* ترجمة - محمد الزواوي
في هذا الشهر منذ خمسة وعشرين عامًا، كانت شركة IBM للحاسبات الشخصية تشكل السوق التقني حول العالم، بمعالجاتها 4.77 يجاهيرتز طراز 8088، وبذاكرة 64 كيلوبايت. وبحلول عام 1991، ازدهرت المئات من أنواع الحاسبات المتوافقة مع ذلك الحاسب الشخصي، وكانت أحدث الطرازات بمعالج 486 ميجاهيرتز، وذاكرة 2 ميجابايت، وبقرص صلب سعة تخزينه40 ميجابايت. لكن اليوم لدينا معالجات تعمل بالأنظمة الثنائية، كل منها يعمل بقوة تبلغ 3 جيجاهيرتز تقريبًا، بذاكرة ما بين 1 جيجا و2 جيجابايت، وقرص سعته التخزينية 300 جيجابايت. كما تطورت البرمجيات منذ عام 1991، ففي تلك الأيام كنا منبهرين بالإصدار الخامس الجديد من نظام التشغيل DOS، وكانت أعيننا تتلهف شوقًا إلى ويندوز 3.1الجديد والذي كان فيه استخدام الفأرة وإدارة برنامجين في وقت متزامن بمثابة المعجزة! كما ظهرت العشرات من برامج معالجة الكلمات والبرامج الخاصة بقواعد البيانات، مثل لوتس 1-2-3 وإكسيل الذي لا يزال في المنافسة، إضافة إلى فيجوال بيسك الذي كان قد تم إصداره حديثًا في ذلك الوقت.
وفي عام 1991 لم يكن أحد تقريبًا يخزن ملفات موسيقى أو صور أو فيديو على حاسبه، ثم جاءت الأقراص المدمجة لتجعل من عالم المالتيميديا حقيقة، واليوم لدينا الكاميرات الرقمية بأدوات تحرير مذهلة للصور، ومشغلات موسيقى رقمية، والعديد من التقنيات الأخرى.
كما استطاعات تقنيات الاتصالات أن تحقق تقدمًا دراماتيكيًا بين كل تلك التقنيات؛ ففي عام 1991 كان البريد الإليكتروني حكرًا على فئة محدودة للغاية ومجموعات ضيقة من المستخدمين، وكان تصفح الإنترنت باستخدام مودم سرعته 14.4 كيلوبايت - ثانية، وكان يعد ذلك اتصالاً بسرعات خرافية، كما كان الإنترنت مجرد شبكة أكاديمية فقط.
واليوم أصبح الإنترنت والشبكة العنكبوتية حقًا مكتسبًا للجميع، فبرنامج الشبكة الدولية العنكبوتية أطلق عام 1991، ولكن لم يصبح شائعًا إلا بعد عدة سنوات.
والآن نقضي وقتًا طويلاً على الإنترنت: نعثر على المعلومات ونشتري المنتجات وندير برامج خاصة بالتجارة الإليكترونية، كما أصبح البريد الإليكتروني وبرامج المحادثة الفورية مثل Skype وأدوات العرض على الإنترنت شائعة ومتاحة للجميع، كما أصبح Google فعلاً وليس اسمًا، وأصبح Yahoo! مكانًا يقصده الجميع، وأصبح موقع MySpace جزءًا لا يتجزأ من الحياة الاجتماعية للكثيرين منا.
إنني أتطلع إلى المستقبل الذي سوف تأخذنا إليه التكنولوجيا، إلى عالم تكون فيه كل التقنيات الرقمية متاحة وفي أي مكان نذهب إليه.
حيث يتصل الجميع ببعضهم البعض، إلى ذلك العالم الذي تجعل فيه البرمجيات الحياة الصعبة أكثر سهولة، وتجعل من المستحيل ممكنًا.
مايكل ج. ميللر
عن مجلة (بي سي ) الأمريكية