|
الحج من منظور إعلامي
|
عاماً بعد عام..
والمملكة تحتفي بضيوفها من الحجاج..
في كرم مشهود..
ورعاية كريمة..
رغبةً وحرصاً على تسهيل الحج على قاصديه..
مستنفرة في ذلك كل أجهزة الدولة..
وموظفة من أجله كل جهد يتطلبه ويحتاج إليه..
في تنظيم غير مسبوق..
وإنفاق مالي كبير يفوق كل التقديرات..
***
ملايين من الناس..
يفدون إلى أقدس البقاع في الأرض..
من كل فج..
ودون تمييز فيما بينهم..
يتساوون في الفرص..
ويستفيدون من كل الإمكانات..
ليعودوا إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج فرحين مسرورين..
بعد أن منَّ الله عليهم بأداء ركن من أركان الإسلام..
في يسر وسهولة وراحة بال..
***
هذه الملايين..
بما هي عليه من إيمان..
وتقرب إلى الباري جل جلاله..
وهي تعيش في بلادنا في هذه الأجواء الروحانية في مثل هذه الأيام من كل عام
وترى عظمة الإنجازات وما أنفق عليها..
بعيونها التي لا تخطىء لتؤكد لها حقيقة ما كانت قد سمعته من ذي قبل...
من إيثار هذه البلاد للديار المقدسة على ماعداها من مدن ومناطق المملكة في الإنفاق السخي والبذل الكبير على مشاريع الوطن..
في توجُّه محمود يفاخر به أبناء هذا الوطن..
باعتبارها أغلى مشاريعه المنجزة..
وأهمها..
والتي ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ..
***
ولكن..
متى نستفيد من هذا الموسم العظيم..
في تفعيل جهدنا الإعلامي الحالي بما يمكّنه من إبلاغ رسالتنا الخيرة إلى الآخرين..
بالصوت والصورة..
مرئياً ومسموعاً ومقروءاً؟
فما نقوم به جهد إعلامي جيد ولكنه يحتاج إلى التفعيل والتطوير نحو الأفضل...
وهذا يتطلب منا المزيد من الجهد..
لبلورته وفق متطلبات المرحلة الحالية..
وبما يتناسب مع منجزاتنا الكبيرة والعظيمة.
خالد المالك
|
|
|
مع تبني التحالف المسيحي الصهيوني في واشنطن لألفية العهد القديم : «نهاية الأيام» العربية؟!! إبرامز: لا ل «الاستسلام» للمطالب الفلسطينية ونعم لبديل عرفات!! واشنطن: لا نسمع.. لا نرى احتلالاً إسرائيلياً !!
|
بقلم: كاثلين وبيل كرستيسون(*)
غاب اصحاب الميول العربية وحضر اصحاب الميول العبرية في وزارة الخارجية الامريكية فمالت كفة السياسة الامريكية بشدة نحو اسرائيل !!.. هذا ملخص ما يحدث في البيت الابيض والسبب الحقيقي وراء تبني واشنطن لشروط الكيان الصهيوني.. هكذا فان السياسة الامريكية تجاه اسرائيل والعالم العربي تبدو وعلى نحو متزايد معبرة عن رأي مسؤولين معروفين بميولهم نحو اسرائيل، لقد ساعد تواجد اصحاب الميول العربية على الرغم من السلطات المحدودة التي تمتعوا بها في دوائر صنع القرار في الادارة الامريكية منذ عشرينات القرن الماضي وحتى العام 1990م على تشكيل او الحفاظ على شكل من اشكال التوازن في السياسة الامريكية قبل ان تنقلب وبشكل كامل نحو اسرائيل.
هؤلاء كان لهم تاريخ وخلفية تعليمية عن العالم العربي، وكثيرا ما اتهمهم مؤيدو اسرائيل بالانحياز الكامل للمصالح العربية في وزارة الخارجية الامريكية، الا ان الامر سرعان ما انقلب ليحل من هم على النقيض تماما، فيما يطلق عليه بعض المراقبين، تعبير ذوي الميول الاسرائيلية، ومن ثم لم يعد التوازن بين المصالح العربية خاصة الفلسطينية والاسرائيلية قائما في دوائر صنع القرار في دوائر الحكومة الامريكية.
لقد ضمت ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون، ابرز ثلاثة مسؤولين في وزارة الخارجية الامريكية، من الذين شاركوا في عملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، من المنحازين لاسرائيل، بدرجة او بأخرى، حيث عاشوا جميعا فترات قصيرة على الاقل في اسرائيل، كانت تربط هؤلاء صلات باسرائيل اثناء وجودهم في مناصبهم، بل انهم يقضون اجازاتهم الموسمية في اسرائيل، عمل واحد منهم مديرا لمؤسسة فكرية موالية لاسرائيل في واشنطن، وساعد في حملات الضغط الموالية لاسرائيل، قبل ان يشغل منصبا في ادارة كلينتون ساعد من خلاله في صياغة سياسة امريكية خاصة بالقضية الفلسطينية الاسرائيلية، وتولى شخص آخر رئاسة مؤسسة فكرية موالية لاسرائيل ايضا منذ ترك منصبه بالحكومة.
