وُصف عند الحجاج رجل بالجهل وكانت له إليه حاجةٌ فقال في نفسه: لأختبرنه!
ثم قال له حين دخل عليه
أعصاميٌّ أنت أم عظاميّ؟ فقال الرجل: أنا عصامي وعظامي فقال الحجاج: هذا أفضل الناس، وقضى حاجته وزاده ومكث عنده مدة.
ثم باحثه فوجده أجهل الناس، فقال له تصدقني وإلا قتلتُك، قال له: قل ما بَدَا لك وأصدقك!
قال: كيف أجبتني بما أجبت لمَّا سألتُك عما سألت؟ قال له: والله لم أعلم أعصامي خيرٌ أم عظامي! فخشيتُ أن أقول أحدهما فأخطئ فقلتُ: أقول كليهما، فإن ضرَّني أحدهما نفعني الآخر فقال له الحجاج عند ذلك: المقاديرُ تصيّرُ العييَّ خطيباً!