تتواصل فعاليات ورشة العمل التدريبية الأولى لخبراء المحتوى الرقمي التي يعقدها مشروع المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد بوزارة التعليم العالي، والتي افتتحها سعادة وكيل وزارة التعليم العالي الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان، وبحضور السفير الماليزي صباح يوم السبت قبل الماضي. وقد صرح سعادة الدكتور عبدالله بن محمد المقرن، المستشار بالوزارة ومدير المشروع أن الورشة تستهدف تدريب المشاركين فيها على عدد من المعارف والمهارات الكفيلة بإعداد خبراء المحتوى للمشاركة في صناعة المنهج الإلكتروني.
وأوضح أن الورشة تشمل موضوعات مثل: نظريات التعلم، وأولويات التصميم التعليمي، والتعلم الفعال، وإعادة هندسة المحتوى لبيئات التعلم المزيج، وتقويم التغذية الراجعة للمحتوى الإلكتروني، وبعض المبادئ في برامج حاسوبية تستخدم في خطوط إنتاج المقررات الرقمية.
يذكر أن مشروع المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي من المشروعات الرائدة في المملكة العربية السعودية، وكان من أهم المنطلقات الصلبة لهذا المشروع التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بوضع الخطة الوطنية للاتصالات وتقنية المعلومات، وعمل آليات لتطبيقها، والتي نادت بضرورة توسيع إدراج التعلم الإلكتروني في مؤسسات التعليم الجامعي، وإيجاد مركز وطني لهذا النوع من التعليم. وقد بادرت الوزارة لتفعيل هذا التوجه المهم والمبني على عمق استراتيجي رائد، ورغبة حثيثة للارتقاء بجودة ما يتلقاه أبناء هذه البلاد المباركة في المرحلة الجامعية، وصولاً لصياغة حضارية لتعليم جامعي حسب أحدث الأساليب والتقنيات المتاحة.
وقد وضع هذا المشروع عدداً من الأهداف كان من أهمها ما يلي:
1- إيجاد نواة لحاضنة مركزية للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمؤسسات التعليم الجامعي، وتوحيد الجهود في مؤسسات التعليم الجامعي الساعية لتبني تقنيات هذا المشروع.
2- تسهيل إيصال العملية التعليمية الجامعية لراغبيها في أطراف بلادنا الغالية، إضافة إلى معالجة النقص الحالي والمتوقع لأعضاء هيئة التدريس.
3- وضع الأسس العامة لتوحيد المعايير والعمليات المتتابعة لتأسيس متناغم للتعلم الإلكتروني المتكامل.
4- توظيف تقنيات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في دعم تميز التعليم الجامعي للفتاة في المملكة العربية السعودية.
5- مواكبة التوجه العالمي في التنسيق المركزي لتطبيقات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في مؤسسات التعليم الجامعي وتسهيل التواصل الرقمي مع هذه المؤسسات على الصعيد العالمي.
وقد أنجزت الوزارة خطة تنفيذية لهذا المشروع الضخم تتكون من خمس مراحل، وتستند في مضمونها للخطة الوطنية لتقنية المعلومات وبتنسيق كامل مع عدد من الجهات الحكومية من بينها: الجامعات ومؤسسات التعليم الجامعي الأخرى، ووزارة المالية، ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، والهيئة العامة للاستثمار، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وذلك لحشد الجهود لمساندة البدء في تنفيذ هذه الخطة. كما تم تشكيل فرق متخصصة في كل جامعة على حدة، وتم عقد الاجتماعات وورش العمل والحلقات العلمية اللازمة للتنسيق المشترك، والاتفاق على التصور الكفيل بتوحيد الجهود، إضافة للاطلاع على العديد من التجارب العالمية المتميزة.
وقامت الوزارة من خلال مشروع المركز بالتواصل مع عدد من بيوت الخبرة العالمية المتخصصة في مجال التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومن بين أميز هذه البيوت، مجموعة ميتيور الماليزية والتي تمثل ما يزيد على 14 جامعة ماليزية تنتظم فيما بينها في تعلم إلكتروني مفتوح وتقدم برامجها المتميزة لأكثر من (5000) خمسين ألف طالب وطالبة عبر تقنيات التعلم الإلكتروني التعليم عن بعد. وكان اختيار هذه المجموعة مبني على دراسة شاملة للتجارب العالمية في أفضل الدول التي تطبق تقنيات هذا النوع من التعليم مع استيفائها للشروط التي وضعت في وثيقة طلب العروض التي أعدتها الوزارة، وتوج هذا الأمر بالموافقة السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمضي قدماً في التعاقد مع المجموعة الماليزية. ويغطي هذا العقد المرحلة التأسيسية الأولى من مشروع المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد لمؤسسات التعليم الجامعي بالمملكة، والتي بلغت كلفته الإجمالية، (47.514.500) سبعة وأربعين مليوناً وخمسمائة وأربعة عشر ألفاً وخمسمائة ريال. ويؤمل أن يسهم هذا المشروع والذي سينفذ على ثلاث خطوات رئيسة في تحقيق عدد الأهداف، أهمها:
1- تصميم نظام إدارة التعليم الإلكتروني بما يتواءم مع احتياجات التعليم الجامعي بالمملكة.
2- تدريب ما يقارب1500 متدرب، منهم (130) أكاديمياً، وما لا يقل عن (300) ثلاثمائة موظف على نظام إدارة التعلم، وأكثر من (1000) ألف متدرب من مختلف الجامعات إلى مهارات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
3- بناء المنهج الإلكتروني بكامل محتوياته وأشكاله الرقمية والمطبوعة لعدد من المقررات الجامعية.
4- بناء بوابات التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
5- برنامج التوعية بالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
هذا المشروع الرائد يؤكد عزم وزارة التعليم العالي مواصلة الرقي بالتعليم الجامعي وتوفير أحدث وسائل الاتصالات والتقنيات التعليمية التي تدعم تطوره وتكامل بناه التحتية، منطلقة من التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله- في إتاحة الفرصة لجميع أبناء المملكة لمواصلة دراساتهم الجامعية في بيئة تعليمية تواكب المستجدات في التعليم العالي.