ما إن تحمل المرأة حتى يبدو الجميع حولها وكأنهم اختصاصيون في شؤون الحمل والولادة، فيتنافسون فيما بينهم على تقديم النصائح والإرشادات، وقد لا يكون عيب في ذلك، ولكن ما يحدث هو أن الكثيرين منهم يتحدثون كما أسلفنا بلغة أهل الاختصاص وهذا يفتح الباب أمام سوء الفهم والأفكارالمغلوطة. فعلى سبيل المثال، ستجد الحامل من يحذرها من السفر بالطائرة أثناء الحمل؛ لأنه يسبب مضاعفات خطيرة مثل النزف الرحمي، ولكنها لو سألت طبيبها لسمعت منه أن الحامل يمكنها أن تسافر جواً أو براً أو بحراً إلى بداية الشهر التاسع أي ما قبل الولادة بثلاثة أسابيع ما دام حملها طبيعياً والبعض من الأطباء يفضلون التوقف عن السفر مع حلول الشهر السابع بسبب احتمال الولادة في هذا الشهر ولكن في كل الأحوال لا يجب السفر من دون استشارة الطبيب المشرف على الحمل، ففي بعض الحالات التي تعاني فيها الحامل من مضاعفات مثل حدوث نزيف رحمي، انخفاض في موضع الشيمة، أو ارتفاع في ضغط الدم أو تأخر في نمو الجنين الطبيعي، لا ينصح الطبيب في حال حدوث هذه المضاعفات أو حتى توقع حدوثها بالسفر خوفاً على حياة الأم والجنين معاً.
ومن النصائح الدارجة أيضاً التحذير الصارم من تناول مشروبات الكافيين، وفي هذا الخصوص أظهرت دراسات عديدة أن تناول هذه المشروبات بقدر محدود ليس خطيراً، فتناول كوبين من الشاي يومياً لا يضر بالحامل ولا بالجنين مع الأخذ في الاعتبار أن الكافيين لا يوجد فقط في الشاي والقهوة ولكن أيضاً في المشروبات الغازية. وستجد الحامل أيضاً من ينصحها بتجنب الرياضة خوفاً من حدوث الإجهاض ولكن الجامعة الأمريكية لعلماء الولادة وأطباء النساء أوصت الحوامل اللاتي لا يعانين من أية أمراض بعدم ممارسة الرياضة لأكثر من 30 دقيقة يومياً، ولكن بشكل عام يفضل أن تمارس الحامل الرياضات الخفيفة مثل المشي، السباحة، أو اليوجا، وتجنب الرياضات الأخرى مثل الجري، ركوب الدراجة، التنس، وغيرها من الرياضات التي تعتمد على التوازن نظرا لتغير وزن الحامل يوماً بعد يوم مما يجعل من السهل تعرضها للسقوط، والنصيحة المثالية في هذا الخصوص تتلخص في أن تراقب الحامل نفسها أثناء ممارسة نشاطها الرياضي المفضل، فإذا شعرت أنها في أثناء ذلك تجد صعوبة في التحدث وتزداد خفقات قلبها، عليها أن تقلل من مدة الممارسة أو تقلع عنها تماماً.