ادارة بوش
تعتبرالعلاقة بين المروجين النشطين للمصالح الاسرائيلية، ودوائر صنع القرارالامريكى، اكثر قوة في ادارة جورج بوش، التي انتشرت فيها الشخصيات صاحبة السجل الطويل في القيام بانشطة في الولايات المتحدة بالنيابة عن تل أبيب، والدفاع عنها والترويج لأجندة لاسرائيل تختلف غالبا عن السياسة الامريكية الحالية، ينتشر الاشخاص الذين يطلق عليهم الموالون لاسرائيل في كل مستويات الحكومة الامريكية، بدءا من موظفي المكاتب في وزارة الخارجية الى مستوى نائب الوزير بوزارتي الخارجية والدفاع، فضلا عن موظفي مجلس الامن القومي، بل وفي مكتب نائب الرئيس نفسه.
الخيط الرفيع
عندما نتحدث عن هذه الظاهرة او أجندة المحافظين الجدد في العلاقات الامريكية الاسرائيلية يجب التنويه الى ان هناك خيطا رفيعا للغاية يفصل بين مصالح الدولتين، بل يمكن الحديث صراحة عن الانحياز لاسرائيل في وسائل الاعلام الامريكية، ونطلق النكات الساخرة حول تحول الكونجرس الى «أرض تحتلها إسرائيل»، لقد كتب جاكسون فيست في مجلة «نيشن» ان بعض المؤسسات المعنية بالفكر، تميل الى تبني افكار ادارة بوش الخاصة بعدم وجود اي اختلاف بين مصالح الامن القومي الاسرائيلي، والامن القومي الامريكي.
ان القضية التي نتعامل معها في ادارة بوش هي الولاء المزدوج لعدد كبير من المسؤولين على المستويين العالي والمتوسط، الذين لايستطيعون التمييز بين المصالح الاسرائيلية والمصالح الامريكية، فهؤلاء يروجون بجسارة للهوية المفترضة للمصلحة الامريكية الاسرائيلية المشتركة، وبعد ان امضوا سنوات عملهم الاولى يقدمون النصح للحكومات اليمينية الاسرائيلية، فهم الآن يقدمون نصائح متطابقة للحكومة الامريكية اليمينية، وحسب ما يشك المرء، فان القلق ينتابهم ازاء مصير اسرائيل الى الدرجة التي لايعرفون فيها ما اذا كانت عاطفتهم تجاه السلطة الامريكية تتم بدافع الوطنية الامريكية اولا. او يحكمها اولا واخيرا، رغبة في ضمان امن وهيمنة اسرائيل على الشرق الاوسط من خلال النهوض بامبراطورية امريكية.
الراية الحمراء
كانت «الولاءات المزدوجة» دائما واحدة من الرايات الحمراء المنصوبة حول موضوع اسرائيل والصراع العربي الاسرائيلي، الامر الذي يثيرالقلق عند تناولها، بسبب انعكاسها على عدم الولاء اليهودي للولايات المتحدة والافتراض المشترك بأن أي شخص يتحدث عن مثل هذه الشائعة يعد معاديا للسامية بالطبع.
يقول احدالمحللين السياسيين الامريكيين، ممن يتناولون قضية الولاء المزدوج : «لدي صديق يهودي لايضايقه هذا الوصف على الاقل، وهو يعتقد ان المصالح الامريكية والاسرائيلية يجب ان تكون متطابقة، ويرى ان من الطبيعي تماما ان يشعر اليهود الامريكيون بنفس القدر من الولاء لاسرائيل الذي يشعرون به تجاه الولايات المتحدة، الا ان ذلك ليس هو رد الفعل العادي عندما يكون الحديث عن الولاءات المزدوجة»، على الرغم من الكتابات الكثيرة عن المحافظين الجدد الذين ينتشرون في ادارة بوش، الا ان معالجة علاقتهم بإسرائيل تمت بصفة عامة بحيوية بالغة، وعلى الرغم من ان ظهورالكثير الى دائرة الضوء مؤخرا بشأن حقيقة ان تجريد العراق من زعيمه، وترسانة اسلحته، امر مطروح على اجندة المحافظين الجدد منذ فترة طويلة قبل ادراجه على اجندة بوش الحالية، الا ان ماقيل عن الصلة بين هذا الهدف والرغبة الجامحة للمحافظين الجدد لتوفير المزيد من الامن القومي لاسرائيل ليس بعيدا.
