|
هل من سبب؟!
|
ألاحظ هجرة متسارعة للأقلام السعودية للعمل في الصحافة العربية التي تصدر في بعض دول الخليج العربية..
ومثلها إعلاميون سعوديون توجهوا للعمل في الفضائيات العربية والخليجية..
***
وتلك ميزة تؤكد كفاءة هؤلاء الزملاء الإعلاميين..
وبأن المملكة قادرة على إنجاب مواهب على هذا المستوى من الكفاءة والمقدرة..
وأن رحمها ولود للقدرات الإعلامية المطلوبة للعمل في سوق وسائل الإعلام على امتداد الوطن العربي..
***
لكن السؤال: لماذا يفضل هؤلاء العمل بعيداً عن الصحافة السعودية ومحطات التلفزة السعودية؟!...
وهل وسائل الإعلام السعودية تعاني من تضخم بشري عددي ونوعي في أجهزتها ولم تعد قادرة على تشغيل المزيد؟!..
أم أن للحالة أسبابا أخرى ودوافع غير معلنة ومبررات تحتاج إلى شيء من فهمها والاستماع إليها..
***
نتحدث عن البطالة..
وعن مشكلة السعوديين الذين لا يجدون عملاً..
فيما يعمل سبعة ملايين شخص في مختلف القطاعات من غير السعودين..
وهناك من يهاجر من الإعلاميين السعوديين للعمل في دول أخرى..
فأين المشكلة؟..
وأين الحل؟..
ومتى؟..
***
لقد لفت نظري ما أقرأه للزملاء في الصحف الخليجية..
وشدني من المتابعة تألق الزملاء في الفضائيات الخليجية التي تبث حواراتها بالاعتماد على الإعلاميين السعوديين..
وتساءلت: هل المناخ الإعلامي هناك غير المناخ الإعلامي هنا؟..
أم أن لهذه الخطوة أبعادها وأسبابها ومبرراتها بما لا علاقة لها بذلك..
***
مرة أخرى، أقول: إنني سعيد بأن أرى الفضائيات غير السعودية تتسابق على الإعلامي السعودي وتغريه..
لكن الخوف من أن تُفرغ الصحف السعودية والقنوات التلفزيونية السعودية من القدرات الأكثر تميزاً في هجرة سعودية غير مسبوقة..
بما ينبغي أن يكون موضع اهتمام ودراسة من المعنيين حتى لا نتحول مع مرور الزمن إلى ظاهرة شديدة التأثير السلبي على مستوى الإعلام السعودي..
***
وبقي أن أذكّر..
أن الصحافة السعودية أحوج ما تكون إلى مثل هؤلاء..
وأن مناقشة الشأن المحلي شديد الخصوصية مكانه الصحافة السعودية وليس الصحافة الخليجية..
وإذا كان هناك من مشكلة فيجب أن تعالج..
وأنا أفترض أن هناك مبررات مقبولة، وإلا لما فضل هؤلاء الصحافة الخليجية على الصحافة السعودية؟..
وهذا ينطبق بطبيعة الحال على من يعمل بالفضائيات الخليجية والعربية من السعوديين ..
***
المملكة كما هو ملاحظ تتصدر وسائل الإعلام العربية بتركيز هذه الوسائل على أخبارها وأحداثها وما يجري من تطورات فيها مقارنة بغيرها من الدول..
بحكم أهميتها الاقتصادية والسياسية وتأثير مواقفها في القرارات على مستوى العالم..
وهي جديرة ولا شك بأن تكون وسيلة جذب لوسائل الإعلام بتركيز برامجها على الشأن السعودي بهدف تشجيع المواطن السعودي على المتابعة والتواصل معها..
لكن وسائل إعلامنا أولى بأن تأخذ بهذا التوجه، وتسبق غيرها في تحقيقه، وهذا يحتاج منا إلى شيء من تفكير وإلى كثير من عمل.
