على بعد مسافة قصيرة من مطار القصيم يوجد هناك مَعْلم تعليمي كبير أقيم على مساحة تصل إلى ثمانية ملايين متر مربع، حيث تحتضن هذه المساحة الكبيرة من الأرض جامعة القصيم في مشهد جميل ازدانت به تلك الربوع التي كانت تفتقد إلى الحياة قبل مولد هذه الجامعة على هذه البقعة من الأرض.
* * *
ولا يكفي أن تكتحل العين برؤية هذا المنجز التعليمي من الخارج، إذ إن هذا بنظري لا يغني عن معرفة تفاصيله من الداخل، ولا يلبي رغبة أولئك الذين يهمهم أن ينتشر التعليم العالي بفروعه وتخصصاته المختلفة، حيث تزداد سعادتهم ويتضاعف فرحهم كلما ألموا بالمزيد من المعلومات والكثير من التفاصيل عنه.
* * *
فجامعة القصيم يتلقى التعليم في كلياتها ما يبلغ عدده أكثر من أربعين ألف طالب وطالبة في مختلف التخصصات العلمية والنظرية، وتقودنا الجامعة إلى الفرح كلما علمت بأن هذا العدد الكبير يتلقى تعليمه فيها، ويزداد فرحك مع استباق هذه المعلومات وصولاً إلى أذنيك عن تخصصاتها النادرة قبل أن تدلف بوابتها إلى حيث قاعات الدرس والجو الأكاديمي الذي يسود الحياة فيها.
* * *
عندما انتقلت من المطار إلى حرم جامعة القصيم ضمن رفيقي الرحلة الزميل مطلق المطلق والزميل عبدالرحمن الراشد، والتقينا بمديرها الدكتور خالد الحمودي، حيث عرَّفنا بما كنا نجهله من معلومات عن الجامعة في سرد موثق بالأرقام والأزمنة والتواريخ، وفي تتبع أمين لمسيرة الجامعة ومراحل تطورها ومحطات انطلاقتها، بما لا يمكن لمن كان يستمع إليه إلا وأن يعبر عن سعادته وفرحه بأن يكون كل هذا قد تحقق إنجازه على الأرض في فترة زمنية قصيرة.
* * *
لكن الدكتور الحمودي ووكلاء الجامعة وعمداء الكليات وقد لاحظوا على وجوهنا وعلى منطقنا حجم الإعجاب بهذه المؤسسة التعليمية الكبرى، فقد حرصوا على أن يأخذونا في جولات لبعض كليات الجامعة وبهوها الجميل ذي الأغراض المتعددة، مع تمكيننا من مشاهدة عرض مصور عن تلك المواقع المهمة التي حال ضيق الوقت دون الوصول إليها، كل هذا بينما تتكرر المفاجآت السارة من موقع لآخر، وبأكثر مما كان في اعتقادنا قبل أن نزور جامعة القصيم.
* * *
ومن يزور هذه الجامعة سيلاحظ أن هناك ورش عمل وبناءً وإعماراً وحركةً لا تتوقف لاستكمال المنشآت التي تتسارع مع النمو في ميزانية الجامعة من عام لآخر، ما اضطر إدارة الجامعة إلى أن تتوسع في مباني الكليات القائمة دون أن توقف الدراسة فيها، حيث يواصل الطلاب والطالبات الدراسة في جزء من المبنى فيما يستمر العمل في بناء الجزء الآخر، دون أن يؤثر ذلك على البرنامج التعليمي للطلاب والطالبات.
* * *
إن انطباع من يزور الجامعة، ويشاهد ما يجري من عمل لبلوغ أهدافها سوف يسر، لكنه سيكون أكثر سعادة وسوف يغمره الفرح إذا ما تأكد له بأن إدارة الجامعة تملك الإرادة والتصميم والشجاعة في وضع برنامج مستقبلي طموح يركز تعليمياً على التخصصات التي يحتاج إليها سوق العمل، وأن اهتمامها المستقبلي سيكون منصباً على كل تخصص لا تتوافر الأعداد المطلوبة من القوى البشرية فيه، وأن تعمل على ترسيخ ريادتها وأسبقيتها على الجامعات الشقيقة بالتوجه نحو تلك التخصصات والحقول التي لا مثيل لها في الجامعات الأخرى.
* * *
إن ما سمعناه من مدير الجامعة يعطينا الأمل بأنه مع مساعديه سوف يطرقون كل الأبواب التعليمية التي تلبي تطلعات المواطنين، بما في ذلك قصر التوسع في القبول على تلك التخصصات العلمية التي لا تزال المملكة تعتمد فيها على غير السعوديين، وحث الشباب وتشجيعهم وتقديم النصح لهم باقتحام أي من الكليات والأقسام التي تستجيب وتتناغم مع هذه الأهداف.
* * *
لقد رأيت أن أكتب شيئاً عن جامعة بهرني ما رأيته وأثار إعجابي ماشاهدته فيها، وهو بعض انطباع وشيء من مشهد رأيت أن أنقله لمن يقرأ هذه السطور، لكن جامعة القصيم تبقى بحق أكبر من توصيفها ومن أن يُعرَّف بها بكلمات مختصرة إثر زيارة مدتها اقتصرت على ثلاث ساعات فقط.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244