رغم بعض (النّشوزات) التي تؤثر - نسبياً - على تصاعديّة أدائه يشهد قطاع الاتصالات في المملكة نمواً متسارعاً تؤكده المؤشرات الأساسيّة العامّة الصادرة عن وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات التي تفيد بأن مؤشر انتشار الهاتف الثابت في المملكة لعام 2006 م بلغ 16.39% من مجموع عدد السكان، فيما وصل إلى 70.75% للهاتف الجوال أي ما مجموعه 87.14% كنسبة إجمالية للهاتفين الثابت والجوال.
يذكر أن هذه المؤشرات بما فيها عدد خطوط الهاتف الثابت والجوال تستخدم للدلالة على مدى التحول إلى مجتمع المعلومات في المملكة.
ويمكن ملاحظة القفزة الكبيرة التي حققتها خدمة الهاتف الجوال إذا ما قورنت بالهاتف الثابت، فقد بلغت معدلات النمو السنوي للهاتف الثابت 1.6% فيما بلغت معدلات نمو الجوال السنويّة 12.5% لعام 2006م.
وفيما كرّست شركة الاتصالات السعوديّة حضورها كأساس في القطاع نظراً لتفردها في تقديم الخدمات على مدى 7 سنوات سابقة فرضت شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) نفسها كمنافس قوي تمكّن في مدّة أقل من سنتين من تحقيق إنجازات مشهودة لجهة أعداد الخطوط ونسبة المشتركين.. وتسعى كل من الشركتين إلى تقديم الخدمات الأفضل، وكان هذا العام مسرحاً لتنافس ملحوظ فيما بينهما على صعيد الباقات والخدمات والعروضات المتنوعة ويبقى الجمهور - في كل هذا - هو الحكم!
(الاتصالات السعودية)
أوّل العنقود!
استمرت شركة (الاتصالات) بترسيخ حضورها في الأسواق المحليّة هذا العام فقامت مؤخراً بتوقيع اتفاقية شراكة مع مايكروسوفت، وكذلك أعلنت عن اتفاقية مع (AT AND T) و(Navlink) بجايتكس دبي 2006 توفر الشركة بموجبها خدمات متطورة إضافيّة في السوق المحلي، وعلى صعيد الهاتف الجوال وفّرت الشركة على سبيل مثال (لا) الحصر خدمة الشرائح المتعددة وخدمات تحديد المواقع(LBS) من الجوال التي كانت الاتصالات السعودية أول مزود لخدمة الجيل الثالث في المملكة..
وطوّر الجوال خدمة جوال نت لتدعم تقنية EDGE لأكثر من 12 مليون مشترك، كما طرح خدمة التحكم بالرصيد لشحن الجوال (المفوتر).
وفي إطار الخدمات المتوافقة مع تقنيات الجيل الثالث أمّنت (الاتصالات) توفير 16 قناة فضائية عبر الجوال بتخفيض 50% في اليوم الوطني.
وقد واكب الجوال عملاءه بمناسبة حلول شهر رمضان فأطلق آنذاك أكبر تخفيضات في السوق السعودي كما نفّذت الاتصالات السعودية قرابة (1600) مليون مكالمة دولية من المملكة خلال فترة رمضان والعيد بحسب ما ذكرت مصادر الشركة.. وفي إطار تقديم العروضات في المناسبات الوطنيّة والدينيّة قدّمت الاتصالات السعودية مكالمات خدمة الجوال المرئي (مجاناً) في اليوم الوطني.
وقد شهد عام (الاتصالات) هذا سلسلة من التخفيضات ما زال بعضها مستمراً ومنها التخفيضات على شريحة (سوا) الأقل سعراً على مستوى منطقة الخليج العربي، وذلك أيضاً بحسب ما تؤكده الشركة. يذكر أن شركة الاتصالات أفردت أكثر من 353 مشغلا حول العالم وفرّغتهم لخدمة عملاء سوا .
وعلى مستوى الجوائز فقد حازت الشركة على جائزة الإبداع الإعلاني عن خدمة MMS بالمقابل واصلت (الاتصالات) عروضاتها التحفيزيّة فيما يتعلّق بالهاتف الثابت فأطلقت حملة (سباق العروض المجانيّة)، وكذلك العرض المجاني الخاص بخدمة الأهل والأصدقاء.
كما أعلنت تخفيضات جديدة على الهاتف تصل نسبتها إلى 50% كما حرصت الشركة على تخفيض أسعار الانترنت 37% لمقدمي الخدمة في المملكة.
وفيما يتعلّق بخدمات الDSL فقد وقّعت الشركة ثلاثة عقود مع شركات عالمية لتطوير هذه الخدمات في السعودية. وعلى الصعيدين الإقليمي والعالمي فقد أحرزت شركة (الاتصالات السعوديّة) التي شهدت أيضاً تغييرات على مستوى هيكليتها الإداريّة العليا مكانة متقدمة جداً بين أبرز وأكبر الشركات العالمية من حيث القيمة السوقيّة، ويبقى أن هناك بعض الشكاوى حول مستوى الخدمات التي توفرها شركة الاتصالات خصوصاً لجهة ضعف الإرسال أحياناً وتعطل بعض الخدمات.