الأفضلية لإسرائيل
ان القاء نظرة على اسماء الشخصيات العاملة في دوائر صنع القرار في ادارة بوش تكشف عن وجود شبكة نشطة موالية لاسرائيل، كما يكشف فحص السجل المكتوب للمحافظين الجدد ايضا عن تمتع اسرائيل باستمرار بوضع الافضلية، وتظهر دائما في الولايات المتحدة على انها مستفيدة من سياسة موصى بها، وترتبط بشكل دائم مع الولايات المتحدة، عندما تكون المصالح القومية هي القضية المطروحة على مائدة البحث، وتشكل قائمة هذه الشخصيات فيما دون مستوى الوزراء مجموعة من المحافظين الجدد الموالين لاسرائيل وهم من العاملين في المجال السياسي بالفعل، او يقدمون النصح والمشورة لصانعي السياسة الامريكية، يأتي في مقدمة هذه المجموعة نائب وزير الدفاع بول وولفويتز الذي كان يحظى بحماية ريتشارد بيرل. الذي يتولى رئاسة الجهاز الاستشاري البارز في وزارة الدفاع «مجلس سياسات الدفاع»، ان الكثيرين من المحافظين الجدد اليوم ومن بينهم بيرل هم نتاج فكرى ل «هنري جاكسون» عضو مجلس الشيوخ الراحل، وهو من صقور وزارة الدفاع وواحد من اشد مؤيدي اسرائيل في الكونجرس خلال السبعينات الماضية، يعد ولفوويتز بدوره ناصحا ومستشارا ل «لويس ليبي» رئيس هيئة موظفي ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي حاليا، الذي كان في البداية تلميذا لولفويتز، ثم اصبح مرؤوسا له خلال الثمانينات الماضية في وزارتي الخارجية والدفاع، وهناك شخص اخر حظي بحماية بيرل وهو «دوجلاس فيث» الذي يعمل حاليا وكيلا لوزارة الدفاع لسياسات الدفاع، والرجل الثالث في الوزارة، والذي عمل عن قرب مع بيرل كمؤيد لتركيا وكمشارك في وضع الاوراق الاستراتيجية الخاصة بالحكومات الاسرائيلية اليمينية، وقد شغل مساعد وزير الخارجية بيتر رودمان، ودوف زاشكايم وهما من اصحاب الخبرة العريضة بادارة ريجان، عندما انتعشت حركة المحافظين الجدد لاول مرة. شغلا مراكز فرعية بوزارة الدفاع، وعلى المستوى الادنى، فان المسؤولين بأقسام اسرائيل ولبنان وسوريا في وزارة الدفاع، جاءوا من معهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى، وهو مؤسسة فكرية تتبع لجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية «ايباك».
ان المحافظين الجدد لم يحققوا توغلا كبيرا في وزارة الخارجية، فيما عدا جون بولتون وهو من صقور معهد المؤسسة الامريكية، ومن مؤيدى اسرائيل، ويتردد انه تم فرضه على «كولين باول» ليعمل وكيلا للوزارة لشؤون الحد من التسلح.
يعمل ديفيد ووركسر مساعدا خاصا لبولتون، وكتب او شارك في كتابة ورقتين استراتيجيتين على الاقل لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 1996مع بيرل، وفيث، وتعتبر ميراف وورمسر زوجة ووورمسر احدى المشاركات في تأسيس موقع «معهد ابحاث وسائل اعلام الشرق الاوسط ميمري» على شبكة الانترنت، الذي يديره ضباط مخابرات وعسكريون اسرائيليون متقاعدون، وهو معهد متخصص في ترجمة مايرد في الصحف ووسائل الاعلام العربية، وبيانات القادة العرب، وتوزيعها على نطاق واسع، وقد كشف تحقيق اجرته صحيفة «الجارديان» البريطانية ان ترجمات معهد «ميمري» تعرضت للتشويه بسبب الاسلوب الانتقائي المتبع فيها بشكل كبير. ورغم قيام معهد «ميمري» بترجمة وتوزيع اشد البيانات العربية تطرفا، الا انه يتجاهل التعليقات العربية المعتدلة، والبيانات اليهودية المتطرفة.
متطرف للشرق الأوسط !!
قام ديك تشيني نائب الرئيس الامريكي بتشكيل هيئة أمن قومي خاصة به في مكتبه يديرها مساعدوه المعروفون بولائهم الشديد لاسرائيل. ويشغل جون حنا منصب نائب مدير الهيئة، وهو زميل سابق بمعهد واشنطن ذو التوجهات الاسرائيلية. وفي هيئة مجلس الامن القومي، تم حديثا تعيين اليوت ابرامز مديرا لشؤون الشرق الاوسط، وقد قفز ابرامز الى دائرة الضوء بعد ادانته في حجب معلومات عن الكونجرس خلال فضيحة ايران كونترا «وقد اصدر الرئيس جورج بوش الاب امرا بالعفو عنه».
ان وضع ابرامز وهو من مؤيدى المواقف اليمينية الاسرائيلية، في موقع صناعة قرار رئيسي في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني يشبه ائتمان الثعلب على بيت الدجاج، تمارس العناصرالمؤيدة لاسرائيل ذات الصلات القوية بالادارة الامريكية نشاطها في الساحة الاعلامية ايضا داخل وخارج الحكومة، حيث يتولى رئاسة «راديوالحرية» وهواحد ادوات دعاية الحرب الباردة االتي تحولت الى اذاعة «الحرب على الارهاب» حاليا / توماس دين / الذي كان رئيسا نشطا للجنة الشؤون العامة الاسرائيلية الامريكية «ايباك» في معظم فترة اداراتي الرئيسين ربجان وبوش. وفي مواقع اخرى، هناك / وليام كريستول / ابن / ايرفنج كريستول وجيرترود هيمل فارب/ وهما من الاصلاحيين الجدد الاصليين، ويرتبط وليام كريستول بعلاقات وثيقة مع مجموعة موالية لاسرائيل في الادارة الامريكية، ويقدم خدماته لها
من خلال كتاباته في مجلة «ويكلي ستاندارد» الاسبوعية التي يملكها روبرت ميردوخ، والتي جاء منها ايضا «ديفيد فروم» احد واضعي خطب الرئيس بوش، وهوصاحب تعبير «محور الشر»الذي ورد في بيان بوش عن حالة الاتحاد، الا ان «فروم» اضطر الى التخلي عن هذه المهمة بعدما تفاخرت زوجته علانية ببلاغته اللغوية. تسلل مشين
مازالت قائمة مؤيدي اسرائيل طويلة وهناك العديد من الدارسين في معهد المؤسسة الامريكية ممن يؤيدون اسرائيل، ومن بينهم مندوبة ادارة ريجان في الامم المتحدة، والمؤيدة لفترة طويلة لليمين الاسرائيلي «جين كيركباتريك» وهم يحتلون مواقع في مجالس اخرى عديدة، و يعد المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي من اهم المنظمات من منظور تأثيرها على صياغة سياسة ادارة الرئيس بوش، وقد تأسس المعهد بعد الحرب العربية الاسرائيلية عام 1973 بهدف اثارة اهتمام صانعي السياسة الامريكيين بقضايا الامن القومي الاسرائيلي. والتركيزعلى قضايا الدفاع بشكل واسع، ويعمل المعهد وهوالاكثر تطرفا في ظل زعامة قوية قادرة على زرع اعضائه بين الادارات الامريكية المحافظة، كان تشينى وبولتون وفيث من بين اعضاء المعهد الذين دخلوا في ادارة بوش.
