الفاضل د. خالد المنيف، أنا متزوجة منذ 8 أشهر والمشكلة بدأت بعد زواجي بعدة أيام، فوجئت بأنّ زوجي عنده مسألة في ذهنه وهي أنني لا أريده وأنني مجبرة عليه، وقال إنّ هذا ما أحسه قبل الزواج أثناء فترة الملكة .. المهم تزوجنا بعدها وكما ذكرت لك بعد الزواج بعدة أيام قال إنني لا أريده وإنني مجبرة من أهلي عليه وإنني أريد رجلاً يلبس بنطلونات جينز ويفسحني و.. و.. و ....، وأنني أكرهه واستفزني وطلب مني أن أقول له إنني أكرهه وانه سيطلقني بعدها، وقال إنني جبانة لا أستطيع قولها ... وهكذا ترسب هذا الإحساس عنده إلى اليوم ، حتى أنه قال لي ذات مرة إنني لا استحق أن أكون زوجته وأنه يستحق من هي أفضل مني، وبعد هدوء كل موقف يعتذر بشدة، لكن ماذا يفيد الاعتذار ؟؟
وأنا أقسم له بأغلظ الأيمان أنني أحبه فلماذا لا يصدقني مع الأيمان، وكلما حصل أي موقف قال بأسلوبه : أنني لا أريده وأنه ليس الرجل الذي في ذهني. (وأمس يا دكتور كان يحدثني عن حياته قبل الزواج وانه حصل سابقاً بينه وبين أمه موقف فغير حياته وهكذا، وأن أحد أصدقائه كان يسأله عن حاله بعد الزواج، فقلت له بمزح خليه يسألني عن الوجه الثاني خبرة 8 شهور فجلس يضحك وقال هذا نصيبك وقدرك، فقلت أحسن نصيب وأحسن قدر (والله لم أقلها إلا من قلبي) ففوجئت بعد كم ساعة بغضبه وأخيرا عرفت انه غضبان بسبب أنني قلت له خله يسألني .. والآن هو غضباااان ويقول إن هذا هو الدفين في صدري، وانه يخاف أن يعدل الكفة (يقصد الطلاق) فيظلمني، وأخذ يقول سنقف للحساب يوم القيامة ومن له حق عند الثاني سيأخذه (كأنه يدعو عليّ) وأنا والله لا أدري ماذا أقول مهما حاولت إرضاءه ففي قلبه أنني لا أريده، ومجبرة عليه، مع العلم أنني غير مقصرة في أي شيء ويعلم الله أنني أحبه وحاولت إيضاح ذلك بالقول بالفعل ....... لكنني مللت من كثر ما أسمعني هذا الكلام اعترفي بما في نفسك، قولي الحقيقة ... وهكذا هذا غير كلمة الطلاق التي ترددت على مسامعي مراراً وتكراراً، هل ممكن أن تستمر حياة كهذه ؟؟ وماذا تتوقع نهايتها ؟؟ أرجو الرد يا دكتور بالتفصيل.
- حياك الله أختي الكريمة ... أولاً أحييك على صبرك وتفانيك وحكمتك تجاه ما تمرين به من مصيبة قلّ من يصبر عليها ... أختي زوجك يمر الآن بحالة من الاضطراب النفسي لذا أرجح أن زوجك يحتاج إلى معالج نفسي وما ذكرتيه من أعراض هي أقرب والله أعلم (للبار نوايا) وهو من الاضطرابات النفسية تصاحبها توهمات بأن الآخرين يتآمرون عليها، وميل نحو الشك تجاه الآخر، واعتقاد بالظلم والاضطهاد، وزوجك يحتاج إلى ما يسمى (بخلخلة القناعات) و(زراعة شك) حول قناعاته السلبية تجاهك لذا .. أنصحك أن تجتهدي بإقناعه زيارة إلى أحد الأطباء النفسيين ومما يساعدك على هذا أن زوجك يدرك مشكلته (وقد تبين لي هذا عندما اعترف بأنه قد تغير بعد موقف حدث له مع أمه) وذلك بعرض الأمر على أحد أقربائه أو أهله لإقناعه بالذهاب ..
سألتني عن إمكانية استمرار أمثال تلك العلاقة .. وأنا أقول إن مما لا يستغرب أن تواجهنا في الحياة عقبات وأزمات والعلاج الناجع والبلسم الراقي هو الصبر وهو ملح الحياة وبه تجمل وتحلو .. والعاقل أمثالك لا يتخذ قراراً إلا بعد روية وتأن واستفراغ جهد، لذا أقول إن حالة زوجك حال انتظم مع أحد المعالجين النفسيين الموثقين فسوف تتخلصون جميعاً من تلك الأزمة وستعيشون في هناء وسعادة .. وزوجك رغم المتاعب التي يعاني منها وقد نالك شررها، يبدو أن فيه الكثير من الصفات الطيبة لذا أرى أن نهاية الليل فجر ألق وإذا استحكمت الحلقات وأوجع الضيق جاء الفرج من العزيز، لذا أبشري بالخير وأرجو منك التواصل بشأن ما يستجد من تطورات .. دمتِ موفقة.