(موبايلي)... انطلاقة مليونيّة !
قلّب عدّاد الأرقام والخطوط في (موبايلي) المليون تلو الآخر بسرعة قياسيّة، وقد عملت الشركة خلال عام 2006 على توسيع رقعة انتشارها فطرحت الكثير من الخصومات ورعت المعارض والمؤتمرات والندوات، وحققت مزيداً من الانتشار عن طريق الزيادة الملحوظة في نسبة عدد الخطوط، ومن عروضها لهذا العام قدمت للمشتركين من 57% إلى 66% رصيد إضافي على البطاقات المسبقة الدفع، وتخفيض الرسائل النصية 50% محلياً ودولياً، وكذلك أطلقت (موبايلي) خدمات الجيل الثالث والثالث و النصف المتطور لجميع مشتركيها بكل ما تحتويه هذه الخدمة من مميزات جديدة، ورعت (موبايلي) هذا العام بشكل رئيسي وحصري معرض جايتكس الرياض 2006، وأيضاً بادرت بالاحتفاء بالمنتخب السعودي لكرة القدم ودعمه حتى نهاية 2007، هذا إضافة إلى رعاية الشركة لقطاعات رياضيّة أخرى متنوعة، وقد أعلنت (موبايلي) مؤخراً عن البدء بتوسيع الشبكة في جميع أنحاء المملكة بعد أن أن أكملت المرحلتين الأولى والثانية من التغطية بشبكتها المستقلّة.
يذكر في هذا الإطار أن الشركة سبق لها أن توجهت باعتذار إلى مشتركيها بسبب انقطاع كيبل الألياف البصرية في السابع من شوال - سبتمبر الماضي .
هذا ويلاحظ اهتمام (موبايلي) الدائم بتقديم عروضات وخصومات مستمرة للباقات المفوترة والمسبقة الدفع.
قريباً.. الرخصة الثالثة!
يتوقع عدد من المتابعين لكواليس سوق الاتصالات وتقنية المعلومات أن يتم إعلان الشركات الفائزة باستحقاقات الرخصة الثالثة للهاتف الجوال والثانية للثابت من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في أواخر شهر شباط (فبراير) المقبل.
والجديد في هذا الإطار هو دخول تحالفات عربيّة - سعوديّة على خط المنافسة تمثلت في مجموعة (إم. تي. سي) الكويتيّة،
و(أوراسكوم تليكوم) المصريّة، ويتوقع بعض المراقبين أن فرص فوز (التحالف) المصري السعودي الذي تقوده شركة اوراسكوم تزيد على 60 %.
وفيما يعتبر سوق الاتصالات في السعوديّة الأهم والأسرع نمواً في المنطقة رجّح تقرير اقتصادي صدر عن شركة شعاع كابيتال ألاّ يتجاوز سعر رخصة الجوال الثالثة 6.5 بلايين ريال معتبراً أنه سيكون أقل من 12.2 بليون ريال سعر الرخصة الثانية التي فازت بها (موبايلي).
ويرى العديد من الخبراء المختصين أن واقع السوق يشير إلى أن الرخصة الثالثة يجب أن تكون أقل من الثانية، بعد أن استقطعت الشركات العاملة حالياً نسبة كبيرة من المستهلكين، بلغت حوالي 78 % من إجمالي السكان، وهذه النسبة مرشّحة للارتفاع شهرياً.
ومن وجهة نظر هؤلاء المختصين فإن التنافس في الأسعار بعد طرح الرخصة الثالثة لن يكون أساسياً لأن فيه خسارة تطال الجميع بما في ذلك المستخدمون، ويضيف هؤلاء أن المنافسة ستتركز على النواحي الابتكاريّة والتطويريّة للخدمات الاتصاليّة بما يلبي حاجات العملاء والمجتمع بوجه عام، يذكر أن سوق الاتصالات في المملكة شهد قفزات كبيرة خلال السنوات السبع الأخيرة، إذ إن عدد المشتركين عام 1999، لم يتجاوز 800 ألف، لكنه قفز إلى 21.8مليون مع نهاية شهر نوفمبر 2006، وهذه الأرقام تقسّم بحسب الإحصاءات بين 17 مليون مشترك لشركة الاتصالات السعوديّة، و4.8 ملايين مشترك ل(موبايلي).
إلاّ أن هذه الأرقام الرسميّة قابلة للتخفيض نظراً لإمكانيّة استخدام بعض العملاء لأكثر من رقم في أكثر من شركة فضلاً عن توقف أرقام صادرة عن الخدمة بشكل مؤقت أو نهائي إلى ما هنالك من حالات تذكرها بوضوح التقارير الصادرة عن كل من (الاتصالات السعوديّة) و (موبايلي).