يعمل في وزارة الدفاع حاليا عدد ممن كانوا يحتلون وظائف ادنى فيه، غيران «بيرل» لايزال عضوا به كما هو الحال بالنسبة لاسماء اخرى موالية لاسرائيل، من بينهم صاحب الموقف المتشدد في حرب العراق «جيمس وولسي» وعدد آخر من الموالين القدامى المتطرفين لاسرائيل مثل «يوجين روستو» و«مايكل ليدين».
أموال القمار
يحظى المعهد اليهودي لشؤون الامن القومي، ومركز سياسة الامن بالعون من جانب «ايرفنج موسكوفيتز» وهو صهيوني امريكي يميني، ورجل اعمال بارز في كاليفورنيا «جمع امواله من صالات القمار»، كما انه عضو بمجلس ادارة المعهد اليهودي الذي قام بتمويل اقامة العديد من المستوطنات الدينية في القدس العربية الشرقية بسخاء.
لقد ترك معظم المحافظين الجدد الذين يعملون حاليا بالحكومة بحثا طويلا يعد دليلا واضحا على موالاتهم الشديدة للجناح اليميني الاسرائيلي، ومناهضتهم الشديدة للفلسطينيين، الا انه ليس من السهل تقرير ما اذا كان هؤلاء موالين لاسرائيل، اوحتى موالين لليمين الاسرائيلي، بما يمثله ذلك من ازدواجية في الولاء اي الرغبة في مساندة المصالح الاسرائيلية التي تساوي او تزيد على الرغبة في مساندة المصالح الامريكية ولكن السجل يعطي بعض المفاتيح لذلك.
مجنون إسرائيل
ان ولفوويتز يلتزم الحذرعند الحديث في العلن، وهو يكتب بشكل اساسي عن قضايا الحدود الاستراتيجية بدلا من الكتابة عن اسرائيل بشكل محدد، اوحتى الشرق الاوسط، الا انه من الواضح انه يبدي اهتماما كبيرا لاسرائيل. وربما تكون هي السبب الرئيسي لانشغاله بالجهد الذي يقوده للقضاء على صدام حسين، واعادة تشكيل الحكومة العراقية في صورة امريكية، ثم اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط.
من خلال انجاز نفس الاهداف في سوريا وايران وربما في دول اخرى، تبدو صورة ولفوويتز ذات جانبين محددين : احداهما يركز بقوة على النهوض بالهيمنة الامريكية على العالم، بخشونة وعناد، ووضع نهاية للدول حسب تعبيره التي تساند الارهاب بأي وسيلة، والآخر يمثل الجانب الاخف وطأة والذي يظهره في صورة سياسي اخلاقي لين الحديث، وديموقراطي متحمس، يميل الى القضايا الاجتماعية، ويرغب في مساندة الاسباب الانسانية والاخلاقية لتحديث العالم الاسلامي واشاعة الديموقراطية به. ان اهتمام ولفوويتز باسرائيل دائما مايأتي بثماره، حتى الصور التي تقلل من اتصاله باسرائيل، دائما ما تتحدث عن تأثير الهولوكوست على طريقة تفكيره، وقد وصفه مصدر داخل الادارة الامريكية بصراحة «بأنه يصاب بحالة جنون تفوق الخيال عندما يتعلق الامر باسرائيل» على الرغم من ان هذا الوصف يسري بدقة على معظم مجموعة المحافظين الجدد.
لقد كتب بيل كيللر مقالا في مجلة «تايم » مؤخرا اشار فيه الى النقاد الذين يقولون عن ولفوويتز.. «ان اسرائيل تشكل قوة جاذبية قوية بالنسبة له»، واشارالى ان ولفوويتزعاش فترات من مرحلة المراهقة في اسرائيل، وقد تزوجت اخته من اسرائيلي.
الاقتراح العدواني
يميل كيللر الى الابتعاد عما يسميه «الاقتراح العدواني للولاء المزدوج» مما يصيب المرء بالدهشة، على اية حال فإنه يصل في النهاية الى القول بان ولفوويتز اقل حيوية ونشاطا فيما يتعلق بأمن اسرائيل مقارنة باقامة سلام اكثر اعتدالا، والدليل على ذلك اعجابه بالرئيس المصري الراحل انور السادات لصنعه السلام مع اسرائيل، ويقول مرؤوس سابق لولفوويتز عنه «انه باعتباره رجل اخلاقي، ربما يجد ان اسرائيل هي قلب قضية الشرق الاوسط، وباعتباره صانع سياسة، لم تشغله كثيرا تركيا والخليح ومصر».
