..الكلمة بموضوعيتها وصدقها ونبل أهدافها تسمو وتتألق حين تثري من يقرؤها بأجمل الكلمات التي تتسم بالأخلاق والحكمة وبُعد النظر ما يعني احترام قارئها لمضمونها وتوجهها.
* * *
والكلمة بحروفها وجملها تأخذ إيقاعاً جميلاً حين تزن الأمور وتتعامل مع الاشياء وتتأثر بما حولها في حدود النظر إلى الحاضر والمستقبل بمنظار الحرص على المصلحة العامة.
* * *
الكلمة بموازين العقل الراشد هي من تحمل صفات الخير والحب وتحلق بجناحيها في فضاء واسع لتعميم هذه الصفات ضمن أهداف كثيرة ومن أجل مجتمع نقي.
* * *
والكلمة كما أفهمها مكتوبة كانت أو مقروءة، ليس أجمل ولا أروع من أن تكون سلاح الناس في نبذ الشر والعدوان والتسلط والظلم والقهر وبناء مجتمع تتوافر فيه كل صفات النبل والخير والشهامة والعدل والحب بين الناس.
* * *
ولا شيء أروع من أن نوظف كلماتنا في منهج يبلور توجهاتنا وإمكاناتنا للقضاء أو الحد من الحروب فيما بين دول العالم وصولاً إلى التخلص من نزعة العدوان المتأصلة لدى بعض منا حيث قهر الضعفاء وظلم من لا حيلة له في التصدي والمواجهة لمن هو أقوى منه.
* * *
إنه عالم غريب غابت عنه الكلمة الجميلة بمعناها ومحتواها وفي مظهرها أيضاً كما لو أن هذه الظاهرة بغياب أو تغييب هذه الكلمة هي الطريق الصحيح نحو مجتمع التكافل والتعاون والتراحم الذي نتحدث عنه دون تطبيق متطلباته.
* * *
نزاعات كثيرة وحروب مدمرة وقطيعة بين هذه الدولة وتلك وبين الإنسان وغيره وبين الأخ وأخيه سببها كلمة ومبتداها كلمة ونهايتها كلمة، ومع هذا فيمكن تطويقها ووضع نهاية سعيدة لها بكلمة جميلة قد نفقدها أحياناً ولكن يجب ألا نفقدها دائماً.
* * *
نعم ليس هناك أحد بلا أخطاء - دولاً أو مجتمعات أو أفراداً - وكلنا خطاؤون ولكن الكيِّس من سارع مبكراً وقبل أن يستفحل الأمر إلى معالجة ما صدر عنه من أخطاء وذلك بعدم التمادي في إضافة المزيد منها، حتى لا تتراكم وتتطور فيستعصي حلها بعد أن يفوت الأوان.
* * *
هذه الكلمات ليست نصيحة أوجهها للغير ولا أعني بها أحداً ولكنها قراءة سريعة لكلمات كثيرة تصدر كثيراً دون أن يزن أصحابها من زعماء العالم آثارها المدمرة، وهي قراءة سريعة لكلمات تصدر من أشخاص أيضاً نحو غيرهم بما لا مبرر لها أو داع للنطق بها فتكون سبباً للقطيعة والخلافات المتأزمة فيما بينهم.
* * *
والمجتمع النقي المتحاب هو من يتمسك بالكلمة الجميلة التي تقابل بمثلها ويحتفى بها من الجانبين وتكون حديث الاستمتاع لدى الآخرين، إنها الكلمة الغائبة المغيبة التي نبحث عن طريق لها في عالم ظالم وقاتل وموبوء بمن يعمم ثقافة وسلوك القهر والظلم والعدوان.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب «2» ثم أرسلها إلى الكود 82244