|
الحج من منظور إعلامي
|
عاماً بعد عام..
والمملكة تحتفي بضيوفها من الحجاج..
في كرم مشهود..
ورعاية كريمة..
رغبةً وحرصاً على تسهيل الحج على قاصديه..
مستنفرة في ذلك كل أجهزة الدولة..
وموظفة من أجله كل جهد يتطلبه ويحتاج إليه..
في تنظيم غير مسبوق..
وإنفاق مالي كبير يفوق كل التقديرات..
***
ملايين من الناس..
يفدون إلى أقدس البقاع في الأرض..
من كل فج..
ودون تمييز فيما بينهم..
يتساوون في الفرص..
ويستفيدون من كل الإمكانات..
ليعودوا إلى بلدانهم بعد أداء مناسك الحج فرحين مسرورين..
بعد أن منَّ الله عليهم بأداء ركن من أركان الإسلام..
في يسر وسهولة وراحة بال..
***
هذه الملايين..
بما هي عليه من إيمان..
وتقرب إلى الباري جل جلاله..
وهي تعيش في بلادنا في هذه الأجواء الروحانية في مثل هذه الأيام من كل عام
وترى عظمة الإنجازات وما أنفق عليها..
بعيونها التي لا تخطىء لتؤكد لها حقيقة ما كانت قد سمعته من ذي قبل...
من إيثار هذه البلاد للديار المقدسة على ماعداها من مدن ومناطق المملكة في الإنفاق السخي والبذل الكبير على مشاريع الوطن..
في توجُّه محمود يفاخر به أبناء هذا الوطن..
باعتبارها أغلى مشاريعه المنجزة..
وأهمها..
والتي ستبقى خالدة في ذاكرة التاريخ..
***
ولكن..
متى نستفيد من هذا الموسم العظيم..
في تفعيل جهدنا الإعلامي الحالي بما يمكّنه من إبلاغ رسالتنا الخيرة إلى الآخرين..
بالصوت والصورة..
مرئياً ومسموعاً ومقروءاً؟
فما نقوم به جهد إعلامي جيد ولكنه يحتاج إلى التفعيل والتطوير نحو الأفضل...
وهذا يتطلب منا المزيد من الجهد..
لبلورته وفق متطلبات المرحلة الحالية..
وبما يتناسب مع منجزاتنا الكبيرة والعظيمة.
خالد المالك
|
|
|
فيما يعكس «أصالة» التلون .. اليهود يرفعونه شعاراً : الانحياز دائماً للأقوى!!
|
إعداد: د. يحيى محمد
أظهر بحث أجراه البروفيسوراليهودي سرجيو دي لافرجولا أن التجمعين السكانيين اليهوديين الأكبر في العالم موجودان في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.
يقيم في هذين التجمعين حوالي 80% من يهود العالم ومن المفارقات العجيبة أن عددهم في الولايات المتحدة الأمريكية يربو على عددهم في إسرائيل الأمر ليس مقصورا على الزيادة في العدد وحسب وإنما يتعداه إلى التأثير ورسم السياسات وتوجيه دفتها.
من الأمور المعلومة بداهة أن اتجاهات الريح داخل يهود الولايات المتحدة الأمريكية تؤثر بشكل كبير على اتجاهات الريح داخل إسرائيل وأن كل تيار في أمريكا له مشايعوه وأنصاره بها .
لذا يكون من المهم من أجل فهم السياسات الإسرائيلية ودوافعها الوقوف على التغيرات التي طرأت على يهود الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا من حيث التحول إلى اليمين ودعم الحزب «الجمهوري»على حساب التوجهات التقليدية الليبرالية وعلى حساب دعم الحزب «الديمقراطي». ومن المهم أيضاً فضح هذا التلون الصريح في المواقف المؤسسات اليهودية الأمريكية المرتبطة بنشاط يهودي منظم تربط مستوى تأييدها لأي من الحزبين الكبيرين داخل الولايات المتحدة الأمريكية «الجمهوري» أو «الديمقراطي» بمستوى التأييد الذي تحظى به إسرائيل من أي منهما بغض النظر عن «المبادىء» العامة التي كانت توجهها في السابق. ويبرز في هذا الإطار أيضا تحول هام في النظرة من السلبية إلى الإيجابية وربما إلى ما هو أكثر من ذلك تجاه «اليمين المسيحي الإنجيلي» خاصة على خلفية عدائه الشديد للعرب عامة وللمسلمين خاصة والذي كان ينظر إليه في الماضي على أنه ألد أعداء المؤسسات اليهودية الأمريكية المصنفة «ليبرالية».