خالد المالك
|
|
| width="68%" valign="top" align="center" dir="rtl">
صاروخ النكتة حمادة سلطان يتذكر: لهذا السبب توطدت علاقتي بالسادات
|
* لقاء خالد فؤاد
كشفت السيدة جيهان السادات مؤخراً أن الرئيس الراحل أنور السادات كان يحرص بشدة على لقاء شخصيات معينة في أوقات الأزمات السياسية الكبرى، ومن بين هؤلاء (المنولوجست) حمادة سلطان صاحب براءة اختراع 15 ألف نكتة، والرجل الوحيد الذي كان قادراً على إضحاك السادات في أحلك الظروف، ولهذا استحق بجدارة لقب (منولوجست الرئيس)!
يحمل الفنان حمادة سلطان في جعبته الكثير من الذكريات والمواقف الطريفة، مع عدد كبير من مشاهير ونجوم العالم العربي، فنانين وسياسيين وزعماء وصعاليك، فقد كان نجماً لامعاً في حقبة السبعينات من القرن الماضي، لهذا أطلقوا عليه أيضاً لقب (صاروخ النكتة) فهو أسرع من يلقي النكات التي مست عصب الحياة في مصر والعالم العربي حيناً من الدهر، وأضحكت الكثيرين على واقعهم وحياتهم بل وعلى أنفسهم، ولم يتوقف إنجاز الرجل عن هذا الحد بل إنه صاحب نكتة غيرت القانون المصري!
وكان صاروخ النكتة يرتبط بعلاقة وطيدة مع الرئيس السادات ومعروف أن السادات كان يتمتع بروح مرحة عاشقة للتفاؤل والضحك، فكان يطلبه بالاسم في أوقات بعينها لكي يتوجه له في منزله ويقضي معه أوقاتاً طويلة مما أثار ردود أفعال عديدة حول الأسباب التي تدفع سيادة الرئيس للإصرار على لقاء (مونولوجست) ولم يفطن أحد على الإطلاق للسر خلف هذه اللقاءات، وهو أن السادات كان يدرك تماماً أن النكات التي يلقيها حمادة سلطان تعكس ما يدور في الشارع المصري من هموم وآراء شعبية حول كل القضايا بما في ذلك اتفاقية السلام التي أثارت ضجة متباينة عام 1977 مما دفع السادات بمطالبته بالتوجه له ليسمع منه النكات التي تم تأليفها عن هذه المبادرة.. فيضحك السادات بشدة!
وفيما يلي نص الحوار مع المونولوجست حمادة سلطان:
****
* نبدأ حوارنا معك من محطة البداية (الميلاد والنشأة) متى وأين؟
اسمي الحقيقي محمد محمد عبد الغالي. من مواليد اغسطس عام 1941 نشأت في مدينة أسوان وكان أبي رجلاً بسيطاً لا يسمع عن الفن أو السينما جاء للقاهرة واصطحبنا معه أنا وأشقائي الكبار (أحمد) و(عبد المنعم)، والأصغر الكابتن مصطفى عبد الغالي الذي لقب (بالمايسترو الصغير) أثناء لعبه بالأهلي وكان ضابطاً في الجيش وعمل مديراً لفريق فلسطين الوطني.
طفولة
* وما الذي تتذكره من مرحلة الطفولة المبكرة؟
لقد أقمت مع أسرتي في حي شبرا العريق وأذكر أننا كنا جيراناً للفنان الكبير يوسف شعبان الذي ربطتني به فيما بعد صداقة عميقة، وسعى أبي لكي أكون أحد طلبة الأزهر الشريف فألحقني بالكتاب لكي أتعلم القرآن، وكان هذا ضمن مخططاتي أنا أيضاً ولكن الأمر تغير تماماً بعد التحاقي بمدرسة (النيل الإعدادية) التي كان من بين مدرسيها السينارست المعروف عبد الحي أديب والملحن فؤاد حلمي وبداخل هذه المدرسة تغير كل شيء وقررت الاتجاه للفن.
