تظهر لدى الغالبية من الأطفال في السنوات الثلاث الأولى عادات قد تبدو غريبة ومحيرة للآباء.. فمثلاً قد نجد أماً تشتكي من أن طفلها الصغير ابن العامين يهوى جمع الأشياء وإخفاءها لدرجة أنها لم تعد تتعب نفسها في البحث عن الأشياء المفقودة ليقينها أنه وراء اختفائها.. فالطفل يهوى إخفاء الأحذية، الجوارب، أقلام إخوته وحلي أخته الكبرى.. وفي كل مرة يذهب فيها مع أمه لزيارة جديه يتولى مهمة عدم نسيان أي من متعلقاتهم الشخصية هناك.. ويعتقد الخبراء أن هذه العادة تدل على مدى انشغال الطفل بفكرة البقاء، فهو لا يدرك بعد أن غياب الأشياء عن نظره لا يعني فقدانها، وولعه الشديد بإخفاء الأشياء يمنحه الإحساس أنها في مأمن وخاضعة لسيطرته.. كما تعاني بعض الأمهات من ولع أطفالهن بجمع أشياء غريبة مثل الحجارة، أوراق الشجر، وأغلفة أصابع البسكويت والشيوكولاته الملقاة على الأرض، ورغم التحذير الدائم من أن هذه الأشياء ملوثة وأن مسكها بالأيدي قد يسبب بعض الأمراض، إلا أنهم يصرون على جمعها ووضعها في صناديق الألعاب الخاصة بهم، وفي رأي اختصاصيي التربية أن هذه العادة جزء من الفضول وحب الاستطلاع لدى الأطفال، لأنهم يحبون في هذه السن تفحص الأشياء ولمس كل ما هو حولهم، فهذه هي طريقتهم الوحيدة في التعرف على ملمس وحجم وشكل الأشياء، ومن العادات الغريبة الملحوظة لدى الأطفال تغيير أسمائهم على مدار اليوم لعدة مرات، وهو الأمر الذي يرجعه الاختصاصيون إلى ضعف إحساس الأطفال دون سن الرابعة بالواقع وعدم قدرتهم على التمييز بين ما هو حقيقي وغير الحقيقي، وبشكل عام ينصح الخبراء بالصبر على الأطفال وعدم الضغط الشديد عليهم لتغيير عاداتهم، إذ لا ضير من تركهم يمارسونها كيفما يشاؤون طالما أبقيناهم تحت أعيننا وتوخينا سبل حمايتهم من الأذى، وفي النهاية سيمل الطفل من تلقاء نفسه وسيتجه إلى عادة أخرى.