تكثر الأحلام المزعجة لدى الأطفال في سن 4- 5 سنوات ويعود ذلك إلى قوة نشاطهم الذهني والخيالي في هذه السن كما يتأثر الطفل بالأحداث التي يعيشها خلال اليوم وبالقصص والحكايات التي يسمعها تدور من حوله. كما يتأثر أيضاً بحدوث أي تغيير في حياته مثل تغيير مكان سكن العائلة، ولادة أخ جديد، ودخوله المدرسة للمرة الأولى ورغم أنه من الطبيعي في هذه السن أن يحلم الطفل بالأحداث المثيرة التي يمر بها خلال يومه، إلا أن أحلامه تكون في الغالب أقرب إلى الرمزية وبعيدة عن الواقع، فمثلاً يعتبر الأطباء أن أحلاماً تتضمن الوحوش والأشباح والحيوانات المخيفة، ربما ترمز لأشياء تفوق الطفل قوة أو خارجة عن إرادته مثل طفل يفوقه في العمر والقوة البدنية أو إحساسه بالارتباك نتيجة شعوره بالخوف أو الغيرة. أما الطفل الذي يحلم بأن أمه أضاعته في السوق أو أن أباه خرج ولم يعد هذا دليل على أنه يعاني القلق نتيجة انفصاله عن والديه كما يحث عند ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى.
وربما لا يستطيع الوالدان أن يفعلا شيئا لدرء الأحلام والكوابيس عن أبنائهما لكن باستطاعتهما أن يقللا من حدوثها من خلال إحاطة الطفل خلال اليوم بالحب والرعاية والتعامل معه بهدوء وبعيداً عن العنف والصراخ في وجهه وتهيئته للنوم بقراءة قصة جميلة تخلو من أحداث العنف والقسوة، وإذا كانت لديه لعبة مفضلة نضعها إلى جواره ونبقى إلى جانبه حتى يذهب في النوم وخلال النهار يمكن التحدث معه عن الأشياء الحقيقية والأشياء الوهمية ونوضح له أن شخصية الوحش أو الغول أو الأشباح التي يراها في الرسوم أو يسمع عنها شخصيات وهمية غير حقيقية.
لهذا يجب أن نحرص على تجنيبهم مشاهدة أفلام الرعب أو قراءة الألغاز والقصص المخيفة.