الدراويش
* كيف؟
في هذه المدرسة بدأت مشواري مع الفن (كهاو) وفي نفس المدرسة تكونت فرقة (الدراويش) على اسم الفرقة المسرحية الإسكندرانية التي كانت تحمل نفس الاسم ، وتشارك فيها المطربة الكبيرة المعتزلة شادية، وشيئا فشيئا أصبحت انا أهم عضو بالفرقة وأصبحت المسؤول عنها وكانت (الدراويش) ظاهرة رائعة بها خط كوميدي وبداخلها نمت موهبتي.
الغناء
* وهل بدايتك كانت مع فن النكتة والمنولوج أم التمثيل؟
قد تندهشون أنني كنت أسعى كي أكون مطرباً وكنا نتنافس في الغناء أنا ومحرم فؤاد والجندي، وكانت بدايتي من خلال برنامج الهواة في الإذاعة بعيداً عن النكتة وفي فرقة ساعة لقلبك الشهيرة، ولكنني كنت أسعى لكي أكون صاحب شخصية مستقلة. وفي هذا الوقت كانت النكتة ذات قيمة كبيرة ومهمة في حياة الفنان المشهور أحمد عبد الفتاح الجمل الذي اكتشفني في فرق الهواة فكانت نتيجتي الأول على 180 هاوياً، واللجنة كانت مكونة من مخرج الواقعية صلاح أبو سيف والكاتب محمد عفيفي والراقصة ثريا سالم وأصبحت أرى أن النكتة مرتبطة بحكاية الشعب بأكمله فلماذا لا أقوم بعمل مونتاج لهذه الحكاية من معاناة الناس ومن هنا نشأت فكرة السرعة ولم يستوعب زملائي الفكرة في حينها لكنني اشتهرت فيما بعد بلقب (صاروخ النكتة).
أجر
* وهل تتذكر أول أجر حصلت عليه؟
نعم كان 50 قرشاً في اليوم الواحد لمدة 15 يوماً في كازينو عابدين قبل أن يكون مركز شباب عابدين وقدمني الأستاذ فؤاد عمر في برنامج إذاعي شهير.
* وما رد فعل والدك الرجل الصعيدي البسيط بعد أن فوجئ بك تختار هذا الطريق؟
بالطبع غضب في البداية بشدة إلا أنه بمرور الوقت اقتنع تماماً بل كان يحرص على الاستماع للنكت الجديدة مني قبل أن ألقيها على الجمهور.
* ومن الذي اختار لك اسم حمادة سلطان؟
في هذا الوقت من بداياتي تزاملت واقتربت بشدة من أحد نجوم فرقة ساعة لقلبك (سلطان الجزار) وتعلمت منه أشياء كثيرة وأهم ما تعلمته منه كيف تُصنع النكتة وكيف تُلقى فاقترن اسمي باسمه لفترة طويلة، ومن هنا جاءت التسمية وحدث هذا بعد أول حفل شاركت فيه وكان في مدينة بني سويف حيث كان هناك برنامج اسمه (السامر) يُقام بمناسبة العيد الوطني في المدينة وكُتبت في هذا الحفل شهادة ميلادي وسط عمالقة كبار شاركوا في الحفل مثل عبد الغني السيد ومحمد الكحلاوي وشريفة فاضل وآخرين.
* وبمن تأثرت في بداية مشوارك؟
تأثرت بالكثيرين وفي مقدمتهم فكري الجيزاوي ومحمود شكوكو، ولا أنسى وقوف الفنان الكبير إسماعيل ياسين إلى جواري فبعد أن أقتربت منه بشدة وتأثرت بأدائه وشياكته، وجدته في حفل (أضواء المدينة) بمسرح البالون يخرج للجمهور ويقدمني قائلاً (أنا سعيد لأن هناك شاباً موهوباً سيقدم النكتة بعدي) وبعد انتهائي من وصلتي وجدته يحتضنني بشدة ويقول: أنا سعيد لأنني لو تركت الدنيا فسوف أترك حمادة سلطان ليكمل المشوار.
