|
قمة الجزائر: انتظار يشوبه الحذر
|
يقترب موعدُ انعقاد مؤتمر القمة العربي في الجزائر..
فتتجه الأنظار إليه..
تتلمس أخباره..
تتساءل عما يمكن أن تصدر عنه من قرارات..
بما يمكن أو لا يمكن أن ينفذ منها..
وبما يشوبُ مثلَ هذه الأسئلة من توجُّس وخوف وشعور بالإحباط.
***
وككل المؤتمرات السابقة..
وأستطيع القول: وربما اللاحقة..
أخشى أن تكون قرارات مؤتمر الجزائر دون مستوى الطموح..
وتنفيذها إن نفذت! عند حدها الأدنى وأقل مما تتطلع إليه أمتنا العربية..
وهذه وجهة نظر أستمد قناعتي بها من مراجعتي لقرارات القمم السابقة..
وأنا بهذا بين شعورٍ بالفرح والخوف إن عقد مثل هذا المؤتمر أو لم يعقد.
***
لست متشائماً من عقد هذا المؤتمر ..
أو مشككاً في النوايا..
ولا أقلل من أهمية مثل هذه المؤتمرات..
ومن ضرورة اللقاءات بين الملوك والزعماء العرب من حين لآخر..
في قمةٍ أو قمم تجمعهم..
وفي حوارٍ مخلص وصادق تُهيئ له فرص النجاح..
بالتحضير الجيد..
والأجواء المناسبة.
***
وأجدني في غنى بأن أؤكد لكم عن سعادتي كلما رأيت تشابك الأيدي مع تكرار القبلات بين قادتنا..
وهي سعادة تكبر وتنمو وتتكرر مع كل اتفاق فيما بينهم..
ويكون وقع ذلك هائلاً وساراً على النفس..
ومريحاً ومدوياً مع كل قرار جديد هدفه أن يعالج مشكلة أو يتصدى لخطرٍ، أو حين يضيف مثل هذا القرار مزيداً من التعاون فيما بين دولنا وشعوبنا وقادتنا..
وخوفي وحذري إذ يطل مع انعقاد هذا المؤتمر مصدره الخوف من أن تأتي قرارات القمة العربية دون ما هو مطلوب، وجميعنا حريصون على نجاحه وراغبون قادةً وشعوباً في أن يكون بما سيصدر عنه من قرارات، وبما سينفذ منها ليس على غرار القمم السابقة وبما هي عليه من انطباع سلبي حتى الآن.
***
إننا مع كل هذا الشعور بالخوف المعتمد والمؤسس على قرارات قمم الماضي نأمل أن يكون هذا المؤتمر بداية نهج جديد لهذه القمة والقمم القادمة..
فالأمة هي الآن أحوج ما تكون إلى توحيد صفوفها..
والتعاون فيما بينها بما يعزز من قوتها الذاتية..
وصولاً إلى تحصين خطوط دفاعاتها ضد كل طامعٍ أو معتدٍ أو من ينوي الإضرار بمصالحها والنيل منها.
خالد المالك
|
|
|
نبيلة عبيد : أحترم رأي الجمهور بشدة
|
* القاهرة لقاء: خالد فؤاد وأيمن عبد الحميد
ما حقيقة هذا المشروع الذي أعلنت الممثلة الكبيرة نبيلة عبيد عن إنشائه ووصفته بأنه (مشروع العمر) بالنسبة لها؟ ولماذا هاجمتها بعض الصحف والمجلات بسببه فاتهمها البعض بأنها سعت لتسليط الأضواء على نفسها ودفع الصحف والمجلات للكتابة عنها بعد ابتعاد منتجي السينما عنها منذ فشل آخر فيلمين لها (امرأة تحت المراقبة) و(قصاقيص العشاق) وتعرضها لهجوم عنيف بسببهما ومن ثمَّ لم تقدم أي أفلام طيلة الأعوام الثلاثة الماضية بعد أن كانت تقوم ببطولة فيلم أو فيلمين سنوياً على الأقل ؟ ! . . ويبدو أن سوء الطالع حسب تعبيرها يلازمها في الفترة الأخيرة حيث اتهمها البعض بالنصب بسبب مشروعها الجديد وجاء ذلك بعد الهجوم الشرس الذي تعرضت له بسبب مسلسل (العمة نور) الذي عرض في رمضان قبل الماضي وأيضاً فوجئ الجميع في الأسابيع الأخيرة بنبيلة عبيد تعتذر عن العمل مع عادل إمام في فيلمه الجديد (عمارة يعقوبيان) فانسحبت فجأة بعد توقيعها لعقد المشاركة في بطولة الفيلم . . و أصبحنا نطالع اسمها في عدد كبير من المشاكل والخلافات مع نجوم قدامى ومعاصرين؟
