|
الافتتاحية الضيف وقد أوشك على الرحيل
|
ها هو شهر رمضان يوشك أن يقول لنا وداعاً..
دون أن يخبرنا هل من لقاء أو لقاءات قادمة معه..
أو نعرف إن كنا قد أحسنا ضيافته واستثمرنا روحانية أيامه ولياليه..
***
ها هو يهم بالرحيل..
وما تزال نفوس المسلمين توَّاقة إلى مزيد من أيامه ولياليه ..
يودعنا وداع حبيب تركنا وقد أرَّقنا كثيراً غيابه ورحيله..
فكيف وهو أحب الشهور وأغلاها عندنا..
***
يرحل هذا الضيف الكريم...
ودموع المسلمين تسبق رحيله..
وقد تزوَّدت إن شاء الله بالعبادات قبل هذا الرحيل ونأمل أن تفعل ذلك بما بقي من أيامه ولياليه..
ابتغاء رضا الله وسعياً إلى كسب عفوه وغفرانه..
***
رمضان..
هذا الشهر وقد نبهنا إلى ما ينبغي أن نقوم به نحو من لا إله إلا هو..
وحرَّك فينا كوامن الاهتمام بما نحن فيه من غفلة نحو حق الله علينا..
ها هو يدنو من الرحيل بعد أن طوَّقنا بطوق من أعمال طيِّبة، نسأل الله أن تنجينا من عذاب أليم..
***
أيام محدوده من عشره الأواخر...
لا تكاد تفي للقيام بمزيد من العبادات..
أو تكفي لرضا خالق الأرض والسموات علينا..
فاللهم عفوك ومغفرتك ورحمتك يا رب..
فنحن الضعفاء وأنت القوي القادر على كل شيء..
+
خالد المالك
|
|
|
بعقد قيمته 17.5 مليون دولار تشغيل مطار بغداد ..مهمة رجل واحد
|
* بغداد إلين ر. بروشير(*)
بحكم وظيفته كمدير لشركة «سكاي لينك» Sky Link للشرق الأوسط. فان مايك دوجلاس مسؤول عن كافة أعمال البناء المتعلقة بالمطارات وتجهيز مطارات بغداد والبصرة والموصل لتعمل مجددا في نقل المسافرين والبضائع من وإلى العراق.
والشركة مكلفة بتجهيز رحلات الطيران في بقعة من أخطر بقاع الأرض. بما في ذلك تجهيز المطارات في ساحات الحروب وفي المناطق الساخنة من دول العالم الثالث. يقول دوجلاس: «نحن نتدخل حينما لا يستطيع الآخرون التدخل، ونقوم بإنجاز مهامنا.
ويضيف: «نحن بطبيعة الحال لا نبحث وراء المجد أو الشهرة، ولكني لا أعتقد أن هناك كارثة إنسانية لم نتدخل فيها في الخمس عشرة سنة الماضية».
وبالنسبة لدوجلاس ومجموعة المقاولين النادرة التي ينتمي إليها، فهناك شيء ما يجذبهم ليقوموا بذلك العمل الذي هو أقرب إلى المهمة المستحيلة، وهو يشعر أحيانا أنه يعيش في أحد أفلام جيمس بوند وهو يرتدي حذاءه الطويل الخاص بالصحراء طوال اليوم، ويضع على وجهه نظارات سوداء خلف عجلة القيادة، ويرتدي سترات واقية ضد الرصاص تحسبا لمروره فوق لغم أرضي أو جهاز تفجير عن بعد. كما يقوم في كل صباح بتغيير طريق ذهابه وإيابه تجنبا لعمليات الرصد ليتفادى أي هجوم محتمل.
وعلى عكس معظم الأجانب الذين يعملون في العراق، فإنه يقود بنفسه سيارته من طراز Land Rover، كما أنه يثق في التقنيات الدفاعية التي تعلمها من سنوات عمله التي قام فيها بتفادي الأخطار، كما يصر على أن أي ضيف يرافقه يجب أن يجلس في المقعد الخلفي، لأنه إذا ما استلزم الأمر أن يسحب مسدسه، فهو لايحب أن يكون هناك شخص أعزل يجلس في مرمى النيران، وتبدو مهام دوجلاس كبيرة للغاية ضمن وظيفته مع شركة Sky Link التي حصلت على عقد قيمته 5 ،17 مليون دولار من وكالة التنمية الدولية الأمريكية، فمطار بغداد تبلغ مساحته 35 ميلا مربعا. والذي كان يعرف في السابق باسم «مطار صدام الدولي»، وقد أضيرت قاعات المسافرين بسبب استخدامها كمعسكر للجنود الأمريكيين في أثناء غزو بغداد. كما أدت العقوبات الاقتصادية إلى توقف الرحلات التجاريةمنذ عام 1991. فيما بعد الرحلات البسيطة التي أتت من الخارج عام 2000 في تحد للقيود المفروضة على العراق آنذاك. وجميع المعدات أصبحت معطلة؛ فلاتوجد حاسبات آلية ولا أي نوع من الأجهزة الآلية، كما لا يوجد عراقي يتمتع بالمهارات المطلوبة لإدارة معدات الطيران الأكثر تقدما.
