فيروس أو دودة الكترونية سمه ما شئت، ينشر نفسه بنفسه، ودون الحاجة لأي إجراء من قبل حامله، يكفي أن يكون جوالك مصاباً به، حتى يبدأ عمله بالانتشار... ليس ذلك فحسب، بل يتعدى تأثيره إلى الخسائر المالية التي تلحق بمن أصيب جواله بهذا الدخيل المزعج، تعالوا نستعرض هذا الفيروس الشرس.
تعمل الكثير من أجهزة المحمول التي تصنف على أنها (أجهزة ذكية) على نظام تشغيل يدعى نظام التشغيل سيبميان Symbian OS، وكانت أول ضربة موجهة لهذا النظام عند انتشاره هي فيروس كوم واريور CommWarrior. الذي نشأ في روسيا، واسم شهرته SymbOS/Commwarrior.A.
يستخدم هذا الفيروس ميزة الوسائط المتعددة لإرسال نفسه إلى أي جهاز توجد به هذه الخاصية والتي تعمل على نظام التشغيل المذكور.
يصيب هذا الفيروس الأجهزة التي تعمل على نسخة 6.1 أو أعلى من نظام تشغيل سيبميان منها على سبيل المثال لا الحصر، نوكيا 3650، 6600 ،6630، 6620، 7610، 7650 و N-Gage، و باناسونيك X700، وسيمينس SX1 وغيرها الكثير من الأجهزة الذكية. أما الأجهزة التي تعمل على نظام تشغيل UIQ مثل سوني ايريكسون P900/P910 أو موتورولا A925/A1000 فتبقى بأمان من خطر هذا الفيروس.
يعمل هذا الفيروس على قراءة كل الأسماء والأرقام المخزنة في الجوال المصاب، ويقوم بشكل دوري بإرسال رسائل MMS إلى أسماء يتم اختيارها بشكل عشوائي من ذاكرة الجوال، وبرسائل ذات صيغ مختلفة (معدة سابقاً مع الفيروس) تشجع متلقي الرسالة على تثبيت مرفقات الرسالة، وهي عبارة عن ملف من امتداد SIS يحتوي فعلياً على نسخة من هذا الفيروس وبمجرد تثبيته يصبح الفيروس نشطاً، ويعمل بالخلفية أي دون أن يحس صاحب الجوال بذلك.
أما عن تواجد الفيروس الفعلي فسيكون في المسارات التالية:system/updates/ أو/و /system/apps/CommWarrior/ وأسماء الملفات التي تدل على الفيروس هي: commrec.mdl، commwarrior.exe، commw.sis
ويكبر الأذى الناتج عن هذا الفيروس، بأن كل من (يستضيفه) على جهازه سيتحمل تكاليف إرسال رسائل الوسائط المتعددة والتي قدرتها شركة سيم ويركس من ربع دولار إلى دولار واحد لكل مرة يقوم فيها الفيروس بالعمل، هذا على الصعيد المالي، أما من الناحية التقنية فيقوم هذا الفيروس بالقضاء على البطارية بوقت قياسي.
وحيث إن هذا الفيروس يقوم بالعمل بخفاء، يلزم أصحاب الأجهزة المصابة الكثير من الوقت حتى يدركوا أنه ربما قد أرسلت مئات رسائل الوسائط عن طريق أجهزتهم المصابة.
ويتعدى التأثير الشيطاني لهذا الفيروس ذلك كله، فبالإضافة إلى استهدافه الأسماء المخزنة في الجوال المصاب، يقوم هذا الفيروس بمحاولة إصابة أجهزة الجوال المحيطة بالجوال المصاب عن طريق تقنية البلوتوث Bluetooth، حتى لو كانت هذه التقنية غير مفعلة من قبل مستخدم الجوال المصاب. حسب شركة سيم ويركس SimWorks يعتبر هذا الفيروس من أوائل الفيروسات التي تستخدم هذه التقنية المزدوجة، والتي تساهم في انتشاره بسرعة وعلى أوسع نطاق جغرافي على الجوالات المستهدفة.
أما الخبر السار الذي من الممكن أن يخفف الوطأة على حاملي هذه الأجهزة، هو أنه لا يتم تثبيت أي تطبيق على الجوال إلا بموافقة حامله، سواء كان الإرسال عن طريق البلوتوث، أو رسائل الوسائط المتعددة، كما يمكن لمزودي الخدمة أن يساهموا بتخفيف سرعة الانتشار لهذا الفيروس بطرق متعددة.