ماذا حدث لنجمة النجوم نبيلة عبيد؟! حملنا العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام وتوجهنا إليها، ففتحت لنا صفحات الماضي وأطلعتنا على أسرار الحاضر وأحلام المستقبل . . وفيما يلي نص الحوار:
* ماهي حقيقة مشروعك الجديد الذي تصفينه بأنه مشروع العمر؟
المشروع باختصار هو (ستوديو الممثل) الذي أنشأته ليحتوي خبرتي الطويلة في مجال التمثيل والتي تجاوزت الأربعين عاماً وأهدف من ورائه إلى إنشاء جيل جديد من الممثلين الشباب يتم صقلهم بالدراسة في هذا الأستوديو خاصة وأن هناك العديد من المواهب الشابة التي تنقصها المعرفة والدراسة والاحتكاك ويواجهون صعوبة بالغة في الالتحاق بمعهد السينما أو معهد الفنون المسرحية ولهذا قررت مساعدتهم والاستعانة بأصحاب الخبرة الفنية الطويلة لمعاونتي وتكلفة الدراسة لهؤلاء الطلبة ضئيلة جداً لا تتجاوز الألفي جنيه وهي متاحة للمصريين والعرب وبدأت الدراسة بالفعل في الأستوديو والدفعة الأولى ستتخرج قريباً.
مصاريف
* وما هو ردك على ما قيل بأن الدراسة في هذا الأستوديو هي أقرب إلى (النصب) على الهواة راغبي التمثيل؟
(أجابت بغضب شديد) أولاً الكل يعرف من هي نبيلة عبيد وما هو تاريخها الطويل، ومن هنا لست في حاجة للمغامرة باسمي وسمعتي وتاريخي ثم إنني والحمد لله مستورة جداً ولست في حاجة لأي ماديات فالمبلغ الذي يتم دفعه يتم إنفاقه على الأساتذة الكبار والمتخصصين فالدراسة تتجاوز السبعة شهور ومن ثم فالمصاريف تكفى بالكاد احتياجات هذه الفترة الدراسية.
* هناك من يقول أنك سعيت بهذا المشروع لتسليط الأضواء عليك بعد ابتعاد منتجي السينما عنك؟
(ترد بغضب شديد) من قال هذا الكلام فكل يوم تعرض عليّ سيناريوهات وأعتذر عنها لأنني لا أجدها تضيف شيئاً لرصيدي أو لما قدمت خلال تاريخي الحافل.
ابتعاد
* إذا ما هي أسباب ابتعادك عن السينما طيلة الأعوام الماضية بعد أن اعتاد الجمهور مشاهدتك بصفة منتظمة في فيلم واثنين سنوياً؟
كما قلت أن السيناريوهات التي عُرضت عليّ ضعيفة جداً وأنا ارفض الاتجار باسمي وتاريخي في أعمال هابطة، فأسعى دائماً لأكون عند حسن ظن جمهوري بي. كما أن هناك سبباً آخر لابتعادي وهو وفاة والدتي مما أصابني بحزن ومرارة فقد كانت الصدر الحنون الذي أرتاح عليه.
فشل
* إذا بماذا تفسرين فشل آخر فيلمين لكن (امرأة تحت المراقبة) و(قصاقيص العشاق)؟
أولاً بالنسبة لامرأة تحت المراقبة تم وضعه في توقيت سيئ جداً ودون أي دعاية لدرجة أن هناك جماهير كثيرة لا تعرف حتى الآن هل تم عرضه أم لا أما فيلمي (قصاقيص العشاق) فقد تعرض لظلم بشع بعد أن ظل حبيس العلب ستة أعوام كاملة ثم تقرر النزول به بعيوب وأخطاء كثيرة.
هجوم
* وما رأيك في المهازل التي حدثت وهجوم حسين فهمي عليك وتبرأه من الفيلم بل ومطالبة وحيد حامد برفع اسمه من الأفيش مؤكداً أن ما كتبه وقام بتأليفه شيء آخر غير الذي تم تصويره؟
أولاً الزميل حسين فهمي اتهمنى بأنني السبب في فشل الفيلم، وهو من الأساس أعرب عن غضبه بسبب وضع اسمه على الأفيشات بطريقة غير مناسبة لأسمه وبالطبع أنا لست مسؤولة عن هذا فهناك منتج للفيلم يمكن سؤاله بينما قال وحيد حامد أنني غيرت وبدلت في السيناريو وهذا غير منطقي فالمخرج سعيد مرزوق كان من المستحيل أن يوافق على مثل هذا التهريج ورغم هذا راحوا جميعهم يهاجمونني دون أن أفهم أي شيء.
