اليوم هو موعد الحدث المهم الذي سيسجله التاريخ بأحرف من نور؛ فسيطلق خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أولى خدمات برنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية (يسّر)، في خطوة رائدة نحو تهيئة المجتمع السعودي للتحول إلى مجتمع معلوماتي، تتاح فيه كافة الخدمات بشكل أفضل للأفراد وقطاع الأعمال، وتتوافر فيه المعلومات المطلوبة بدقة عالية في الوقت المناسب. وستسهم هذه الخطوة في رفع إنتاجية القطاع العام وكفاءته، كما ستؤدي إلى الارتقاء بأداء الاقتصاد إلى اقتصاد رقمي تتعاظم فيه عائدات الاستثمار.
وكان خادم الحرمين الشريفين قد استشرف بنظرته الثاقبة حاجة المشاريع الاستراتيجية للدعم والمساندة خارج عباءة بيروقراطية القطاع العام، فأصدر - حفظه الله - أمره السامي الكريم باعتماد ثلاثة مليارات ريال للصرف على البرنامج خلال خمس سنوات، وقبل أن يختتم البرنامج عامه الأول، ها هو يقدم أولى ثمراته، ويطلق باكورة خدماته.
وبالرغم أن البرنامج يعمل بمثابة المحفز لتطبيق التعاملات الإلكترونية الحكومية، والتقليل من المركزية لإنجازها، ووضع الحد الأدنى للتنسيق بين الجهات الحكومية، إلا أننا ندرك أنه لن يتمكن في سنة واحدة من تحقيق كامل أهدافه، بتقديم (150) خدمة إلكترونية رئيسة، وأكثر من (1000) خدمة فرعية تنظم أعمال (40) جهة حكومية.
ولكن بكل تأكيد، وبدعم القيادة الرشيدة، وبجهود المخلصين من الشباب السعودي القائمين على البرنامج، وبتضافر جهود المسؤولين والعاملين في الإدارات الحكومية، فإن الثقة كاملة - بحول الله - في تحقيق تطور مطرد يشمل العديد من الخدمات الالكترونية ومستوى جودتها، وسنرى قريبا اليوم الذي تتحقق فيه تطلعات الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن تصل خدمات الدولة إلى كل من يحتاجها أينما كان وحيثما وجد.