ان أي شخص لايخشى كثيرا الاقتراب من قضية الولاء المزدوج، ربما يثيراهتمام ولفوويتز الحقيقي بضمان امن اسرائيل على الاقل، والا فلماذا يبدو اهتمامه البالغ باعادة اختراع نماذج من انورالسادات في مختلف انحاء الشرق الاوسط وبالتالي جعل الحياة في اسرائيل اكثرامنا، والتعاطف مع خوض حرب وقائية ضد العراق، في الوقت الذي توجد فيه مناطق اخرى هامة بصرف النظرعن الشرق الاوسط والقضايا الاستراتيجية الاخرى التي يجب على أي نائب وزير دفاع ان يفكر فيها بشكل كبير؟ علاوة على ذلك، فان الفكرة التي يقترحها مرؤوس ولفويتز تتمثل في ان اي رجل اخلاقي سوف ينظر الى اسرائيل على انها «قلب قضية الشرق الاوسط» وهي في حد ذاتها فكرة تتركزعلى اسرائيل : ان الافتراض بان اسرائيل دولة اخلاقية، تمارس دائما سياسات اخلاقية، وان اي شخص اخلاقي يربط نفسه باسرائيل بشكل تلقائي يفترض ان هناك كياناً من المصالح بين الولايات المتحدة واسرائيل، ان الذين يفترضون مثل هذا التوافق الكامل للمصالح هم فقط الذين يقبلون فكرة ان اسرائيل دولة اخلاقية. كان هناك عدد آخر بين صانعي السياسة المحافظين الجدد اكثر صراحة في التعبير عن وجهات نظرهم الموالية لاسرائيل، من ابرزهم دوجلاس فيث الذى امضى عقدين من الزمان في كتابة الاوراق السياسية. الكثير منها بالاشتراك مع بيرل والتي حملت وجهة نظر موالية لليكود ومناهضة للفلسطينيين.
حيث يرى ان الفلسطينيين لايمثلون كياناً قومياً شرعياً، ويعتقد ان الضفة الغربية وغزة تتبعان اسرائيل وفقا للحق، ويدافع منذ فترة طويلة عن تخلي الولايات المتحدة عن اي جهد وساطة وخاصة صيغة الارض مقابل السلام.
السلام بشرف!
في عام 1996 كان بيرل، وفيث، وديفيد وميراف وورمسر، بين الكتاب الذين وضعوا ورقة سياسية، اصدرتها مؤسسة فكرية اسرائيلية لرئيس الوزراء الاسرائيلي المنتخب «حديثا» آنذاك بنيامين نتانياهو، تحث اسرائيل على «الخروج بشرف»من مسار عمليةالسلام خاصة الجوانب المتعلقة بمبدأ «الارض مقابل السلام» الذى ينظر اليه الكتاب على انه وصفة لاذلال اسرائيل ووجوب قبول العرب بصيغة «الارض مقابل السلام» من خلال قبول غير مشروط بحقوق اسرائيل بما فيها حقها في الاراضي المحتلة، ودافعت الورقة الاستراتيجية عن قيام اسرائيل «بكل طاقة ممكنة لاعادة بناءالصهيونية» من خلال الانفصال عن الاعتماد الاقتصادي والسياسي على الولايات المتحدة، مع المحافظة على شراكة اكثر «نضجا» واكثراعتمادا على النفس معها لاترتكز «على النزاعات الاقليمية بشكل ضيق».
ان تحقيق المزيد من الاعتمادعلى النفس، من شأنه ان يعطي حسبما قال صانعو السياسة لنتنياهو : حرية اكبر من العمل وازالة عبء كبير من الضغط «اي الضغط الامريكي» الذي كانت تتعرض له في الماضي، ودافعت الورقة حتى عام 1996 عن احتواء التهديد الذي تتعرض له اسرائيل من خلال العمل عن قرب مع.. من؟! انها تركيا، فضلا عن الاردن التي ينظراليها فيما يبدو على انها النظام العربي الوحيد المعتدل الموثوق به من قبل إسرائيل.
سوريا والعراق
يرى الذين وضعوا الورقة الاستراتيجية ان التهديد الرئيسي لاسرائيل ياتي من جانب سوريا والعراق، ونصحوا بان التركيز على ازالة نظام صدام حسين من السلطة من شأنه «ضرب عصفورين بحجر واحد» باجهاض الطموحات الاقليمية السورية ايضا. وفيما يرقى الى مقدمة لسياسة رئيسية للمحافظين الجدد في ادارة بوش، تحدثت الورقة بصراحة عن مصلحة اسرائيل في الاطاحة بالقيادة العراقية الحالية واحلال نظام مرن بدلا منها، وفي معرض اشارتها للاطاحة بصدام حسين على انه «هدف استراتيجى هام لاسرائيل» قالت الورقة ان «مستقبل العراق يمكن ان يتأثر بالتوازن الاستراتيجي في الشرق الاوسط بشدة» الامرالذي يعني اعطاء اسرائيل هيمنة على المنطقة بلا منازع.