مسلسل
* ومن كان وراء الهجوم العنيف الذي تعرضت له في مسلسل (العمة نور)؟
لقد كان هجوماً قاسياً لم أفهم المغزى من خلفه. لقد تجاهل بعض النقاد المجهود الكبير الذي بذلته وراحوا يحملونني نتائج كل شيء وكأني أنا المؤلفة والمخرجة للموضوع وتناسوا أن المحطات العربية والفضائيات تسابقت على عرض المسلسل وحقق للتليفزيون 73 مليون جنيه وهو مبلغ لم يحققه أي مسلسل آخر ورغم هذا الهجوم حصل المسلسل على جائزة أفضل مسلسل عرض في رمضان قبل الماضي في استفتاء ضخم على شبكة الإنترنت.
عمل
* عدت للتليفزيون ب(العمة نور) بعد غياب 25 عاماً منذ مسلسل (صاحب الجلالة الحب) فهل ننتظر 25 عاماً أخرى حتى نشاهدك في مسلسل جديد؟
(تضحك) لا هناك عمل كبير سأعود به بأذن الله للجمهور في رمضان القادم وهو مسلسل (ريا وسكينة) مع زميلتي الفنانة الكبيرة نادية الجندي وهو أول عمل يجمعنا سوياً تأليف الصحفي الكبير صلاح عيسى سيناريو وحوار مصطفى محرم.
خلاف
* نفهم من هذا أن خلافاتك القديمة مع نادية الجندي انتهت تماماً؟
في الأساس لم تكن هناك خلافات أو مشاكل بل هي أشياء صنعها أصحاب النفوس الضعيفة فنقلوا لنادية الجندي أشياء وأقاويل على لساني لم أقلها أو تبدر مني وكذلك الأمر بالنسبة لها ومن هنا لم نلتق ولم نتحدث. وحينما جمعنا اللقاء مؤخراً اكتشفنا حقيقة الخطأ الذي وقعنا فيه والحمد لله حدث الصفاء الكامل بيننا.
ألقاب
* كان الصراع على الألقاب فأطلقت هي على نفسها لقب (نجمة الجماهير) فقمت أنت بالرد عليها ب(نجمة مصر الأولى)؟
هذه الألقاب لم نطلقها على أنفسنا بل منحنا إياها الجمهور والنقاد بفضل النجاح الساحق الذي كانت أفلامنا تحققه وأذكر أن لقب (نجمة مصر الأولى) أطلقه علىّ منتج معظم أفلامي إبراهيم شوقي بعد نجاحنا الكبير سوياً.
توقيت
* ولماذا كنت تصرين على عرض أفلامك في نفس توقيت عرض أفلامها؟
هذا لم يحدث بشكل مقصود ولم
* رفضت العمل
في فيلم
(عمارة يعقوبيان) لأسبابي الخاصة
* كلما شعرت بالوحشة أو الملل
أسافر على الفورإلى لندن
يتكرر سوى مرات قليلة جداً ومثل هذا الموضوع بيد الموزعين وليس بأيدينا نحن.
* تصرين دائماً على وضع اسمك مقروناً بلقب (نجمة مصر الأولى) في كل الأفلام التي قمت ببطولتها بل صممت على وضعه في (تيترات) مسلسل (العمة نور) فلماذا وافقت على تجريد يوسف شاهين لك من هذا اللقب في فيلم (الآخر)؟
أنا وجدت الأفيشات تظهر على النحو الذي ظهرت عليه ولم أسع لعمل أزمة معه خاصة أنني كنت سعيدة بالعمل مع يوسف شاهين بعد إعجابي بشخصية (مارجريت) سيدة الأعمال الأمريكية ويكفي أن الفيلم شارك في مهرجان كان السينمائي فكنت في قمة السعادة بمظاهرة الحب التي أحاطت بي بالفيلم وحصوله على جائزة نقابة النقاد الفرنسية وعرضه في 100 دار عرض هناك وحقق نجاحاً كبيراً ومذهلا ووصفتني الصحف الفرنسية بأنني (ملكة مصر).
مشاكل
* انتهت مشاكلك مع حسين فهمي ثم مع نادية الجندي فما مصير مشاكلك وأزماتك مع إلهام شاهين؟
أنا لم أدخل أبداً في أي مشاكل أو أزمات مع أحد ومشاكل إلهام شاهين هي التي صنعتها حينما أوحى لها البعض أنني كنت أسعى للفوز بشخصية (أم كلثوم) في المسلسل الضخم وفي النهاية الدور كان من نصيب صابرين وحققت فيه نجاحاً كبيراً.
