناولوا الوجبة الرئيسية في منتصف اليوم بدلاً من تناولها في الليل حيث يفيد ذلك في إتاحة الفرصة لهضم الطعام قبل النوم بفترة كافية بدلاً من النوم بعد تناول الطعام مباشرة مما يشكل سبباً من الأسباب المباشرة لحدوث هجمات حرقان القلب.
- قد يعانى معظم من يعانى من حالات حرقان القلب من ضعف في الصمام العاصر الذي يفصل بين المريء والمعدة لذا فهم لا يعانون من هذه الأعراض مع كل الأطعمة التي يتناولونها لذا فعليهم محاولة اكتشاف السبب الرئيسي الكامن وراء تلك المشكلة بمحاولة حذف بعض الأغذية والتخلي عن بعض العادات الغذائية الروتينية حتى يقفون عن مسببات تلك الأعراض ومن ثم يحتاطون لها.
- و أياً كان سبب أعراض حرقان القلب نجد أن كل من يعانى من أعراضها يستفيد بشكل كبير من تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون وخاصة المقليات بجميع أنواعها.
- ينصح لمن يعانى من هذه الحالة بتجنب تناول الأطعمة الحريفة بما أن لها دوراً كبيراً في حدوث مثل هذه الأعراض أكثر من الأطعمة غير الحريفة لذا ينصح لهم بتناول الأطباق المتبلة بنكهات الأعشاب حيث تكون مقبولة ولذيذة الطعم.
الحوامل وحرقان القلب
تعانى الحوامل بصفة خاصة من حالات حرقان القلب نظراً للضعف العام الذي ينتابهن وخاصة عند الإهمال في تعويض الجسم بالفيتامينات الضرورية التي تقل في جسمها أثناء الحمل، وتعانى منه بصفة خاصة في الشهور الأخيرة بحيث تزداد المعاناة كلما كبر الجنين في الحجم, فالجنين يضغط على كل أعضاء الجسم الداخلية ومن ضمنها المعدة والصمام الذي يفصل بين المعدة والمريء, فالمعدة في حالة الحمل لم تعد تتسع حتى للوجبات الكاملة المعتادة مما يكون سبباً في حدوث أعراض حرقان القلب ويمكن التخفيف من حدتها بتناول الحليب أو مضادات الحموضة مع تجنب الوجبات الثقيلة وتناول كميات بسيطة في كل وجبة، وعلى الحامل ألا تقلق لأنها حالة مؤقتة مرتبطة بالحمل وتختفي بعد الولادة بأيام قليلة.