أم كلثوم!
* وما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها في بداية مشوارك؟
هو موقف لا أنساه حتى اليوم، حينما اتصل بي المونولوجست محمد الجنيدي أحد الذين قاموا على رعايتي وتوجيهي لفترة طويلة وطلب مني قائلاً بالحرف الواحد إن أم كلثوم تريد أن تراك بعد أن شاهدتك في التليفزيون، وطلبت ان تشارك في حفل كبير ستقيمه. اعتراني شعور بالخوف والرهبة واهتزت السماعة في يدي من الرعب فذهبت إليها وقالت لي: (ما تقدمه فن جيد ولك أسلوب متميز في الأداء، حافظ على تلك الرعاية القوية بينك وبين جمهورك). وظلت هذه الكلمات نبراساً في حياتي الفنية.
* وكيف استمرت علاقتك بأم كلثوم ؟
السيدة أم كلثوم غضبت مني في احد الايام. ففي إحدى الحفلات دعتني لمشاركتها، خطر لي أن أداعبها وأقلدها فقدمت في الحفل جزءاً من أغنية (أنت عمري) بطريقة فكاهية ساخرة دون أن أخبرها فغضبت وأبلغوني بشدة غضبها، فانزعجت جداً عندما أخبروني بغضب أم كلثوم بعد أن استمعت لضحكات الجمهور وهي خلف الكواليس فشعرت بصعوبة الموقف وهربت من الأبواب الخلفية خوفاً منها!
* وهل انقطعت علاقتك بها ؟
بالعكس.. الطريف أنني فوجئت بها تتصل بي في اليوم التالي لتسألني عن سبب اختفائي بعد الوصلة وعرفت منها أن الفقرة أعجبتها وجذبتها وطالبتني بتكرارها في كل الحفلات.
* خلال الستينات والسبعينات من القرن العشرين قمت بإحياء أفراح رؤساء ووزراء وكبار رجال الدولة. حدثنا عن أهم هذه المناسبات؟
نعم شاركت في حفلات زفاف معظم أبناء مشاهير المجتمع، وفي مقدمتها كل أفراح أبناء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وكل أبناء الرئيس السادات بالإضافة لابن وزير الداخلية شعراوي جمعة وابنة المدعي الاشتراكي المستشار الشهير أحمد عبد القادر وكل أبناء الوزراء المصريين والعرب، حيث إن شهرتي بدأت تنتشر بشكل كبير فأصبح الخليجيون يطلبونني في حفلاتهم وأفراحهم.
حكايتي مع السادات
* ومتى بدأت علاقتك تتوطد بالرئيس الراحل أنور السادات؟
بداية التعارف كانت بعد حرب 6 أكتوبر في حفل زفاف عريس من عائلة المشير أحمد إسماعيل على عروس من عائلة محمود أبو وافية (عضو مجلس الشعب) في نادي الرماية بالهرم ويومها كان السادات شاهداً على عقد القران ومعه السيدة (جيهان) وعندما جاء وقت تقديم فقرتي كنت خائفاً ومرعوباً بشدة، وعندما صعدت للمسرح تغلبت على خوفي وبدأت في إلقاء النكات على الصعايدة فوجدت أحد الجالسين من الوزراء يقول لي: (إيه يا أستاذ مفيش نكتة عن (المنايفة) أي أهل المنوفية وكان السادات منهم فقلت على الفور: يا سيادة الوزير (أنت عايز توديني في داهية) فضجت القاعة بالضحك بما في ذلك الرئيس السادات الذي وجدته يضحك بشدة! ومن النكات التي ألقيتها يومها (مرة واحد بيلعب شطرنج.. العسكري رفض يتحرك إلا لما ياخد شلن) فضحك السادات وفوجئت بعد انتهاء فقرتي بالسيد ممدوح سالم (وزير الداخلية آنذاك) يطالبني بالتوجه فوراً للسيد الرئيس فتوجهت له وأنا مرعوب وتحدث معي 10 دقائق ثم وجدته يسألني عن (خلفية) هذه النكتة التي قلتها فأجبته: يا ريس العساكر فقراء ولا يحصلون على رواتب كافية وأجورهم بسيطة) فنادى الرئيس على ممدوح سالم والمشير أحمد إسماعيل وقال لهم (أبقوا زودوا أجور العساكر) فقاموا بتغيير قانون الأجور في الجيش وبعدها بأيام ارتفعت أجور العساكر فأصبحت فخوراً أن نكتة قلتها تسببت في ذلك.
