ماذا يشاهد أطفالكم على شاشة التلفاز؟ هل تأملتم في الأمر بما يكفي، أم أن المهم هو وجود ما يلهي أطفالكم عن الشكوى من الملل؟ هذه صرخة متكررة تبدو كما لو أنها أطلقت في واد قفر لتربوي بريطاني أجرى دراسة عن علاقة الأطفال بالتلفاز: (افصلوا بين برامجكم وبرامج الصغار). يقول التربوي البريطاني إن الوعي الزائد على الحاجة لدى الأطفال بأسرار الحياة العاطفية نتيجة لكثرة مشاهدتهم أفلام الكبار يؤدي إلى تشويش نفسي وتشويه معرفي ما يؤدي إلى آثار سلبية في فترة المراهقة وما بعدها. وينصح الخبراء عموماً بالفصل الحاد بين أفلام الكبار وأفلام الصغار، بحيث تخضع الساعات التي يسمح فيها للأبناء بالتفرج على التلفزيون للرقابة الصارمة، وفي أيام العطل المدرسية، حيث يتم السماح للأطفال بالسهر إلى أوقات متأخرة نسبياً، يجب انتقاء المسرحيات أو الأعمال الهادفة لتكون برنامج الأسرة المسائي، وبعبارة أخرى يتعين التضحية بفيلم السهرة الذي كان الأبوان يعتزمان حضوره، لأنه لن يكون ملائماً على الأغلب للأطفال. وبالنسبة إلى الموسيقى والأغاني أيضاً يجب أن يعلم الطفل أو المراهق أن لوالديه موقفاً معيناً من بعض ألوان الموسيقى، فمن المفترض أن يجري النقاش من وقت لآخر بشأن المضمون والقيمة الفنية الكامنين في تلك الأغاني أو الأعمال الموسيقية ويمكن استدراج الطفل إلى الأعمال الغنية والرفيعة من خلال اصطحابه إلى حفلات هادفة، حتى لو كانت مخصصة للكبار، فمن المؤكد أنه سيلتقط منها شيئاً ما يساعده على تنمية ذوقه السليم.