هجوم
* وما هو سر هجومك المتكرر على نجوم ونجمات السينما الجدد؟
أولاً أنا لم أهاجم أحداً فأنا مؤمنة بضرورة وجود جيل جديد فعند ظهوري أنا لأول مرة كبطلة في فيلم (رابعة العدوية) كان هناك نجوم سبقوني وشجعوني ووقفوا إلى جواري وعملت في فيلمي الثاني مع مديحة يسري وأحمد مظهر وأيضاً ساعدوني وكل ما حدث أنه حينما تم سؤالي عن رأيي في نجوم وأفلام الأعوام الأخيرة تحدثت بصدق عن تفاهتها وسطحيتها وقلت إنها لن تدخل كلاسكيات السينما فالجمهور يشاهدها مرة واحدة ثم يمل رؤيتها ولكن يبدو أن الحقيقة أصبحت تغضب الكثيرين.
تراجع
* ولماذا تراجعت عن المشاركة في بطولة فيلم (عمارة يعقوبيان) مع الفنان عادل إمام رغم أنه يمثل عودة رائعة للبطولة الجماعية؟
نعم لقد تحمست للعمل في الفيلم وشعرت بسعادة بالغة لوجود هذا الحشد الضخم من النجوم فيه ابتداء بعادل إمام الذي لم ألتق به منذ اشتراكنا في فيلم (حرامي الحب) وكذلك نور الشريف ويسرا وإسعاد يونس وأحمد بدير وآخرين كثيرين إلا أنني وجدت نفسي مشغولة بأعمال أخرى تتطلب مني التفرغ والتركيز فاعتذرت.
عودة
* وما هي هذه الأعمال التي شغلتك عن هذا العمل الضخم؟
أعود للسينما بفيلم كبير هو (مفيش غير كدة) أستعد لبدء تصويره مع المخرج خالد الحجر وأحضر لفيلم (3?1) آخر ما كتب المؤلف الراحل أسامة غازي كما يكتب لي حالياً المؤلف الكبير محمد ابو زيد مسلسل (الأحضان الباردة) بالإضافة لمسلسل (ريا وسكينة) الذي تحدثت عنه.
البدايات
* لنعد معك للماضي حيث نشأتك وميلادك وبداية مشوارك الفني.
اسمي بالكامل نبيلة محمد أحمد عبيد نشأت بداخل أسرة متوسطة الحال في حي شبرا العريق وكنت منذ طفولتي ومراهقتي مغرمة بالسينما، كنت أخرج
عاطف سالم أول وآخر أزواج نبيلة عبيد
من المدرسة الثانوية لأتجول في شارع عماد الدين لأشاهد أفيشات الأفلام وكان أملى أن أرى نجمات السينما ونجومها وجهاً لوجه وكان بيتنا قريباً من سينما (شبرا بالاس) فكان لي مقعد خاص أجلس عليه كل يوم جمعة لأشاهد فيلم الأسبوع وأعود للبيت لأقف أمام المرآة لأمثل ما رأيته على الشاشة متخيلة نفسي بطلة ونجمة كبيرة.
ذكريات
* وما هي أهم المواقف والذكريات التي تتذكرينها عن مرحلة المراهقة؟
(تتنهد بعمق) كانت أيام جميلة جداً من الصعب أن تنسى. هل تصدقون أن زميلاتي وأبناء الحي كانوا ينادونني بلقب (كيلو) والسبب في هذا عشق أمي الشديد للملكة كيلوباترا فكانت لا تمل من قراءة قصتها مع أنطونيو وذات يوم وجدتها تقول لي أنني شديدة الشبه بكيلوباترا وراحت تناديني بلقب (كيلو) ومنها أخذ أصدقائي في المدرسة اللقب وراحوا ينادونني به واذكر أنهن كن شديدات الغيرة من جمالي وإلتفات شباب الحي وجلوسهم على مقهي (نور الصباح) من أجل مشاهدتي وأنا أتأبط حقيبتي الدراسية أثناء ذهابي للمدرسة وعودتي منها وكان من بين هؤلاء الشباب عصام بصيلة الذي أتجه للصحافة وأصبح من الصحفيين اللامعين بعد هذا وقد تسبب لقب (كيلو) لي في مشاكل عديدة حيث كان موضع سخرية الأولاد والبنات في شارع (يلبغا) بشبرا فقد كانوا يمشون خلفي في زفة وهم يغنون: كيلوباترا بنت شاطرة . .
