السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أشكرك يا د. خالد على صفحتك الرائعة وعلى إعطائك لنا بعضا من وقتك.
أنا طالبة في الكلية وفي العام القادم أكون في السنة الثانية ففي السنة الأولى دائما أذاكر وأحفظ الكتاب عن ظهر قلب وبعد خروجي من الاختبار أراجع الأجوبة مع أساتذتي وأجد أنها صحيحة، لكنني عندما أرى نتيجتي أرى أنني قد ظلمت وكثير من الطالبات بل الأغلبية لا يذاكرن ويأخذن درجات عالية وأنا لا أريد أن يحدث ذلك في العام المقبل هل أرضخ للأمر الواقع (أو) (لا) أرجوك ساعدني....
حواء
* حياك الله أخت حواء وقبل أن اشرع في الحل إليك هذه القصة العجيبة: اشترى أحد أقاربي قبل سنوات أرضا زراعية ذات تربة طينية لا تجارى وماء حلو زلال ثم ما لبث أن اقفل بوابتها واحكم إغلاقها بعد أن سرح كل من كان فيها من مزارعين وعمالة وجفف كل منابع الماء، وبعد سنوات طوال عاد وقد وجد الأشجار قد أثمرت بجميع أنواع الفواكه والخضراوات وقد أزهر وردها واخضر عشبها!.. ما رأيك بهذه القصة؟ هل يصدقها عاقل؟
أختي الكريمة قبل أن أقدم لك نصيحتي بخصوص دراستك أريد أن أذكرك بأمر معين وهو ما يخص طريقة تفكيرك وهو أهم من موضوع الدراسة في نظري ألا وهو التفريق ما بين الطبيعي والغير طبيعي وبين المطرد وبين ما شذ..
أخت حواء في الحياة سنن وقوانين ثابتة لا تتغير لربما كان هناك بعض حالات الشذوذ ولكنها لا تكسر تلك القواعد ولا تنسف هذه السنن ومنها ما يسمى (بقانون المزرعة) وخلاصتها أنك بقدر ما تقدم وتعطي سوف تأخذ.... وكونك قد مرت عليك بعض الحالات التي ظننتي انك قد بخس حقك فيها وسلبتِ ما تستحقين لا يعني هذا أن من حولك يتآمر عليك وأنهم متواطئون على الإضرار بك... إنما هو في الجملة حصيلة ما قدمتِ وبذلتِ! (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره)...وأحذرك أختي الكريمة من إدمان عادة إسقاط الإخفاق على الآخرين فعاقبتها قتل الإمكانات وتعطيل القدرات وكسب العداوات والأحقاد.
وأما قولك إن الكثير من الطالبات لا يذاكرن ومع هذا يتفوقن... أولا أسألك كم تعرفين من طالبة لا تذاكر وتتفوق! هل هن الأغلبية؟ أنا لن انفي الوجود ولكنني انفي وبقوة أن تكون تلك هي القاعدة!
وإلا لكان الناس جميعهم متفوقين وناجحين...
لولا المشقة ُ لساد الناسُ كلهم
الجودُ يُفقر والإقدام قتّالُ
أختي بالنسبة لموضوع المذاكرة فلها مهارات ووسائل وحيل وهي التي تحدد كفاءة المذاكرة وجودتها وليس فقط مقدار الوقت الذي يقضى! هناك أشرطة وكتب في فن المذاكرة وأظن أن هذا ما ينقصك أختي وبعدها بإذن الله سيبارك لك الجميع على تفوقك وأنت تملكين المفتاح الأهم وهو الرغبة الجادة في التفوق والتميز.
