ربما تكون سن 6-8 سنوات هي المرحلة الذهبية في عمر طفلك، لأن الطفل في هذه السن يكون قادراً علىالبوح بأفكاره ومشاعره وتتبلور ميوله واهتمامه على عكس السنوات التي تلي هذه المرحلة وهي سنوات التمرد التي تسبق الدخول في مرحلة المراهقة يبدي الطفل في هذه المرحلة ميلاً كبيراً لإرضاء من حوله، وخاصة أبويه وبالطبع تبقى هناك بعض التحديات الشائكة.مثل إصراره على تأجيل إنجاز ما يكلف به، التصرف دون مبالاة، وإصابته بسهولة بالإحباط، ولكن هذا يحدث في الغالب لأن الطفل في هذه السن لا يفكر فيما سيحدث لو رفض مثلاً أن ينجز وظائفه المدرسية أو أن ينام في الوقت المحدد له، فهو يعيش حياته لحظة بلحظة ولا يفكر فيما سيحدث في الغد أو حتى بعد ساعة. ويرى الخبراء أن الأسلوب الأمثل للتعامل مع الأطفال في هذه السن يعتمد على الاقناع وليس على كثرة الجدال وهناك ملاحظة أخرى يجب على الأبوين الانتباه لها وهي أن الأطفال يميلون إلى إصدار أحكامهم بسرعة ويرون الأشياء في لونين فقط. إما أبيض أو أسود، ولهذا لا يجب أن نفاجأ بقراراتهم أو ردود أفعالهم وعلينا أن نوجههم إلى الخيارات الأخرى المتوافرة، لأنهم بحاجة لمن يذكرهم بما نسوه أو غفلوا عنه. وأشد ما يكرهه الأطفال في هذه السن هو استمرار تلقيهم الأوامر والحاذير، لأن هذا الأسلوب يتعارض مع إحساسهم بأنهم كبروا ولم يعودوا أطفالاً صغاراً ولكي نساعد الطفل على فهم معنى أنه كبر ولم يعد صغيراً يجب أن نبدأ في تحميله بعض المهام اتي لم يسبق له في السابق أن قام بها مثل المساعدة في أعمال المنزل، وأن يخدم نفسه بنفسه، ويعتمد على نفسه في أستذكار دروسه.
إذا كان طفلك يرفض مشاركة ألعاب مع الآخرين أو يعاني نوبات غضب يحطم خلالها ألعابه، ما عليك إلا الاستماع لحوارات الأهل الآخرين المنتظرين أمام أبواب دور الحضانة أو في الحدائق وسوف تستمعين للقصص ذاتها، تسمعينهم يسألون: (هل هذه تصرفات طبيعية؟ وإذا لم تكن كذلك، كيف يمكن توقيفها؟).