|
الافتتاحية الضيف وقد أوشك على الرحيل
|
ها هو شهر رمضان يوشك أن يقول لنا وداعاً..
دون أن يخبرنا هل من لقاء أو لقاءات قادمة معه..
أو نعرف إن كنا قد أحسنا ضيافته واستثمرنا روحانية أيامه ولياليه..
***
ها هو يهم بالرحيل..
وما تزال نفوس المسلمين توَّاقة إلى مزيد من أيامه ولياليه ..
يودعنا وداع حبيب تركنا وقد أرَّقنا كثيراً غيابه ورحيله..
فكيف وهو أحب الشهور وأغلاها عندنا..
***
يرحل هذا الضيف الكريم...
ودموع المسلمين تسبق رحيله..
وقد تزوَّدت إن شاء الله بالعبادات قبل هذا الرحيل ونأمل أن تفعل ذلك بما بقي من أيامه ولياليه..
ابتغاء رضا الله وسعياً إلى كسب عفوه وغفرانه..
***
رمضان..
هذا الشهر وقد نبهنا إلى ما ينبغي أن نقوم به نحو من لا إله إلا هو..
وحرَّك فينا كوامن الاهتمام بما نحن فيه من غفلة نحو حق الله علينا..
ها هو يدنو من الرحيل بعد أن طوَّقنا بطوق من أعمال طيِّبة، نسأل الله أن تنجينا من عذاب أليم..
***
أيام محدوده من عشره الأواخر...
لا تكاد تفي للقيام بمزيد من العبادات..
أو تكفي لرضا خالق الأرض والسموات علينا..
فاللهم عفوك ومغفرتك ورحمتك يا رب..
فنحن الضعفاء وأنت القوي القادر على كل شيء..
+
خالد المالك
|
|
|
وهكذا دواليك هيليوم! عبدالباسط شاطرابي
|
نفخ البالونات بغاز الهيليوم يعني تمكينها من التحليق عالياً في الفضاء، فغاز الهيليوم كما يقول العارفون أخف من الهواء، لذلك استفاد العلماء من خاصيته هذه واخترعوا المناطيد التي تستطيع أن تجوب الفضاءات طولاً وعرضاً!
ونظرياً يمكن القول إنه يمكن، حتى لبني آدم، التحليق بأجسادهم إذا استطاعوا أن ينتفخوا بالهيليوم، وبالتالي تصبح أحلام عباس بن فرناس قابلة للتحقق إذا أصبح هناك إمكانية لإقامة محلات مختصة لنفخ الناس وتعبئتهم بهذا الغاز العجيب.
هناك بالطبع الكثير من الصعوبات «الفنية» التي يمكن أن تواجه عمليات تعبئة البشر بالغاز الخفيف، لكنها صعوبات يمكن حلها إذا صدقت العزائم، خصوصاً وأن الكثير من الغازات الأشد ثقلاً تجد مكانها الفسيح في بطون البشر، فكيف إذا كان الأمر متعلقاً بغازات أخف وزناً وأقل تعقيداً من غيرها؟!
والفكرة، حتى لا تفرحوا أكثر من اللازم، قد تشوبها مخاطر عديدة، لعل أهمها «البنشر»، فلو قام أحدنا بالخضوع لعملية تعبئة بالهيليوم فإن عليه أن يحذر، قبل التحليق، من أي وخزة دبوس أو مسمار، لأنه سيفرغ حينها من الغاز، وهذا ما سيعرضه للعطب بشكل حتمي. والمصيبة تكون أكبر إذا تعرض المنفوخ لهذا البنشر وهو محلق على بعد آلاف الأقدام من سطح الأرض، فوقتها سيلوح شبح عباس بن فرناس ولن يكون هناك حل سوى المصير المهلك والسقوط المريع من ذلك الارتفاع الشاهق!
أما المصيبة الأعظم والتي لا أرجوها لأي منتفخ، سواء أكان بالهيليوم أم بغيره، أن يتعرض للفرقعة والانفجار، فهذه تجربة قاسية لا أريدها البتة لصديق أو حبيب!
فتخيل أن يخترق أذنك صوت انفجار داوٍ، فتسأل عن السبب فيقال لك إن فلاناً انفقع وهو يستعد للتحليق، أو أن علاّناً كان في طريقه للهبوط بعد مناورة جوية لكنه انفجر قبل أن تلامس عجلاته، أقصد «قدماه»، الأرض!!
إذاً ستكون مشكلة الهبوط ومشكلة البنشر أهم معوقات عملية تعبئة البشر بالهيليوم في المرحلة القادمة، لكنها، عموماً، من المشكلات المقدور عليها، رغم أن بعض الخبثاء يقولون إن هناك مشكلة أخرى أكثر خطورة تتمثل في تفريغ المنفوخين.. حيث يشير هؤلاء إلى أن البالونة إذا فرغت من محتواها وتركت أثناء التفريغ طارت إلى أعلى محدثة صوتاً كرد فعل معاكس قبل أن تسقط على الأرض ثانية، وهذا ما يُخشى حدوثه عند تفريغ هؤلاء المنفوخين، خصوصاً وأنه لا يتصور عقلاً أن يظلوا في حالة انتفاخ مستمر طوال حياتهم!!
اللهم أكفنا شر النافخين والمنفوخين، وأبعد عنا مخاطر التفريغ والبنشر والفرقعة يا أرحم الراحمين.. آمين!
+++++++++++++++++++++++++++
shatrabi@aljazirah.com.sa
+++++++++++++++++++++++++++
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|