جميل أن تتسم العلاقة الزوجية والعائلية بالانسجام التام، بحيث يبدو طرفاها متوافقين بنسبة 100 في المائة، غير أن مثل هذا التوافق التام والكامل هو ضرب من المستحيل، فالإنسان في نهاية المطاف ليس عقرب ساعة يدور بإيقاع رتيب في مسار لا يتغير. ماذا يعني أن لا يختلف الزوجان على شيء أبداً . من البديهي أن علاقة على هذه الشاكلة تلفت نظر الجميع في عصرنا الراهن وأغلب الظن أن هذا النوع من التوافق الظاهر نابع من هيمنة أحد الطرفين على الآخر بحيث تبدو الأمور على السطح وكأنها تسير كالساعة وآخر انسجام.
ويحذر خبير اجتماعي في مقال له بأحد المواقع المتخصصة على الإنترنت من نزعة إلغاء الآخر وطمس شخصيته، وهي النزعة التي يتميز بها الكثير من الرجال وفي أحيان أخرى بعض النساء. إن مثل هذه العلاقة تشبه نظام الحكم الدكتاتوري الذي يبدو الشعب فيه وكأنهم على قلب رجل واحد في حب القائد، وفي لحظة من الزمن يحصل ما لم يكن بالحسبان، إذ تتكشف حقيقة الولاء الظاهر لتتحول العلاقة إلى تمرد وهيجان مدمرين. إن العلاقة الزوجية بمثابة شراكة بين شخصين كاملي الإرادة، ولكل منهما حواس كاملة وعقل مكتمل، ومن طبائع الأمور أن يكون التفاعل بين الاثنين باعثاً على اختلاف وتوافق وشجار ومصالحة وضيق وانفراج إلخ، وبغير ذلك لا يصح القول إن هنالك شراكة، وإنما تسلط وهيمنة.