* ومتى كان اللقاء الثاني بينك وبين السادات؟
قبل أن ألتقي به للمرة الثانية وصلني تكليف بضرورة المشاركة في كل حفلات الشؤون المعنوية للقوات المسلحة للترويح عن جنودنا بالجبهة قبل حرب 1973 وكانت هناك تقارير تكتب بشكل دوري يقرؤها السادات بنفسه عن كل ما يدور بالجبهة، ومن ضمن هذه الأشياء حفلات الفنانين. ولأنني كنت من أكثر المشاركين في هذه الحفلات كان يصلني إعجابه بما أقدمه، واذكر أنني كدت أتعرض للموت مرتين أثناء هذه الحفلات، المرة الأولى عندما كنت أنا وشكوكو على الجبهة وشنت إسرائيل غارة أثناء الحفل فأكملنا الفقرات الفنية على ضوء الشموع.
والمرة الثانية كنت أنا والمطربان عبد اللطيف التلباني وأحمد سامي وأطلقت علينا النيران في منطقة (الزعفرانة) ومن شدة غيظي من الإسرائيليين قمت بتأليف 50 نكتة دفعة واحدة عليهم رحت ألقيها على الجنود والضباط وانتشرت هذه النكات بعد هذا بشكل كبير في الشارع العربي، ووصلت للرئيس السادات.
(هافرمك)
* وماذا كان رد فعل السادات حيالها؟
ضحك كثيراً على معظمها واختارني ضمن مجموعة الفنانين التي تشارك في الدعوة لمشروع (غزو الصحراء) بالصالحية وأصبحت بعدها أشارك في كل حفلات السادات. وأذكر في لقاء آخر جمعني بالسادات كان في حفل زواج ابنته من نجل عثمان أحمد عثمان وكان يشاركني في الحفل الفنان سمير صبري وفرقته فقط وألقيت يومها أشهر نكتة: (مرة اثنين صعايدة جاءوا للقاهرة ركبوا تاكسي وكانوا في البلد أوصوهم أن يحترسوا من سواقين التاكسي لأنهم بيضربوا في العداد ويزودوا الأجرة فقالوا لسواق التاكسي أطلع بينا على الهرم وإياك تلعب في العداد أحسن نفرمك) فضحك السادات بشدة لأن كلمة (نفرمك) كانت مرتبطة به أو هي (لازمة) في كلامه ويهدد بها معارضيه دائماً!
* وماذا عن أكثر النكت التي كانت تضحك الرئيس؟
كنت أعرف أنه لا يعترض على النكت التي تتناول الضباط والجنود فقلت عن الضباط: (مرة واحد ضابط في المدفعية أتجوز مراته خلفت 3 في طلقة واحدة)!