وفي وثيقة سياسية وضعتها المؤسسة الفكرية الاسرائيلية وفي نفس الوقت، ربط «وورمسر» مجددا بين الولايات المتحدة واسرائيل عندما تحدث عن المصالح القومية في الشرق الاوسط، وقال «ان المعركة الرامية للهيمنة على العراق واعادة صياغته.. هي معركة الهيمنة على توازن القوى في المشرق على المدى الطويل» و«انه بوسع الولايات المتحدة واسرائيل خوض هذه المعركة معا»، ووردت اشارات متكررة عن السياسة الاستراتيجية الامريكية والاسرائيلية ضد «محور عراقي/ سوري/ ايراني ومنظمة التحرير الفلسطينية» وعن تحركات استراتيجية تهدف الى اقامة توازن قوى تتصدره الولايات المتحدة واسرائيل، يضم تركيا، مما يعني عدم الفصل بين المصالح الامريكية والاسرائيلية.
حديث الإفك
بعد ست سنوات، وفي سبتمبر 2002، قدم بيرل موجزا للمسؤولين في وزارة الدفاع شمل هدفا استراتيجيا موصى به للولايات المتحدة في الشرق الاوسط :ان الجميع سواء فلسطين مثل اسرائيل، والاردن مثل فلسطين، والعراق مثل المملكة الهاشمية، ويبدو ان وزير الدفاع رامسفيلد اخذ ذلك على عاتقه، وراح يتحدث منذ ذلك الوقت عن الضفة الغربية وغزة باعتبارهما: «اراض محتلة مزعومة» مما يعني تحويل كل فلسطين الى اسرائيل، وعودة الى صعود ابرامز تجدر الاشارة الى انه كمؤيد صريح آخر لاسرائيل. يعكف حاليا على تسخير علاقاته بالدولة العبرية لخدمة صناعة السياسة الامريكية فيما يتعلق بالقضايا الاسرائيلية الفلسطينية، لقد ابتهج المحافظون الجدد بتعيين ابرامز مديرا لشؤون الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي.
ووصف فريدبارنز من صحيفة «ويكلي ستاندارد» ذلك باعتباره خطوة هامة، مشيرا الى انابرامز اكثر موالاة لاسرائيل، واقل تعاطفا مع الفلسطينيين، وانه يعارض بقوةعملية السلام الفلسطينية الاسرائيلية، يقول بارنز ان انتصار ابرامز يشير الى ان البيت الابيض سوف لن يترك سيطرة كولن باول و « البيروقراطيون في الشؤون الخارجية » على سياسة الشرق الاوسط، لقد جاء ابرامز الى موقعه بعد عام ظل فيه المنصب شاغرا، وكان سلفه : زالماي خليل زاد قد عمل كممثل شخصي للرئيس بوش في افغانستان منذ سقوط نظام طالبان.
علاقات أسرية
كان خليل زاد يخصص القليل من وقته لعمله في مجلس الامن القومي، وقد باءت بالفشل محاولات عديدة لتعيين خليفة له في مطلع العام الجاري، بسبب اعتراض صقور المحافظين الجدد الذين شعروا ان المعينيين لم يكرسوا الوقت الكافي لاسرائيل، ورغم قلة خبرة ابرامز بالشرق الاوسط، الا انه نجح في اقحام نفسه في مناقشات الشرق الاوسط بشكل متكررعلى مدى سنوات، ولديه اهتمامات اسرية في مساندة وجهة النظر المؤيدة لاسرائيل، فهو صهر نورمان بودهوريتز احد المحافظين الجدد وأحد المؤيدين بقوة لفترة طويلة لليمين الاسرائيلي.
لقد كتب ابرامز الكثيرعن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وعارض وساطة الولايات المتحدة، واي جهد للضغط على اسرائيل حتى تقدم تنازلات، وفي مقال نشره قبل الانتخابات التي جرت في عام 2000 ساند مبدأ نشر نظام صاروخي دفاعي، وتحدث عن وضع اجندة سياسة خارجية امريكية تهدف الى ضمان امن اسرائيل بشكل عام، وكتب يقول «انه امر بسيط» ان امتلاك العراق وايران صواريخ واسلحة دمارشامل، يزيد على نحو متزايد من تعرض اسرائيل للخطر، وان هذا التهديد من شأنه ان يتراجع بشكل كبيراذا وفرت امريكا درع صاروخياً ووضعت نهاية لصدام حسين، واختتم مقاله بالتأكيد على خصوصية المصالح الاسرائيلية الامريكية قائلا : «ان العقد القادم سوف يوفر فرصا هائلة لدفع المصالح الامريكية في الشرق الاوسط مما يتطلب التأكيد بقوة على مساندتنا لاصدقائنا» بالطبع اسرائيل.
افكار خطيرة
يقول ابرامز ان الكثير من قضايا التفاوض الاساسية الهامة بالنسبة لاسرائيليهم ايضا السياسة الامريكية في المنطقة، الامر الذي «يتطلب من الولايات المتحدة الدفاع عن مصالحها وحلفائها» بدلا من الاستسلام للمطالب الفلسطينيية!!.
لقد شاعت في الاوراق الاسترايحية للمحافظين الجدد قبل نحو ست سنوات افكار مثل : «اعادة صياغة العراق»، «اعادة رسم خريطة الشرق الاوسط»، «وضع بدائل لعرفات»، اصبحت هذه الافكار مألوفة في الاشهر الاخيرة في لغة ادارة بوش الدبلوماسية.
