دعت مؤسسة (الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر لمجلس التعاون الخليجي), الجهة المعنية بالإدارة والإشراف على عمليات توفير التدريب والاختبار للحصول على (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر في منطقة الخليج), مؤسسات قطاع الصحة في المنطقة إلى تبني مبادرات جديدة من شأنها رفع كفاءة كوادرها في مجال تكنولوجيا المعلومات ومهارات استخدام الكمبيوتر الأساسية بغية الارتقاء بمستوى خدمات الرعاية الطبية المقدمة.
وفي هذا السياق, تؤكد المؤسسة على أهمية وجود نظام خدمات طبي حديث مدعوم بنظام تكنولوجي لإدارة المعلومات الطبية كذلك وجود كوادر طبية مؤهلة تقنياً قادرة على استخدام الكمبيوتر وأدواته الأساسية مما سيحسن الكفاءة ويرفع جودة الرعاية الطبية ويساعد في تقليص الأخطاء الطبية.
وقال جميل عزو، المدير العام لمؤسسة (الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر لمجلس التعاون الخليجي): (على الرغم من أن قطاع الصحة يعد من أولى الجهات التي تبنت التطبيقات التكنولوجية الحديثة, فقد شهدت قطاعات أخرى مثل البنوك والشحن والتجارة قفزة نوعية في طريقة تقديم خدماتها نتيجة تطبيقها عناصر تكنولوجيا المعلومات وإدارة المعلومات تكنولوجيا بشكل فعال. وفي الوقت الراهن, يشكل تراجع مستوى التطور التقني في قطاع الصحة إلى جانب ارتفاع تكاليف إدارته عبئاً على نظام الرعاية الطبية الذي تموله الحكومة والتأمين الطبي الموفر للموظفين الممول من قبل المؤسسات والشركات، ما يؤثر بدوره سلباً في الاقتصاد المحلي. ولا تأتي دعوتنا إلى تبني قطاع الصحة لمبادرات نشر المعرفة المعلوماتية والإلمام بمهارات استخدام الكمبيوتر من وجهة نظر اقتصادية فقط بل لأسباب إنسانية للحفاظ على أرواح المرضى والتي ستتأثر بأي أخطاء طبية قد تحدث نتيجة استخدام المعلومات الخاطئة).
لقد أطلقت عدة دول حول العالم مبادرات لرفع مستوى الوعي المعلوماتي في قطاعات خدماتها الطبية, حيث أقدمت إدارة (الخدمات الصحية الوطنية) (NHS) في المملكة البريطانية المتحدة, ثالث أكبر مؤسسة بالنسبة لعدد الموظفين في العالم بعد الجيش الصيني وسكك الحديد الهندية، على تبني (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر) كمعيار أساسي للمعرفة الرقمية الأساسية منذ العام 2001م.
واعتبرت إدارة (الخدمات الصحية الوطنية)(NHS) أن الوعي المعلوماتي لدى موظفيها أساس ضروري لإنجاح خططها في أتمتة الخدمات الطبية التي تقدمها وأتمتة عمليات إدارة المعلومات الطبية والإجراءات بين الأقسام داخلياً وبالتالي التحول إلى نظم تكنولوجيا المعلومات المتطورة, حيث سيكون بمقدور موظفيها استخدام هذه التطبيقات بسرعة ويسر للحصول على المعلومات المطلوبة لتوفير الرعاية الطبية لمرضاهم.
وخلال السنوات الست الماضية, انضم حوالي 600 ألف من أصل 1.3 مليون موظف يعملون في إدارة (الخدمات الصحية الوطنية) (NHS) إلى برنامج (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر).
وأشار استبيان حديث أجرته (جمعية الكمبيوتر البريطانية) (BCS) أن 96% من موظفي إدارة (الخدمات الصحية الوطنية) (NHS) الخاضعين لبرنامج (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر), أعربوا عن نجاح المؤهلات التي تكسبها شهادة الرخصة الدولية للفرد وأثرها في تطوير الممارسات المهنية عنده؛ حيث أكد 80% ممن شملهم الاستفتاء ضرورة الحصول الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر لمسارهم المهني وفائدتها الكبيرة في مجال عملهم.
المحرك الاقتصادي الجديد
وتشهد مبادرات نشر المعرفة الرقمية إقبالاً كبيراً في دول مجلس التعاون الخليجي؛ حيث بدأ عدد من وزارات الصحة والمؤسسات الطبية المختصة والمستشفيات اعتماد (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر).
وأضاف عزو: (يشهد قطاع الصحة في منطقة الخليج تطوراً ملحوظاً, حيث تأتي دولة الإمارات في المرتبة الرابعة على قائمة أكثر البلدان العربية تقدماً حسب تقرير التنمية البشرية الذي أصدرته الأمم المتحدة مؤخراً؛ إذ يقاس نجاح كل دولة بمدى تقدمها في ثلاثة قطاعات وهي الحكومة والتعليم والصحة. وعليه، يعد تطبيق مبادرات المعرفة الرقمية واستخدام الكمبيوتر شرطاً أساسياً في تقدم هذه القطاعات وتحقيق الازدهار والرخاء في البلاد).
وأضاف عزو: (أثبتت الدراسات أن الوعي المعلوماتي عند المجتمعات هو المحرك الاقتصادي الجديد؛ حيث إنه يؤثر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية وفي توفير العديد من الفوائد الأخرى، ويتيح برنامج (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر) للمشاركين الفرصة لصقل وإثبات مهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم. وفي هذا الإطار, ينبغي أن يتماشى اعتماد مبادرات المعرفة الرقمية يداً بيد مع تحديث ورفع مستوى كفاءة التطبيقات التكنولوجية التي تعتمدها المؤسسات الطبية.
ويتوفر برنامج (شهادة الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر) في المنطقة من خلال منهج دراسي يتكون من 7 وحدات مخصصة لتغطية جوانب العمل الرئيسية على الكمبيوتر وتطبيقاته الأساسية ومزايا اعتمادها في محيط العمل والمجتمع، مما يوفر قاعدة صلبة لتنمية قدرات استخدامه بثقة.
ولقد تم حديثاً استحداث وحدة دراسية ثامنة خاصة بالقطاع الطبي من قبل مؤسسة (الرخصة الأوروبية لقيادة الكمبيوتر)، بغية تغطية أفضل الممارسات التي أثبتت نجاحها من حيث استخدام تكنولوجيا المعلومات في مجال إدارة المعلومات الطبية والإجراءات والخدمات الموفرة في قطاع الصحة, ويمكن تكييف جزء من هذه الوحدة بما يتلاءم مع متطلبات بيئة العمل الخاصة بكل مؤسسة طبية في أي دولة.