تعد نسبة الزواج المبكر في هذا العصر قليلة جداً مقارنة بالأجيال الماضية وأيام أمهاتنا وجداتنا اللاتي تزوجن في سن مبكرة، فمنهن من تزوجت وهي لم تبلغ سن الثالثة عشرة، ومنهن من أنجبت وهي لم تكمل السابعة عشرة، فما هي أسباب هذا التغير؟ نجد الآن الفتاة تصل إلى سن الثلاثين وهي ماتزال تبحث عن الشخص المناسب لها، فهل الأسباب تعود الى الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها الكثير من الشعوب، أم لأن الحياة أصبحت تتطور بسرعة ومتطلباتها كثيرة؟ أم بسبب عزوف الشباب عن الزواج وذلك هروباً من المسؤولية، وحتى لا تقيد حريتهم بسبب كثرة وسائل الترفيه التي شغلتهم وأصبحت بالنسبة إليهم روتيناً يومياً تعودوا عليه، ولم نعد نرى كما كان في السابق جيلاً طموحاً مسؤولاً وبإمكانه تولي بيت وأسرة كاملة.
الشاب اليوم يصل إلى سن الثلاثين وهو غير مسئول وغير قادر على بناء أسرة وعائلة، وأنا لست مع من قال: إن البطالة هي أحد أسباب عزوف الشباب عن الزواج لأن الأعمال موجودة وبكثرة ولكن أين الطموح والمثابرة والبحث؟
للأسف الشديد، أصبح هذا الجيل لا يفكر إلا بالمتعة والسفريات والبحث عن المرفهات والابتعاد عن أي مسؤولية وأصبحت الفتاة تخشى الزواج حتى لا تقع عليها أخطاء الزوج، وبسبب ما تسمع عنه من ازدياد نسبة الطلاق والمشاكل الزوجية المنتشرة.
فقديماً كانت الحياة بسيطة وسهلة وكانت الفتاة تتزوج وهي صغيرة ولا تخشى شيئاً، فالمسؤولية كلها تكون على الزوج الذي يكون مسؤولاً ويعتمد عليه، أما الآن اختلف الزمن وأصبحت الظروف أصعب، فعلى الفتاة أن تكوّن نفسها وأن تكون مسئولة عن ذاتها وأن تشارك الزوج في كل شيء.
فكلّما مر الزمن نجد أن الأوضاع تتغير، فعلى أيام الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان الشاب وهو في العشرين من عمره يجاهد ويقوم بالفتوحات، فأسامة بن زيد كان قائداً للجيش وهو في الثامنة عشرة من عمره! ومصعب بن عمير كان سفيراً للإسلام في المدينة وهو في الثانية والعشرين من عمره..
أما الآن نجد أن الشاب يصل إلى الثلاثين وهو لم يبدأ بتكوين نفسه ومازال يعتمد على أهله في كل شيء، فعلى الفتاة الآن أن تحرص على تكوين نفسها وعدم الاعتماد الكلّي على الرجل.