فراق الوطن والغربة عنه مرارة لا يشعر بها سوى من يكتوي بنارها، وهي معاناة لا أعني بها من يسافر للاستجمام والسياحة، ولا من يسافر لإدارة أعماله، ولكن أخص بها إخوتنا من الطلاب الشباب المكافح الذي يقضي زهرة شبابه في طلب العلم، ليتسنَّم قمة المجد، وليعود إلى وطنه رافعاً رأسه، متسلحاً بسلاح المعرفة، ومتوجا بأكاليل العلم.
وبالرغم مما وفرته الدولة لطلابها من إمكانات مادية ومعنوية، إلا أن هناك العديد من المتطلبات التي يحتاجها هؤلاء المغتربون، وأهمها إيجاد آلية لتسهيل التواصل مع الجهات المشرفة عليهم، كالسفارات، والملحقيات التعليمية، ووزارة التعليم العالي.
* * *
ولقد استوقفتني تجربة وزارة التعليم العالي التي استعرضها الدكتور إيهاب الرسن بن عبدالعزيز الرسن مدير عام الإدارة العامة للحاسب الآلي وتقنية المعلومات بالوزارة، وذلك أثناء فعاليات المؤتمر الوطني للتعاملات الإلكترونية الذي عقد مؤخراً بالرياض التي تعتبر بمثابة أول خدمة الكترونية للطلاب المبتعثين، يمكن من خلالها تواصلهم إلكترونياً مع الوزارة، ومتابعة مجموعة من الخدمات إلكترونياً، ومن ذلك خدمة طلب معادلة الشهادات الجامعية، وخدمة طلب الابتعاث، وبعض الخدمات الأخرى.
* * *
وهذه التجربة الرائدة تستحق منا تقديم الشكر والإشادة، فهي تمس شريحة كبيرة من إخواننا، ويؤمل منها أن تختصرعلى هؤلاء الطلاب الجهد والوقت، وبخاصة أن الخدمات التقليدية المتاحة لدى أغلب جهات القطاع العام تعاني وبشكل كبير من الروتين والبيروقراطية، وتتسبب في هدر الجهد والمال للمواطن والدولة على حد سواء، وأخذ وزارة التعليم العالي بزمام المبادرة نحو تدشين خدمات إلكترونية يمهد الطريق أمام الآخرين نحو الإسراع بتطبيق الحكومة الالكترونية، لينعم المواطن بعطاء التقنية أينما وجد وحيثما كان.
عبد اللطيف العتيق
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52»ثم أرسلها إلى الكود 82244
E-mail: dchief@al-jazirah.com.sa