* وكيف أصبحت بعد ذلك (منولوجست الرئيس)؟
ذات يوم فوجئت باتصال من اللواء عبده الدمرداش يطلبني لفرح ابنة المشير عبد الحكيم عامر بفلته بجوار بيت الرئيس السادات وقال لي إن الرئيس بنفسه يؤكد على حضوره، وفي نفس يوم الفرح وجدت الرئيس يلقي خطاباً في التليفزيون قال فيه، فيه ناس بتعمل حفلات وبتصرف عليها ملايين الدولارات وفيه ناس لا تجد قوت يومها وكل من يجوز ابنته يعمل لها حفلة ضخمة بخمسة وستة مليون دولار، ورغم كلامه الواضح لم أدرك مغزى كلامه وبعد هذا وجدت اتصال يبلغني فيه اللواء الدمرداش قلق الرئيس من احتمال عدم حضوري الفرح وهو يريد أن يراك في الحفل مبكراً ثم سألني الدمرداش: يا حمادة أنت عملت إيه في الرئيس؟ والحقيقة اصابني رعب لا يمكن وصفه واندهشت كيف يمكن أن أشغل فكر الرئيس بهذا الشكل وما سبب كل هذا الاهتمام؟
* وماذا بعد؟
حضرت للحفل مع فرقتي وهناك لفت انتباهي عدم قيام أفراد الأمن القومي بتفتيش أو فتح حقائب الفرقة فسألتهم فقالوا لي: يا حمادة أنت من رجالتنا وكنت أشارك في برنامج الفرح أنا ومحمد العزبي وسهير زكي وياسمين الخيام ونجوى فؤاد، وبعد أن انتهيت من فقرتي أخذني اللواء الدمرداش للرئيس الذي وجدته يحتضنني ويقول: أهلاً يا ابن مصر وأضاف: أشكرك على موقفك في (جنيف) فتذكرت أنني كنت قد رفضت إلقاء نكات ضده في حفل أقيم في سويسرا، وبعدها دعاني إلى منزله فاستلمت مظروفاً به مجموعة صور شخصية تم التقاطها لنا في الفرح، وكانت هذه المرة الأولى التي أدخل فيها بيت الرئيس. والمرة الثانية كانت أثناء عملي كمدير إنتاج بالتليفزيون حيث كنا نصور فيلماً عن (المرأة المصرية) تبنت فكرته السيدة جيهان السادات التي أجرينا معها حواراً ضمن أحداث الفيلم الذي أجرته فريدة عرمان وحصل على جائزة المكسيك عام 1979، ومن يومها أصبحت صديقاً لأسرة الرئيس السادات ولا تزال صداقتي بهم مستمرة حتى اليوم.
سرقوني!
* هناك سؤال دائماً يشغل أذهان الكثيرين.. هل النكت التي تقدمها تؤلف لكم خصيصاً وما هي مصادرها؟
النكتة من الصعب أن تُؤلف أو تُكتب. نعم هناك مؤلفون لفن النكتة ويتقاضون أجوراً عن هذا ولكن أفضل وأهم أنواع النكت هي بنت الموقف الذي نعيشه ونراه ولهذا أنا أقوم بانتقاد السلوكيات الخاطئة والنكتة أنواع.. اجتماعية وسياسية. لقد قدمت خلال مشواري مع فن النكتة الذي قارب النصف قرن من الزمان 17 ألبوماً فكاهياً ونحو 15 ألف نكتة كلها مسجلة باسمي، ولكن للأسف هناك من سرقوا الكثير منها ونشروها على الإنترنت دون الرجوع إليّ مما دفعني لرفع دعاوى قضائية ضدهم.
* وماذا عن التكريمات والجوائز؟
كان أول تكريم لي في ليبيا في مطلع السبعينات كما حصلت على جوائز وتكريمات عديدة من السودان والسعودية ودول الخليج ومن الجاليات العربية بأمريكا وكندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإستراليا وسويسرا وشهادات تقدير من الجامعات المختلفة في مصر وخارجها (وأوسكار) عام 1997 من كندا إلا أن أكثر الدول التي تم تكريمي فيها هي (تونس) التي قضيت فيها فترات طويلة في حقبة الثمانينات بعد رحيل السادات وتم تكريمي في مهرجان تونس الدولي عام 1985 وحصلت من تونس على وسام كبار الشخصيات.
