يُعدُّ هذا الكتاب محاولة جادة من كاتبه للبحث عن أسباب السعادة وطرق تحقيقها. فقد وضع هذا الكاتب يده على أكبر سر من أسرار السعادة ألا وهو تحقيق السعادة من خلال التأثير في العقل الباطن. وهي فكرة تناولها العديد من الكتاب والمفكرين في العصر الحديث، وهي تعني أن اللاوعي أو العقل الباطن هو العقل المسيطر والمدبر لحياتنا بجميع جوانبها. فهو يحل محل المغناطيس لجذب الأفكار السعيدة أو التعيسة نحونا. والكاتب يثبت من وراء ذلك كله، أن الإنسان نفسه هو من بيده زمام جميع أمره، وهو الذي يختار لنفسه الأسلوب الذي ستسير حياته وفقًا له، وأن الأفكار ليست (لا شيء) كما كنا نظن في السابق، بل هي أشياء لها وجود فعلي تؤثر وتتأثر بأسلوب حياتنا، وأننا لا ينبغي لنا الاستسلام أمام صروف أقدارنا، وأن أول خطوة ينبغي علينا اتخاذها هي إعادة برمجة عقولنا ومداركنا بأفكار جديدة وإيجابية.
وقد توصل هذا الكاتب من خلال قراءاته ومن ملاحظاته الحياتية، إلى أن السعداء من البشر، والذين استطاعوا تحقيق قدر كبير من الإنجازات والنجاحات، كانوا يتبعون هذا الأسلوب لبرمجة عقولهم من جديد، لتحقيق السعادة والنجاح في الحياة، أما التعساء من البشر فهم الذين يمضون في الحياة وفي عقولهم أفكار سلبية عن أنفسهن وعن العالم المحيط بهم.
ويطلب منا الكاتب عدم الرضوخ أمام أفكارنا السلبية والانغماس فيها. ويعلمنا أن السعادة الحقيقية في الحياة تكمن في اغتنام اللحظة الحاضرة، وعدم تأجيل سعادتنا إلى الغد، فقد لا تأتي لنا الفرصة ثانية في المستقبل. كما يعلمنا أن الحزن لا يولد سوى الحزن، وأن السعادة هي المرادف للتفكير بإيجابية، والثقة بأنفسنا، وبقدرتنا على التغيير للأفضل. والكاتب لا يدعونا لأن نتجرد من مشاعرنا الإنسانية الطبيعية بالحزن عند الشدائد، ولكنه يطلب منا عدم الانغماس في هذه المشاعر بالدرجة التي تحرمنا من التمتع بكل نعمة أخرى حولنا في هذا الكون.
ويقدم لنا هذا الكتاب الأسلوب الأمثل لطرد الأفكار السلبية من عقولنا والبدء في برمجتها بأفكار إيجابية والتي سوف تقوم بدورها في جذب الأشياء السعيدة من حولنا ومساعدتنا على بذل الجهد المطلوب للحصول على السعادة في أقرب وقت ممكن.