حاطة في عينها قطرة الفن
* وكيف بدأت مشوارك مع الفن؟
أثناء دراستي بكلية البنات تعرفت بالصدفة على شقيقة المخرج الكبير عاطف سالم وجمعتني بها صداقة قوية وكان لهذه الصداقة أثر كبير في تغيير مسار حياتي حيث أن معرفتي بها أخذتني لطريق مخالف تماماً لما أراده لي أهلي.
اقتناع
* وكيف اقتنع والدك ووالدتك بفكرة عملك بالفن؟
لقد نشأت علاقة قوية بين صديقتي هذه (شقيقة عاطف سالم) وبين أبي وأمي . . وتحول الأمر لصداقة عائلية بين أسرتها وأسرتي وتولت هي مهمة التحدث معهم في الموضوع وبالطبع كان الأمر مرفوضاً من جهتهم حتى جاء عاطف سالم الذي كان تعرف علي واقتنع بموهبتي ونجح هو في إحدى الزيارات في إقناعهم بأن أشترك معه في فيلمه الجديد (مفيش تفاهم) بطولة سعاد حسني وحسن يوسف وحسين رياض وكان دوري صامتاً . . لا أنطق فيه كلمة واحدة ومع هذا وافقت ولم أتردد فقد كان حبي للسينما يفوق أي شيء آخر وهكذا بدأت مشواري بهذا الفيلم عام 1961م.
* وما هي خطواتك بعد هذا الفيلم؟
وعدني عاطف سالم بإسناد بطولة فيلمه الجديد (ولد نجح) فور عودته من الهند حيث كان مسافرا لمهمة فنية وأثناء سفره التقيت بالمخرج الكبير حلمي رفلة وأجرى لي اختباراً عنيفاً قرر على أثره إسناد بطولة فيلم (رابعة العدوية) لي الذي كان يستعد لإنتاجه وإسناد إخراجه لنيازي مصطفى وأمام هذا الإغراء الشديد لم أستطع انتظار عاطف سالم فوافقت على الفور.
دراسة
* ولماذا لم تسعي للإلتحاق بمعهد التمثيل لصقل موهبتك؟
لأن أهلي أصروا على إلحاقي بكلية البنات ورغم أنني لم أدرس التمثيل إلا أنني لا أنسى ما فعله حلمي رفلة معي حيث قام بإعدادي بشكل جيد حتى يؤهلني للنجومية فقد بذل مجهودا كبيرا معي قبل بدأ تصوير فيلم (رابعة العدوية) فدفع بي بقوة وأصبح الطريق ممهدا أمامي بعد النجاح الكبير الذي حققه (رابعة العدوية) جماهيرياً ونقدياً ولا أنسى وقوف العمالقة فريد شوقي وحسين رياض وعماد حمدي إلى جانبي.
* وما رد فعل عاطف سالم عقب عودته من الهند حيال هذه المفاجأة؟
لقد هنأني بشدة وشجعني وأشاد بأدائي في الفيلم وشكر حلمي رفلة على وقوفه بجانبي.
زواج
* إذاً كيف تم الزواج بينك وبين عاطف سالم . . أول وآخر أزواجك؟
من البداية كنت مبهورة به عند مشاهدتي له ويكفي أنه مخرج أفلام (جعلوني مجرماً) و(احنا التلامذة) و(الحرمان) وغيرها من الروائع وتعلمت منه الكثير بعد توطيد علاقتي به وعرفت قيمة المخرج الواعي وتأثيره على الفنان فقد تأثرت به بشدة ولم أصدق نفسي حينما عرض علي الزواج فشعرت بسعادة بالغة واستمر زواجنا خمسة أعوام منذ عام 1963 حتى عام 1967 ولم ألتفت وقتها لفارق السن بيننا وبعد الزواج أهداني بطولة فيلم (المماليك) مع عمر الشريف وعماد حمدي ثم جمعتنا أفلام أخرى ناجحة ثبتت أقدامي على سلم النجومية مثل (زوجة من باريس) مع رشدي أباظة وصلاح ذو الفقار و(السيرك) مع حسن يوسف وسميرة أحمد.
انفصال
* وما هي الأسباب التي أدت لوقوع الانفصال بينكما إذاً؟
لأنني وجدته يتحول للنقيض فبعد أن كان يشجعني ويدفع بي وجدته يطلب مني التفرغ له وأتحول إلى (ست بيت) أي زوجة وأم فقط ورفضت لأنني أعشق الفن ولا أستطيع الابتعاد عنه فحدثت بيننا مناقشات ومجادلات وبمجرد أن أنتهي عقد الاحتكار الذي وقعه معي انتهت حياتنا الزوجية وحدث الانفصال.