وتعتبر الاهداف الواردة في هذه الاوراق اهدافا استراتيجية هامة لاسرائيل بما في ذلك الاطاحة بصدام حسين، وتحقيق التحول الاستراتيجى للشرق الاوسط كله، واعلان نهاية عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وتغيير النظام في الاماكن التي لاتريد فيها الولايات المتحدة واسرائيل الانظمة القائمة فيها، والتخلي عن اي جهد لتحقيق سلام دائم بين العرب والاسرائيليين، اوحتى تحقيق سلام محدود بين اسرائيل والفلسطينيين، كل ذلك اصبح بمثابة اهداف استراتيجية هامة للولايات المتحدة بتوجيه من مجموعة المحافظين الجدد في الادارة الامريكية.
ان الحماس الذي تبنى بمقتضاه المسؤولون البارزون في الادارة الامريكية مثل بوش نفسه، تشيني، رامسفيلد الموضوعات الاستراتيجية الموجهة اصلا لاسرائيل وهو ما حدث قبل احداث سبتمبر، ومايسمى الحرب على الارهاب يشهد بالاقتناع بفلسفة محافظة جديدة تركزت بشكل ضيق على اسرائيل، وتبرزاصرار ومثابرة من الشبكة التي تضم مجالس صنع القرار المختلفة.
معاداة السامية
والسؤال الآن : هل كل هذا سيضيف الى الولاء المزدوج لاسرائيل والولايات المتحدة؟.. ان الكثيرين لايزالون يعترفون بأن الامر ليس كذلك، وان اقتراح مثل هذا الامر يدخل في نطاق معاداة السامية، وفي الحقيقة فان الدفاع المتعصب عن قضايا اسرائيل ربما يكون بمثابة صلة عاطفية باسرائيل تترك مجالا للولاء الاساسي للولايات المتحدة وهو أيضا شعور بالميل لاسرائيل لايقتصر بأي حال على اليهود، الا ان العاطفة والانفعال كما قال ذلك بحكمة جورج واشنطن فهما ارتباط عاطفي بأي بلد وهو ما ليس له مكان في صياغة السياسة الخارجية، انه من قبيل الجدل غيرالمثمر القول بان الارتباط العاطفي ببلد آخر لا يمثل ولاء لهذا البلد.
ان التعصب يطمس الحكم الصائب، كما انه لايجب ان تكون العاطفةاساسا لصناعة القرار، ان التعصب يمكن ان يؤدى الى اعمال متطرفة لدعم السياسات، كما هو واضح فيما يحدث في وزارة دفاع رامسفيلد وولفويتز وفيث.
التعصب الاعمى
ان التعصب يولد العمى: لقد اصاب الجهد المتعصب لتنفيذ الاجندة اليمينية لاسرائيل ذوي الولاء المزدوج في الادارة الامريكية بالعمى عن رؤية الوجه الحقيقي لاسرائيل كقوة احتلال، وعن اي اهتمام بتحقيق العدل والمساواة، او عن اي اعتبار آخر سوى المصالح الاسرائيلية، او اي مراعاة عملية بأن تحقيق تسوية كاملة ودائمة للخلافات لاسرائيل دون وضع نهاية للعنف، من شأنه ان يؤدي بالفعل الى تصعيده بشكل مأساوي وزيادة الاعمال الارهابية ضد الولايات المتحدة واسرائيل. لكن ما يهم في النهاية، هو قيام الموالين لاسرائيل بتقسيم ولائهم بين الولايات المتحدة واسرائيل، مع توافر ادلة على حدوث تمزق سياسي يمكن ان ينجم عن هذا التعصب، وهنا ليس للمرء سوى ان يسأل عما اذا كان هذا الامر مجرد مصادفة وتوافق زمني ان يكون الذين يلوحون في ادارة بوش بورقة «تغيير النظام» في العراق، هم ايضا الذين يؤيدون بقوة سياسات اليمين الاسرائيلي، وهل سيزعج معظم الامريكيين ان يعرفوا ان الولايات المتحدة تخطط لحرب ضد العراق لصالح اسرائيل؟ هل يمكن ان يكون هذا الامر مجرد مصادفة ؟
وهل من قبيل المصادفة، على سبيل المثال ان ينكر تشيني نائب الرئيس، وهو المسؤول البارز المؤيد للحرب مع العراق، هذا الخيار في اعقاب حرب الخليج عام 1991؟.. لقد كان تشيني وزيرا للدفاع في ذلك الوقت
تشيني يتساءل
قال تشيني في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز في 13 ابريل عام 1991 «اذا كنتم تنوون الذهاب الى الحرب والاطاحة بصدام حسين، فان عليكم ان تذهبوا الى بغداد، وبمجرد استيلائكم عليها فانه ليس من الواضح ما الذي ستفعلونه بها، وليس من الواضح ما هو نوع نظام الحكم الذى سوف تضعونه في السلطة بدلا من النظام القائم، هل سيكون نظاماً شيعياً أو سنياً او كردياً؟ او نظاماً يميل نحو البعثيين، وماهي حجم المصداقية التي ستحظى بها هذه الحكومة اذا شكلها جيش الولايات المتحدة وهو هناك ؟ والى اي مدى يبقى الجيش الامريكى هناك لحماية الشعب العراقي الذي وافق على هذه الحكومة؟ وماالذي يحدث لها عند مغادرة القوات الامريكية ؟ منذ ان غير تشيني رأيه في الفترة بين 1991 واليوم.. اليس من المشروع التساؤل عما اذا كان لاسرائيل تأثير قوي على السياسة الخارجية الامريكية الآن اكثر مماحدث عام 1991 ؟ ولماذا؟ وفوق كل ذلك، فانه بالرغم من حكمته في رفض توسيع نطاق الحرب على العراق قبل عشر سنوات، فان تشيني كان مهتما بترويج الامبريالية الامريكية.. انه كان في نفس اللحظة، اي مطلع التسعينات، يضع خطة لهيمنة الولايات المتحدة على العالم، وهي الخطة التي لم تشمل غزو العراق عند اي نقطة، ان المكون الوحيد الجديد في هذا الخليط اليوم هوان اغراء تشيني على بدء مسيرة لسيطرة الولايات المتحدة على العالم بغزو العراق، يرجع الى وجود صقورالمحافظين الجدد اليمينيين في ادارة «بوش تشيني» الذين ايدوا منذ امد طويل الاصوليين اليهود في اليمين الاسرائيلي، والذين يدافعون عن تحرك ما على العراق على الاقل خلال السنوات الست الماضية ؟ الخيط الرفيع ان القول بان الحرب ضد العراق قد تم التخطيط لها بناء على امر من اسرائيل، او بتشجيع من صانعي السياسة الذين يدفعهم بشكل رئيسي محاولة اقامة بيئة امنية لاسرائيل، هو في الحقيقة قول لايخلو من قوة، كما ان الكثيرين من المحللين الاسرائيليين يذهبون الى هذا الاعتقاد، وقد لاحظ المعلق الاسرائيلي عكيفا اي لدار بصراحة في مقال له في صحفية «هاارتس» ان بيرل وفيث وزملاءهم الاستراتيجيين «يسيرون على خيط رفيع بين ولائهم للحكومات الامريكية وولائهم للمصالح الاسرائيلية»، ولا يعتبر الحديث عن الولاء المزدوج امرا محظورا في الصحافة الاسرائيلية. كما هو في الصحافة الامريكية، فقد كتب المدافع النشط عن السلام يوري افنيري الذي يعرف رئيس الوزراء شارون جيدا. يقول ان شارون وضع منذ فترة طويلة برامج ضخمة لاعادة هيكلة الشرق الاوسط. وان «الرياح التي تهب الآن على واشنطن تذكرني بشاورن، انني ليس لدي دليل ابدا على ان رجال بوش يحصلون على افكارهم منه».
ان الولاء المزدوج في ادارة بوش اضاف حافزا جديدا لنمو اصولية مسيحية تتحالف مع اسرائيل استعدادا لما يسمى نهاية الايام، ان هؤلاء الاصوليين الذين اصيبوا بالجنون، يرون ان هيمنة اسرائيل على كل فلسطين، يعد خطوة ضرورية نحو الوفاء بألفية العهد القديم، الذى يعتبر ان اى تخلي اسرائيلي عن الارض في فلسطين، هو انتهاك للحرمات، ويرون ان الحرب بين اليهود و العرب هي مقدمة سماوية للحرب الفاصلة.
المعركة الفاصلة
يمارس المتطرفون المسيحيون اليمينيون تأثيرا قويا على بوش وادارته، وكان من نتيجة ذلك ان الاصوليين اليهود يعملون من اجل تخليد الهيمنة الاسرائيلية على فلسطين، بينما يعمل الاصوليون المسيحيون من اجل تقوية العصر الالفي وتعزيز كل منهم لسياسات الاخر في مجالس الادارة الامريكية،ان المعركة الفاصلة التي يبدوان الصهانية المسيحيين والموالين لاسرائيل في الادارة الامريكية يروجون لها بنشاط، ويتحالفون مع بعضهم البعض من اجلها، تثير الهلع من وقوع حرب مروعة بين المسلمين والمسيحيين. ويبدو ان المحافظين الجدد غير مهتمين بذلك، ان هاتين المجموعتين من اليهود والمسيحيين وضعتا اجندة لمشروع امبريالي واسع لاعادة هيكلة الشرق الاوسط، تعززت بشكل اكبر بالتوافق مع موارد البترول العظيمة وانشغال الرئيس ونائبه بشكل كبير بالاستثمار في البترول. ان كل هذه العوامل الولاء المزدوج لشبكة كبيرة من صناع السياسةالامريكيين المتحالفين مع اسرائيل، وتأثير الجناح المتعصب للاصوليين المسيحيين، والبترول ربما تؤثر بدرجة او اخرى على حسابات الادارة الامريكية الخاصة بالوضع الاسرائيلي الفلسطيني، وايضا بالنسبة للحرب ضد العراق،وختاما فان اهم عامل حاسم في توجيه السياسة الامريكية هومجموعة الموالين لاسرائيل، كما ان مساندة الاصوليين المسيحيين لاسرائيل. اوحسابات البترول لن يكون لها وزن في مجالس الادارة الامريكية دون وجود حافز قوى من هؤلاء الموالين الذين يعرفون بوضوح كيفية اللعب بالمتعصبين المسيحيين. ويعرفون بلاشك ان خبزهم وخبز اسرائيل معجون بالمصالح البترولية لاشخاص في الادراة الامريكية، هذا هو الاسلوب الذي يؤثر به الولاء لاسرائيل من جانب مسؤولين بالحكومة على عملية صنع القرارالامريكى بشكل خطير للغاية.
(*) مسؤولان سابقان
بالاستخبارات المركزية الامريكية
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|