طائرات مشلولة
وحتى الطائرات المتبقية من طراز 272 و747 التي كانت تمتلكها شركة الطيران العراقية فقد أصابها الصدأ وهي قابعة على مدرج المطار، ولأنها لم تعد صالحة للاستخدام، فقد تم استخدامها كنموذج لتدريب عمال الإنقاذ في حالات الطوارئ، ولكي يتم إعادة تشغيل المطار فسوف تكون هناك حاجة إلى وضع نظم وسياسات جديدة، وتجديد الاتفاقيات الدولية مع الدول المجاورة، وعقد صفقات تجارية مع شركات الشحن التجارية. وقد تم إصلاح ممرات الهبوط، ولكن هناك محطة واحدة فقط جاهزة للعمل، ولكن لا يزال العائق الوحيد أمام فتح مطار بغداد ثانية ووضعه على خريطة الملاحة الدولية هو المشكلة الأمنية.
فهناك 17 ألف جندي يعيشون ويعملون على أرضية المطار الذي سعته تسمح بمرور5 ،7 مليون مسافر سنويا، وهذا الوجود العسكري المكثف قد يفسر لنا لماذا تستمرالهجمات من المقاومة العراقية على المطار ومرافقه، بالقذائف المضادة للطائرات وقذائف الهاون بصورة متكررة، كما أن الطريق المؤدي إلى المطار هو الآخر لايزال يعتبر غير آمن كما صرح العديد من المحللين الأمنيين الذين يراقبون العاصمةالعراقية بغداد.
المخاوف الأمنية
يقول عماد إبراهيم مدير النقل الجوي بهيئة الطيران المدني العراقي: «العاملون هنا مستعدون للغاية لبدء تشغيل المطار، ولكن السبب الرئيسي الذي يمنعنا من افتتاح المطار هو المخاوف الأمنية»، وعماد يعمل في صالة ما بين مقر شركتي Sky Link وBechtel، والأخيرة قد حصلت على عقد لكي تقوم بكافة أعمال إعادة البناء في العراق، مثل تركيب أنظمة إضاءة ممرات الهبوط وخلافه، ويقتصر عمل المطار في الوقت الحالي على استقبال الرحلات العسكرية وطائرات الأمم المتحدة وفقط طائرة أو طائرتين يوميا من الطائرات المروحية ذات الخمسة عشر مقعدا التي تقل عمال المساعدات الإنسانية. كما أن طرق السفر الرئيسية العادية التي تنقل المسافرين داخل وخارج العراق قد أضيرت بشدة من الهجمات المتواصلة.
ولكن دوجلاس يشعر بالتفاؤل من أن المطار سوف يستطيع قريبا استقبال المسافرين وبخاصة المستثمرين من وإلى العراق بصورة آمنة، وقد رأى ذلك يحدث من قبل، ويضيف: «بمجرد أن يتم تشغيل المطار فسوف يصبح الأمر بسيطاً للغاية، وسوف يوافق الجميع على الحضور».
وداخل البوابة الوحيدة التي تعمل في المطار فلا تزال البوابات الأخرى تحتاج إلى عمل شاق فقد توقف دوجلاس ليتحدث مع أحد التجار العراقيين الذي يدير أحد محلات السوق الحرة داخل المطار، وقام بتجميله وملأه بالمنتجات الفاخرة، وقد بدا المنظر غريبا، فهناك محل وحيد في صالة الانتظار، وبلا زبائن على الإطلاق، ولكن الوضع في المطار يعد أقل مشاكل دوجلاس، فهو يقضي معظم يومه في التنقل محاولا التفكير في طرق لنقل الأموال والمسافرين والمعدات بصورة آمنة، فبدون طرق آمنة أو أنظمة بنوك تعمل بصورة جيدة، فمن الصعب أن ينقل العاملين معه ويستطيع دفع الأموال اللازمة لشركات المقاولات الفرعية.
وقد فكر هذا الأسبوع في إحضار شاحنات لإعادة التزويد بالوقود من بريطانيا، ولكن نقلهم من بريطانيا عبر الكويت يمثل حلقة ضمن سلسلة من المشاكل، يتلوها المشاكل المتعلقة بالمخاطر الأمنية لإحضارها من الكويت إلى بغداد.