رفض
* لماذا رفضت كل العرسان الذين تقدموا للزواج بعد انفصالك منه؟
لأنني خشيت أن أواجه نفس الأزمة والعقدة التي واجهتها مع عاطف سالم واقتنعت تماماً أن الفن لا يجب أن يكون هناك أي شريك له ولم أكن مستعدة تحت أي ظرف من الظروف للتخلي عن أحلامي.
* معنى ذلك أنك تشعرين أن الزواج سجن للفنان؟
ليس سجناً بالمعنى المفهوم بل أعتبره سجناً من نوع خاص سجن ينشأ بعد طول فترة الزواج عندما يظهر الروتين والحياة النمطية التي تضرب الزواج في مقتل وتبدأ الرتابة ولهذا رفضت خوض التجربة.
لندن
* فما هو سر ترددك الدائم على لندن في أوقات ومواسم بعينها؟
أنا عاشقة لهذا البلد ولي فيه شقة خاصة وأصدقاء كثيرين وكلما شعرت بالوحشة أو الملل أسافر على الفور ولكن للأسف الشائعات تربط بين سفري وأشياء أخرى.
* في حديث صحفي صرحت قائلة إن هناك خطاً فاصلاً شديد الوضوح يقسم حياتك الفنية لقسمين . . ما معنى هذا الكلام؟
نعم أنا قلت هذا وأقصد به أن هناك قسماً ما قبل فيلم (وسقطت في بحر العسل) وقسماً بعده فقبل هذا الفيلم قدمت 35 فيلماً والقسم الثاني يعني لي مرحلة النجومية وقدمت فيها أكثر من 50 فيلماً ومن هنا أجد أن حياتي الفنية انقسمت لقسمين.
* حدثينا عن قسم ما قبل (العسل)؟
هذه المرحلة بدأت منذ بداية مشواري عام 1961 واستمرت حتى عام 1977 وقدمت فيها الأفلام التي ذكرتها أنفا بالإضافة لأفلام (كنوز) إخراج نيازى مصطفى مع كوكا وعماد حمدي وكمال الشناوي و(ثلاثة لصوص) و(سارق الأتوبيس) إخراج فطين عبد الوهاب مع هند رستم وصلاح ذو الفقار و(النصابين الثلاثة) لبناني سوري مشترك مع فريد شوقي ودريد لحام إخراج نيازي مصطفى و(سارق الملايين) مع فريد شوقي وعادل أدهم . . كل هذه الأفلام كانت في حقبة الستينات والتي ختمتها بفيلم (زوجة غيورة جداً) مع حسن يوسف وزبيدة ثروت وبدأت انطلاقتي القوية ابتداء من عام 1970 حيث كنت أقدم في العام أكثر من ستة أفلام فأذكر في عام 1970 أنني شاركت في بطولة أفلام فأذكر في عام 1970 أنني شاركت في بطولة أفلام (الكدابين الثلاثة) و(لست مستهترة) و(الساعات الرهيبة) و(رحلة شهر العسل) و(هارب من الحب) وفي عام 1971 قدمت أفلام اكثر هي (خطيب ماما) و(أدم والنساء) و(حياة خطرة) و(واحد في المليون) و(لعبة كل يوم) و(جنون المراهقات) و(الخطأ فين) و(ليلة حب أخيرة) و(شباب في محنة) لسوريا. وبدأت أعيد حساباتي رغم هذا العدد الكبير من الأفلام حيث لم أجد فيها شيئاً كبيراً يوازي فيلم (رابعة العدوية) ومن هنا قررت تقليل مشاركاتي والتركيز على الكيف فأذكر أنني ابتداء من عام 1972 حتى عام 1977 لم أقدم سوى 20 فيلماً فقط هي (صور ممنوعة) و(شلة المحتالين) و(ذكرى ليلة حب) و(كان الحب) و(رحلة العجايب) و(حبي الأول والأخير) و(نساء وأبطال) و(مجانين بالوراثة) و(الكروان له شفايف) و(حرامي الحب) و(شباب في محنة) و(مجانين بالوراثة) و(بديعة مصابني) حتى قدمت فيلم (سقطت في بحر العسل) وبصدق شديد لم أكن راضية بشكل كامل عن مشواري وأشعر أن هناك أشياء أهم أريد قولها خاصة أنني بدأت أفكر أكثر بعد خوضي تجربة الإنتاج بفيلم (وسقطت في بحر العسل) أمام نادية لطفي ومحمود ياسين وسمير غانم إخراج صلاح أبو سيف فرغم خسارتي مادياً في الفيلم إلا أنني لم أندم على التجربة وقررت أن أبدأ مرحلة ثانية أكون فيها بطلة لأفلام يذكرني التاريخ بها وليس مجرد ممثلة تؤدي دوراً حتى ولو كان ناجحاً.