نظرة جديدة
فمنذ حوالي ثلاثة أشهر وفي الدرس
الديني الذي ألقاه الحاخام بيتر كنوبال حاخام طائفة اليهود المحافظين في الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة رأس السنة اليهودية دعا الرجل وللمرة الأولى اتباع طائفته إلى وجوب التفكيرفي تغيير النظرة تجاه الجمهوريين والمسيحيين الإنجيليين لأنهم ظهروا على حد قوله أكثر الأصدقاء وفاء لإسرائيل في أوقات المحنة.
هو يعني هنا بالطبع الدعم اللامحدود ماديا ومعنويا الذي قدمه ويقدمه الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن لإسرائيل ، ابتداء من الدعم السياسي والدبلوماسي في المحافل الدولية وآخره الامتناع عن التصويت على مشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين اعتبار إسرائيل القدس عاصمة أبدية وموحدة لها.
وكذلك مرورا بالدعم الاقتصادي غير المسبوق من أجل إنقاذ اقتصادها من الورطة التي وضعتها فيها الانتفاضة عبر تقديمها لإسرائيل مؤخرا ضمانات قروض بقيمةعشرة مليارات دولار وانتهاء بتعزيز التحالف الاستراتيجي معها في جميع المجالات وحتى طائفة اليهود «الإصلاحيين» المعروفة بتعاطفها البارز مع الدوائر «الليبرالية» الأمريكية والحزب الديمقراطي الأمريكي لم تتخلف هي الأخرى عن هذا النفاق البائن والتحول السريع في المواقف لمصلحة من يخدم أكثر دولة إسرائيل.
ويعبرالحاخام «مايكل سيجل» حاخام هذه الطائفة عن هذا الاتجاه الجديد بقوله: إن كثيرين من ابناء طائفتي وحتى أولادي قد تحركوا يمينا حقا لقد ظللت أنا وفيا للروح الديمقراطية الليبرالية لكن هذا يجعل مني ديناصورا هرما.
وثمة نموذج آخر على هذا التحول في مواقف يهود الولايات المتحدة الأمريكية ناحية اليمين والربط بين ذلك وبين مستوى الدعم المقدم لإسرائيل هو ذلك الانفتاح الجديد حتى على اليمين المسيحى الإنجيلي.
خير شاهد في هذا السياق هو ذلك التحول الذي طرأ على موقف المدير العام المخضرم لمنظمة «رابطة منع التشهير» اليهودية أفراهام فوكسمان تجاه «الائتلاف المسيحي» الأمريكي والذي خاض ضده في الماضي صراعات حول قضايا داخلية أمريكية هامة مثل قضية فصل الدين عن الدولة فصلا تاما وما يتفرع عنها من مسائل من قبيل دعم عمليات الإجهاض وتقديم أموال حكومية لمدارس دينية خاصة.
علاقات وطيدة
لقد بدأ هذا الرجل خلال العامين الماضيين _ لاحظ انها أعوام الانتفاضة الفلسطينية الحالية _ ينمي علاقات وطيدة مع بعض رموز هذا «الإئتلاف المسيحي» ومن بينهم «رالف ريد» الذي كان خصما لدودا له ولطائفته في الماضي.
لقد أصبحت دولة إسرائيل وسياساتها النقطة المركزية الموحدة للنشاط السياسي للمنظمات اليهودية الأمريكية وتوجهاتها رغم التباين الشديد في آيديولوجيات كل واحدة منها ويكمن لب هذه الظاهرة فيما يوصف بأنه بقاء اليهود كجنس بشرى وذلك على ضوء التهديدات الجدية التي تتربص بالكيان اليهودي في إسرائيل بسبب الانتفاضة والعامل الديموجرافي وتلك التي تتربص بالكيان اليهودي في الولايات المتحدة الأمريكية بسبب ظاهرة اندماج اليهود في المجتمع الأمريكي وتناقص عددهم عاما بعد الآخر وتخليهم عن هويتهم اليهودية.
ان ظاهرة التلون اليهودي ليست وليدة اليوم فقد برع اليهود عبر التاريخ في ذلك ضمانا للبقاء وأتقنوا لعبة القوى وانحازوا إلى الأقوى بغض النظر عن المبادىء.
مادامت الغاية هي البقاء والبقاء وحده وغدا عندما تأفل شمس «الإمبراطورية الأمريكية» ويبزغ فجر قوة أكبر على المسرح العالمي ستكون قرون الاستشعارالغريزية لدى اليهودي قد قادته إليها في رشاقة وخفة ونسجت حولها خيوطا وقيودا لضمان التأييد والبقاء.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|