وأثناء اجتماع دوجلاس مع بعض أعضاء طاقمه في أحد قصور صدام حسين، وكان يجلس على أحد الكراسي الفاخرة وهم أمامه على الأرائك صرح قائلا: «إن الأمور لاتتم في صورة جيدة، ويجب علينا وضع آلية لجعل العمل يتحرك بصورة أكثر سرعة»، ولطبيعة عمله، فإن دوجلاس من طراز الرجال الذين لا يحبون إضاعة أوقاتهم، فعندما تم إيقاف سيارته في صباح أحد الأيام في الضواحي القريبة من المطار، قام بالدوران حول طابور السيارات التي تنتظر العبور من نقاط التفتيش التي تديرها إحدى الشركات المتخصصة في النواحي الأمنية، ولكنه اضطر للوقوف في نقطة تفتيش أخرى أكثر أهمية على بعد 30 مترا يديرها الجيش الأمريكي.
ودوجلاس في مظهره يشبه كثيرا جنود قوات التحالف ببنيته الممشوقة وشعره المحلوق والوشم على ذراعه، ويقول أن أكبر هاجس أمني يقلقه هو أن يصاب من «نيران صديقة»، فبشعره الأسود من السهل أن يرى على إنه عراقي. ويتذكر أنه في إحدى المرات حلقت طائرة أباتشي فوق رأسه هو وزميله من فرقة الجور خاس لمدة عشر دقائق كاملة عندما كان يحاول هو وزميله أن يقوما بتركيب طبق استقبال أقمار صناعية في شرفة فندق شيراتون بعد انتهاء الحرب مباشرة. وكان الطيارون يحاولون التأكد إذا ما كان دوجلاس يقوم بوضع متفجرات أم لا. كما أن هناك العديد من الحالات التي تظهر ضعف عملية التخاطب والاتصال مع قوات التحالف، مثل الحادثة التي وقعت في سبتمبر الماضي في الفلوجة عندما قتل ثمانية جنود عراقيون بطريق الخطأ، كما قتل اثنان من المقاولين العراقيين في أغسطس الماضي على يد المقاومة العراقية، ربما أن عمله مليء بالضغوط النفسية والقلق، ولكنه على أي حال لا يمكن أن يرى نفسه كموظف يجلس على مكتب. وقد نشأ دوجلاس في زامبيا، وأخبره أبواه أن قد ورث صفات جده الأكبر الذي كان جنديا بريطانيا اشترك في الحرب العالمية الأولى وحروب الإمبراطورية البريطانية في ذلك الوقت، وطالما تمنى حدوث الكوارث، ولكن ذلك كلفه غاليا؛ فزوجته الأولى لم تستطع تحمل هروبها معه من قرية وراء قرية بسبب الحروب، بعدما يتم إبلاغهم أنهم أمامهم 12 ساعة فقط من أجل الهروب.
ودوجلاس يعمل في العراق 18 ساعة يوميا، عندما نضيف إلى ساعات عمله الساعتين أو الثلاث التي يجتمع فيها مع زملائه كل ليلة، كما أنه لا يوجد لديه وقت للترفيه، وهو ما جعل زملاءه يطلقون عليه لقب «قضيب الهاون». وقاموا بكتابة ذلك الاسم على أعلى برج المراقبة بالمطار. ويقول دوجلاس: «في بعض الأحيان أحدث نفسي قائلا «مهلا أيها الرجل ما تفعله كثير للغاية»، وأشعر وكأنني قد استغرقت حياتي كلها وأضعافها. ولكني لا أبحث عن المتاعب بقدر ما تبحث هي عني».ثم يفكر ثانية: «إن حياتي مثل المغامرة، وهناك جرعة كبيرة من الإثارة فيها»، ثم ينظر من فوق كتفه قبل أن يهرع بسيارته في طريق خطر آخر، ويقول: «إنه من الصعب للغاية على شخص يعيش تلك المخاطرة ثم يعود ليعيش حياة عادية».
يشار الى ان شركة Sky Link للدعم الجوي واللوجستي (الولايات المتحدة) مقرها واشنطن العاصمة، وقد حصلت الشركة على عقد قيمته 5 ،2 مليون دولاربصفة مبدئية لإعادة تشغيل مطارات بغداد والبصرة والموصل، وحصلت على موافقة للحصول على 15 مليونا آخر. وربما تقوم بتجهيز مطارات أخرى في العراق.
وقد عملت الشركة في 50 دولة، ولديها 16 موظفا في بغداد.
+++++++++++++++++++++++++++
(*) خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص بمجلة الجزيرة
+++++++++++++++++++++++++++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|