من تحت ركام قضايانا تبرز بين الفينة والأخرى برامج تقول لنا (انسوا).
ننفض عنا غبار الهزائم والاحباطات المتلاحقة لندخل حقول الضجيج الإعلامي الانصرافي.
وما أن انقشع ستار أكاديمي حتى أقبل برنامج ملكة جمال لبنان.
مسابقات ملكات الجمال التي إن لم تسلبنا حياءنا، وتعفر قيمنا فإنها لن تضيف شيئاً، كانت قد قصرت شرورها في بدايات ولوجها عالمنا على كواليس ما، لا نعلم عنها حتى نفاجأ بالملكة وقد قدمت لنا، لكن ربما ذلك لم يعد يكفي لمستوردي هذه النوعية من البرامج، ففي عصر التناول السهل والفضائيات التي لم يعد لديها ما تملأ به حيز بثها العريض فلجأت لإشراكنا في مسابقات الجمال.
وفي كل عام يقال: إن المسابقة ستأتيكم في ثوب جديد والمصيبة إنها تأتي بلا ثياب، ونحن هنا لا نريد أن نخوض في التفصيلات لأن الفكرة مرفوضة مبدأً.
(ليس الأمر تعفراً) فقط كما أن الخطورة لا تقتصر على الانصرافية التي تمارسها القنوات، لكن الأخطر هو ترويح هذه المفاهيم الجديدة، التي ستكون بداية لأشياء أخرى فكلما تغاضينا عن شيء فسيتبعه غيره ولو على سبيل التجربة.
تركي البسام
tb787@hotmail.com