* وماذا عن المرحلة (الثانية)؟
الأمر لم يكن سهلاً فقد استغرقت عدة أفلام هي (رحلة داخل امرأة) مع نادية لطفي وشكري سرحان ومن إخراج أشرف فهمي الذي وضع يده كما صرح بنفسه على ممثلة خطيرة ولذلك جمعتنا عدة أفلام أخرى بعد هذا الفيلم مثل (الاعتراف الأخير) مع نور الشريف ثم (العمر لحظة) مع ماجدة وأحمد مظهر و(المرأة الأخرى) وقد قدمت هذه الأفلام الأربعة عام 1978، وفي عام 1979 بدأت النقلة الكبرى في حياتي بفيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) مع محمود ياسين ومحمود عبد العزيز وتأكدت من هذا بعد الجوائز العديدة التي حصلت عليها عن هذا الفيلم فأدركت أنني وضعت قدمي على الطريق الصحيح بعد مشاركتي في فيلم (الشريرة) مع محمود ياسين ونجلاء فتحي عام 1980 أيضاً لأشرف فهمي وقدمت في نفس العام فيلم (دائرة الشك) ثم قدمت في عام 1981 فيلمي (الشيطان يعظ) مع نور الشريف وعادل أدهم وفريد شوقي و(قهوة المواردي) مع فريد شوقي وفاروق الفيشاوي ويوسف شعبان إخراج هشام أبو النصر. وفي عام 1981 قدمت (العذراء والشعر الأبيض) مع محمود عبد العزيز وشيريهان إخراج أشرف فهمي وقدمت مع أحمد زكي في عام 1983 (الراقصة والطبال) وقدمت مع أحمد زكي أيضاً في عام 1984 (التخشيبة) وفي نفس العام 84 قدمت مع محمود عبد العزيز (أرجوك أعطني هذا الدواء) وفي عام 1985 قدمت (أيام في الحلال) مع محمود ياسين و(موعد مع القدر) أيضاً مع محمود ياسين ثم عدت في عام 1986 للتعاون مع أحمد زكى في (شادر السمك) وفي نفس العام 1986 قدمت ثلاثة أفلام أخرى هي (الحناكيش) مع كمال الشناوي و(انتحار صاحب الشقة) مع كمال الشناوي أيضاً و(الصبر في الملاحات) مع عزت العلايلي بينما قدمت في عام 1987 (الوحل) مع نور الشريف و(أبناء وقتلة) مع محمود عبد العزيز وفي عام 1988 عدت للتعاون مع أشرف فهمي في (اغتيال مدرسة) مع يوسف شعبان بينما قدمت في عام 1989 (التحدي) مع فريد شوقي والفيشاوي وشهد عام 1990 عرض ثلاثة أفلام أعتز بها جميعاً هي (الراقصة والسياسي) مع صلاح قابيل و(حارة برجوان) مع يوسف شعبان و(قضية سميحة بدران) مع يوسف شعبان وكنت في نفس العام انتهيت من فيلم (درب الرهبة) مع صلاح السعدني.
تراجع
* ولماذا لاحظنا انخفاض عدد أفلامك في حقبة التسعينات بشكل ملحوظ؟
بعد تعاوني في فترة الثمانينات مع كبار الأدباء وفي مقدمتهم بالطبع إحسان عبد القدوس الذي جمعتني به صداقة قوية وقدمت عدداً كبيراً من رواياته كما ذكرت وكذلك نجيب محفوظ وإسماعيل ولي الدين قررت التركيز في اختيار الموضوعات التي أقدمها ومن هنا قدمت في عام 1992 فيلمين فقط هما (سمارة الأمير) مع محمود حميدة و(ديك البرابر) مع فاروق الفيشاوي وفي عام 1993 قدمت (توت توت) مع سعيد صالح و(الغرقانة) مع محمود حميدة وفي عام 1994 قدمت واحداً من أهم افلامي (كشف المستور) مع فاروق الفيشاوي وكذلك (عتبة الستات) مع الفيشاوي أيضاً وفي عام 1995 قدمت فيلمي (هدى ومعالي الوزير) مع يوسف شعبان و(عتبة الستات) مع فاروق الفيشاوي وكانت آخر أربعة أفلام لي هي (المرأة والساطور) و(امرأة تحت المراقبة) و(قصاقيص العشاق) و(الآخر).
رضا
* بعد كل هذا المشوار الطويل هل أنت راضية عن نفسك؟
بكل تأكيد خاصة في النصف الثاني من مشواري فقد اجتهدت في اختيار موضوعات جادة تعيش وتبقى عبر السنين ويذكرني بها التاريخ غداً.