* نعرف أنك خضت تجارب زواج عديدة ممكن تحدثنا عنها؟
أنا تزوجت خمس مرات فقط منذ أول تجربة خضتها عام 1961 ولكن أرجو قبول عذري في عدم الخوض فيها أو عنها لأسباب خاصة. فقط أقول إنني لم أكن أتزوج كما يفعل الكثير من الرجال جرياً وراء النساء ولكنني لم أوفق في إنجاب أطفال فكنت في كل مرة أجرب حظي مع امرأة أخرى والحمد لله تحقق حلمي مع الزوجة الخامسة والأخيرة وهي التونسية فاطمة محمد المناعي حيث تعارفنا وتقاربنا أثناء فترات ترددي على تونس فارتبطت بها عن اقتناع وأكرمني الله منها بابنتي الوحيدة (لميس) التي ورثت عني الفن وهي أعجوبة في خفة الدم وإطلاق النكات، ورغم صغر سنها فهي ناجحة ومطلوبة في الحفلات العامة في العديد من الأقطار العربية، واعتادت أن تقول النكتة من معايشتها لي في البيت وهي طالبة في المعهد العالي (للكونسرفتوار).
أفلام وآلام!
* نعرف أنك خضت بعض التجارب كممثل.. حدثنا عن أهم الأفلام التي شاركت فيها؟
كان أول فيلم لي مع مخرج الروائع حسن الإمام وهو (الجنة تحت قدميها) وشاركت بعدة أفلام أخرى مثل (خلف أسوار الجامعة) و(درب اللبانة) وهناك عشرات من الأفلام اعتذرت عنها بسبب كثرة الارتباطات في الحفلات داخل مصر وخارجها وهو نفسه ما حدث في المسرح فقد ضحيت بفرص عديدة. أذكر أنهم سعوا لضمي لفرقة (ثلاثي أضواء المسرح) بعد رحيل الضيف أحمد لأحل محله فاعتذرت بسبب الحفلات، واكتفيت بالمشاركة في بعض العروض على فترات متقطعة مثل (دلوعة يابيه) مع هويدا ابنة صباح وكذلك عرض (سعد اليتيم) و(نجوم سوبر ستار) كما شاركت في بعض المسلسلات مثل (نادي الخالدين) و(فرفشة) و(يحكى أن) و(ليه يا دنيا) وغيرها.
* أضحكت الملايين لسنوات عديدة فما هي المواقف المحزنة في حياتك؟
رغم أنني أسعى دائماً لكي لا أجعل الحزن يسيطر عليّ إلا أن هناك مواقف من الصعب مقاومتها وكان من أبرز هذه المواقف وفاة أمي وأبي في عام واحد هو عام 1972 وتوليت بعدها مسئولية أشقائي الصغار، ومن أبرز المواقف المحزنة جداً في حياتي وفاة أخي (شعبان) الذي رحل وعمره 29 عاماً فقط، وترك ولدين في عمر الزهور وكان شديد الاقتراب مني في أيامه الأخيرة.
* لقد تأثرت أنت بمنولوجستات كبار سبقوك فمن الذي تأثر بك؟
خرج من عباءتي نحو 70 منولوجست لم يجعل أي منهم لنفسه أسلوباً خاصاً كما نصحتهم فانتهوا بسرعة.
* وما رأيك في فن المونولوج حالياً؟
بصدق لا يوجد فن منولوج وأعتقد أن هناك مطربين كثيرين يقفزون و(يتشقلبون) على المسارح فعوضوا الجمهور بشكل كبير عن غياب المونولوجستات حالياً.
* ما هي الحكمة التي تعلمتها في حياتك؟
كان أبي رحمه الله يقول لي أنا وأشقائي (حاربوا الشر بالخير تنتصروا) ومن هذا المنطلق أتعامل مع الحياة فلا أحارب أحدا حتى من يحاربونني أعاملهم بحب وليس لي (شللية) وأؤدي فروض الله والحمد لله لا أتعاطى أي كحوليات أو مخدرات لأنني لا أحب أن يغيب عقلي فأحب واقعي ونصيبي من الحياة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|