ندم
* وهل هناك أعمال شاركت فيها وندمت عليها؟
بكل تأكيد خاصة في القسم الأول من حياتي الفنية كما ذكرت، فرغم تحقيق الكثير منها لنجاح جماهيري إلا أنني أشعر أنها لم تضف شيئا لي أو لتاريخي السينمائي.
جوائز
* جوائز عديدة حصلت عليها خلال مشوارك الفني الطويل . . حدثينا عن أهم هذه الجوائز؟
كانت أول جائزة حصلت عليها كأحسن ممثلة في فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) عام 1979 من مهرجان الإسكندرية السينمائي وهو للمخرج أشرف فهي الذي التقيت به قبل هذا الفيلم في أفلام (واحد في المليون) و(صور ممنوعة) و(رحلة داخل امرأة) و(المرأة الأخرى) وبعد فيلم (ولا يزال التحقيق مستمراً) التقيت معه في أفلام (الشريرة) عام 1980 و(الشيطان يعظ) عام 1981 و(الراقصة والطبال) عام 1984 و(اغتيال مدرسة) عام 1988 وكان آخر فيلم جمعنا سوياً قبل رحيله هو (امرأة تحت المراقبة) آخر أفلامي عام 1999 وشاركني بطولته فاروق الفيشاوي وعبد المنعم مدبولي وسعيد عبد الغني تأليف فايز غالي وفي العام 1998 تم تكريمي من مهرجان الإسكندرية السينمائي عن مجمل أعمالي وهكذا كانت أول جائزة في حياتي من مهرجان الإسكندرية عن أفلام (العذراء والشعر الأبيض) و(أرجوك أعطني هذا الدواء) و(الرقصة والسياسي) و(عتبة الستات) و(كشف المستور) كما سعدت بمشاركة فيلم (الآخر) الذي قدمته مع المخرج الكبير يوسف شاهين وجسدت فيه شخصية مارجريت (سيدة الأعمال الأمريكية) فقد كنت في قمة السعادة عند عرض الفيلم في قسم (نظرة ما) بمهرجان كان السينمائي الدولي ورغم الجوائز والتكريمات الأخرى العديدة وعضويتي في لجان تحكيم عشرات المهرجانات المحلية والدولية مثل (موسى بلجيكا) ومونتريال بكندا إلا أن أهم شئ بالنسبة لي هو تكريم الجمهور لي بعد كل فيلم أو عمل فني فأنا أحترم رأي الجمهور بشدة.
غرق
*وما هو أصعب موقف تعرضت له أثناء تصويرك لأحد الأفلام؟
في فيلم (الغرقانة) مع المخرج محمد خان حيث كدت أغرق بالفعل في أحد المشاهد وتم انقاذي بمعجزة وعقب خروجي من الماء أسعفوني سريعاً وقد ضاعف هذا المشهد من عقدتي وكراهيتي للبحر والتي تلازمني منذ طفولتي حيث كدت أتعرض لحادث غرق حقيقي وأنا طفلة.
* ومن هم الذين أثروا في حياتك؟
من الرجال إحسان عبد القدوس وأشرف فهمي وحسين كمال وعاطف سالم وحلمي رفلة.
أمومة
* لاحظنا انك في فيلم (العذراء والشعر الأبيض) نجحت في تجسيد مشاعر الأمومة بصدق شديد رغم أنك لم تجربي هذه المشاعر في الواقع . . ألم يراودك مثل هذا الإحساس يوماً؟
بصدق شديد تمنيت أن أكون أماً في أوقات كثيرة من حياتي ولطالما طاردني هذا الإحساس ورغم أنني لم أجرب هذه المشاعر في الواقع إلا أنني اكتسبتها من الحياة . . اكتسبتها من علاقتي بأمي ومن علاقتي ببنات شقيقاتي، أعيش الأمومة في أجمل صورها معهن (تصمت قليلاً) وتواصل (هل تصدقون أنني خصصت حجرة في شقتي الجديدة وملأتها بلعب الأطفال وحينما أبدى أحد الأصدقاء دهشته عندما رأها قلت له بعفوية: علشان معنديش ولاد.
مذكرات
* كثير من الفنانين كتبوا مذكراتهم . . ألم تفكري أنت في هذا؟
نعم أفكر كثيراً ولكن ليس الآن رغم أن بداخلي وعندي أشياء وأسرار كثيرة مخزونة.
* وهل من الممكن أن تفكري يوماً في اعتزال الفن؟
رغم عشقي الشديد له إلا أنني قد أفكر حينما لا أجد عندي ما يمكنني تقديمه ويضاف لرصيدي.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|